عادي

تغير المناخ يجبر صيادين في إندونيسيا على العمل على اليابسة

18:55 مساء
قراءة دقيقتين
مسجد في قرية شعب الباجاو (أ.ف.ب)
منزل خشبي في قرية باجاو (أ.ف.ب)

عاشت قبيلة باجاو حياة ترحال في البحر لأجيال وكان أفرادها يمضون أياماً وليالي على متن قوارب ذات أسقف من القش في المياه، بين إندونيسيا وماليزيا والفلبين.

وكان أفرادها يتعلمون الغوص منذ سن مبكرة، وتكيّفت أجسادهم مع مرور الوقت للسماح لهم بالصيد تحت المياه لفترات أطول، وفق باحثين.

لكن بالنسبة إلى مئات من هذا المجتمع الذين يعيشون في قرية بولاو بابان الصغيرة في إندونيسيا، فإن أسلوب الحياة الفريد الذي كان يتبعه أسلافهم اندثر.

ويروي الصياد سفيان سابي، الذي أجبره تغير المناخ والصيد الجائر على الانتقال إلى اليابسة لكسب لقمة العيش: «غيرنا مهنتنا. نحن صيادون نعمل في مزرعة. توفر الزراعة دخلاً أفضل؛ إذ هناك العديد من المحاصيل التي يمكنني زرعها»، مضيفاً أنه يملك قطعة أرض قريبة تبلغ مساحتها هكتارين لزراعة الذرة والموز.

وقال الرجل البالغ 39 عاماً لوكالة فرانس برس: «في بعض الأحيان لا نكسب شيئاً من البحر. أحياناً توجد أسماك وأحياناً لا توجد أي سمكة».

وتدرب سفيان على حبس أنفاسه على عمق يتراوح بين 10 و15 متراً مذ كان طفلاً، وما زال يبحث في المياه عن خيار بحر أو أخطبوط قد يكسبه ما يصل إلى 500 ألف روبية (31 دولاراً).

ويعزو الباحثون قدرة شعب باجاو على الغوص بشكل أعمق ولفترات طويلة، إلى طفرة جينية محتملة أعطتهم طحالاً أكبر يسمح لدمهم بتخزين المزيد من الأكسجين.

وقال وينغكي أرياندو، الباحث في جامعة شولالونغكورن في تايلاند والذي درس شعب باجاو، إن الصيد الجائر وارتفاع درجات الحرارة صعّبا المهمة. وقال: «إنهم يواجهون تناقص الموارد البحرية».

فمع ارتفاع درجات الحرارة، تتغير أنماط هجرة الأسماك وتزاوجها وتبيض الشعاب المرجانية وتتغير السلسلة الغذائية.

وتظهر بيانات وزارة الثروة السمكية في إندونيسيا أن المخزون السمكي في البلاد انخفض من 12.5 مليون طن متري عام 2017 إلى 12 مليوناً عام 2022.

وقال الصياد أرفين البالغ 52 عاماً: «الأسماك تتناقص لأن عدداً كبيراً من الأشخاص يصطادونها».

وروى دافلين أمبوتانغ وهو أحد سكان الجزيرة أن قبيلة باجاو بدأت الاستقرار هناك قبل ثلاثة أجيال.

وأضاف: «رأوا أن هذه الجزيرة مناسبة لبناء المنازل، لذلك استقروا هناك. لم يعودوا رحالة»، لكن للحياة على اليابسة تحدياتها.

يدير شقيق دافلين نزلاً صغيراً، لكن السلطات توجه الزوار إلى أكواخ شيدتها الحكومة بدلاً من مساعدة أعمال باجاو على الازدهار.

ومع توفر الإنترنت على اليابسة، أنشأ شعب باجاو مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تضم آلاف المتابعين، لمساعدة واحدهم الآخر في حل مشكلاتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sa39j4e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"