أمريكا.. إذا خسر ترامب!

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

دق الرئيس الأمريكي جو بايدن جرس الإنذار من احتمال عدم انتقال سلمي للسلطة في حال خسارة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب في مواجهة مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس كامالا هاريس، وذلك في مقابلة جرت يوم الأربعاء الماضي مع شبكة «سي. بي.إس.نيوز»، إذ قال «أنا لست واثقاً على الإطلاق من احتمال انتقال سلمي للسلطة»، وأشار إلى ما كان ترامب أعلنه في مارس (آذار) الماضي في أوهايو من أنه إذا خسرنا سيكون هناك «حمام دم».

التحذير من فوضى في حال خسارة ترامب صدر عن أكثر من مسؤول ومحلل أمريكي نظراً لحالة الاستقطاب والانقسام الحاد داخل المجتمع الأمريكي، مع تنامي واتساع نشاط اليمين المتطرف المعادي للحكومة الفيدرالية الذي يعتبر ترامب «نموذجه المثالي للرئيس».

يذهب البعض إلى أن ما حدث من أعمال شغب عند اقتحام مبنى الكابيتول يوم 6 يناير (كانون الثاني) عام 2020 احتجاجاً على فوز الرئيس جو بايدن، واعتبار أن الرئاسة «سرقت» من ترامب، ليس سوى«تمرين» أو«نقطة في بحر» مما يمكن أن يحدث في حال خسارة ترامب مجدداً أمام هاريس في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويحذر هؤلاء من جماعات اليمين المتطرف وميليشياتها المسلحة المنتشرة في مختلف الولايات الأمريكية، وقد زادت مشاركاتها في الفعاليات المؤيدة لترامب. ووفقاً لمشروع «إيه سي إلأي دي» الذي يعنى برصد وتحديد مواقع النزاعات المسلحة وتوثيق البيانات عن أحداثها، أن جماعات اليمين المتطرف ساهمت بشكل مطرد ومتزايد في التظاهرات ضد نتائج الانتحابات، وأشارت إلى أن هذه الجماعات لم تشرع في حضور احتجاجات أكثر فحسب، بل كثفت إقامة فعاليات التدريب وتجنيد الأتباع.

يذكر أن هناك العشرات من الميليشيات المسلحة التي تحمل أيديولوجيات يمينية وعنصرية متطرفة ضد السود والمهاجرين، إضافة إلى عدائها للحكومة. وتقول الباحثة في شؤون الميليشيات أني كوتر«يرى هؤلاء أن ترامب هو أقرب شخص حصلوا عليه». ومن أبرز هذه الميليشيات«حراس القَسَم» و«ثلاثة في المئة» و«ذا براود براذرز» ( الأخوة الفخورون)،«ذا بوغالو بويز»، والأخيرتان شاركتا في الهجوم على مبنى الكابيتول، وكان من بين الذين شاركوا في الهحوم بعض قدامى المحاربين العسكريين الأعضاء في هذه الميليشيات.

يحكي التاريخ الأمريكي أنه في عام 1898 جرت انتخابات في ولاية كارولينا الشمالية رفض العنصريون البيض نتائجها، فهاجموا أكبر مدنها آنذاك ويلمنغتون ودمروا الأعمال التجارية للسود وقتلوا المئات منهم، وأجبروا الحكومة المنتخبة وهي تحالف من البيض والسود على الاستقالة، ثم استولوا على السلطة وأصدروا قوانين تحرم السود من حقوقهم المدنية ومن بينها حقهم في الانتخاب.

أحداث عام 1898 يمكن أن تتكرر بشكل أو بآخر وفي أكثر من ولاية، وربما بشكل أكثر عنفاً في حال خسارة ترامب. إذ يحذر الكاتب الأمريكي في صحيفة واشنطن بوست، روبرت كاغان، في كتابه الأخير«التمرد» من سيناريوهات خطرة داخل الولايات المتحدة، إذ قد تشهد انتخابات 2024 نهاية المشهد الديمقراطي في أمريكا الموحدة، مع عواقب وخيمة على الاستقرار المحلي والعالمي، مع إطلاق حركات انفصالية في الولايات التي تخضع للجمهوريين.

على كل حال، لم تعد الولايات المتحدة هي نفسها التي كنا نعرفها من قبل، إنها تفقد دورها ومكانتها وتسارع في الانحدار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3r5azahr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"