عادي

ملجأ في كل بيت.. إسرائيل تتحصن ضد أي هجوم انتقامي محتمل

18:05 مساء
قراءة 3 دقائق
الملجأ

إعداد محمد كمال

بالتزامن مع ما يتردد عن قرب تنفيذ ضربة انتقامية ضد إسرائيل بعد مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في تفجير بالعاصمة الإيرانية طهران، حرص الإسرائيليون على تجهيز ملاجئهم المضادة للقنابل، لحمايتهم من أي هجوم محتمل، وهو على العكس تماماً من الأوضاع المأساوية لسكان قطاع غزة، حيث كان مئات الآلاف من المدنيين مكشوفين أمام الغارات والقصف العنيف للقطاع، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى من النساء والأطفال.

وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، فإنه عندما تنطلق صفارات الإنذار للغارات الجوية، يعرف الإسرائيليون جميعاً إلى أين يتجهون، حيث نظام من الملاجئ ضد القنابل يعود تاريخه إلى خمسة عقود من الزمن، وقد تم بناؤه بحيث يتحمل أغلب الصواريخ التقليدية. إضافة إلى ذلك فقد حرص قطاع كبير من السكان على بناء وتجهيز ملجأ خاص في كل منزل عبارة عن «غرفة آمنة»، وغالباً ما تكون مخصصة للأطفال في الحالات العادية.

  • ملاجئ إجبارية

وابتداء من السبعينيات، بدأت المدن الإسرائيلية في بناء نظام من الملاجئ العامة تحت الأرض لحماية السكان من القصف الجوي. وفي عام 1991 بعد إطلاق العشرات من صواريخ سكود على إسرائيل، أصابت مدناً مثل تل أبيب وحيفا وألحقت بها أضراراً، أصدرت إسرائيل في العام التالي قانوناً يقضي بفرض بناء ملاجئ في كل مبنى جديد.

ويشير التقرير إلى أن حوالي 65% من الإسرائيليين لديهم غرفة في منزلهم أو شقتهم عبارة عن ملجأ من القنابل، أو لديهم ملجأ يخدم عدة شقق، أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام، وفقاً لمسؤول أمني إسرائيلي.

  • ملجأ في كل شقة

والملاجئ في الشقق مصنوعة من الخرسانة المسلحة والأبواب المعدنية الثقيلة. وبصرف النظر عن الباب والنافذة المحصنة، لا يمكن تمييزها إلى حد كبير عن الغرفة العادية. وقد حولها العديد من الإسرائيليين إلى غرف نوم لأطفالهم.

وتم تصميم الملاجئ في الشقق بحيث تظل قائمة كبرج محصن منفصل حتى لو انهار المبنى. وقال مسؤول إسرائيلي إن الضربة المباشرة على الملجأ نفسه من المرجح أن تقتل من بداخله. لكن هذه الضربة الدقيقة غير مرجحة نظراً لصغر مساحات الملاجئ الداخلية.

  • فلسطينيو 48

ورغم هذه التحصينات المشددة، فإن حوالي ثلث الإسرائيليين ليس لديهم ملجأ في مبانيهم أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام بما يكفي للوصول إليه قبل سقوط صاروخ. وهؤلاء هم إلى حد كبير أشخاص يعيشون في المناطق الفقيرة، بما في ذلك الريف، وفلسطينيو 48، والأحياء ذات الدخل المنخفض في المدن حيث تم تشييد المباني قبل وقت طويل من دخول لوائح المأوى حيز التنفيذ.

  • 10 ثوانٍ

ولدى الإسرائيليين في منطقة تل أبيب المكتظة بالسكان، حوالي 60 ثانية للوصول إلى ملجأ بمجرد سماع صفارة الإنذار. أما أولئك الذين يعيشون على الحدود بالقرب من غزة أو لبنان، فلديهم أقل من 10 ثوانٍ للعثور على مأوى.

وفي تل أبيب يوجد 168 ملجأ عاماً تحت الأرض، و356 ملجأ إجمالاً إذا أضفنا تلك الموجودة في المؤسسات التعليمية أو غيرها من المباني البلدية. كما أن مواقعها متاحة على الموقع الإلكتروني للمدينة، وتُعلم لافتات الشوارع البرتقالية الناس كيفية الوصول إليها.

وتبلغ مساحة الملجأ العام متوسط ​​الحجم حوالي 100 ياردة مربعة ويمكن أن يتسع بشكل مريح لحوالي 200 شخص في أماكن إقامة بسيطة. كما تحتوي على حمامات ومطبخ صغير ودش وأنظمة تنقية الهواء.

وبدأت المدينة مؤخراً بإضافة خدمة الواي فاي إلى بعض الملاجئ الموجودة تحت الأرض. وفي الداخل، عادة ما يتصفح الناس وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة أماكن سقوط الصواريخ.

ومن المفترض أن يبقى الناس في الملاجئ لمدة 10 دقائق بعد آخر صفارة إنذار، لكن هذا لا يمنع البعض من الدخول والخروج عاجلاً. وعلى الرغم من التهديد بهجوم جوي وشيك، فإن الملاجئ تحت الأرض حول تل أبيب مغلقة حالياً.

وقال مسؤولون بلديون إنه إلى أن يصدر الجيش الإسرائيلي الأمر بفتح الملاجئ بسبب تهديد وشيك، فإنها ستظل مغلقة. وذلك لمنع الناس من دخولها أو النوم فيها أو استخدامها كمراحيض، وهي ظاهرة شائعة قبل وضع النظام.

وقام الكثيرون في إسرائيل بتخزين المياه المعبأة والأطعمة المعلبة تحسباً لأي هجوم محتمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3h4vvtud

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"