عادي
مخاوف الركود الأمريكي تزيد الضغوط على الأسعار

خبراء: الطلب العالمي على النفط لا يكفي لزيادة الإنتاج

18:32 مساء
قراءة 5 دقائق
حفارتان في بحر الشمال
(رويترز)

تقول بيانات ومحللون ومصادر في قطاع النفط إن نمو الطلب العالمي على الخام يحتاج إلى التسارع في الأشهر المقبلة وإلا ستواجه السوق صعوبة في استيعاب زيادة الإمدادات التي يخطط تحالف أوبك+ لها اعتبارا من أكتوبر.
وجاء نمو الطلب على النفط في الأشهر السبعة الأولى من العام من جانب أكبر مستهلكين، الولايات المتحدة والصين، أقل من بعض التوقعات حتى قبل أن تؤدي المخاوف المتجددة من الركود في الولايات المتحدة إلى موجة بيع عالمية للأسهم والسندات هذا الأسبوع.
وإذا زاد تباطؤ الاقتصاد، فمن المرجح أن يتباطأ معه نمو الطلب على النفط. وقال محللون إن هذا يعني أن تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، سيضطر إما إلى تأجيل خطط ضخ المزيد من النفط أو قبول أسعار أقل مقابل زيادة المعروض.

مخاطر الركود

وقال جاري روس الرئيس التنفيذي لشركة بلاك جولد إنفستورز والخبير المخضرم في شؤون أوبك «في ظل الظروف الحالية وسط مخاطر الركود الكبيرة، فمن غير المرجح أن يمضي أوبك+ قدما في الزيادات المخطط لها في أكتوبر».
وهبطت أسعار النفط الخام إلى ما دون 80 دولارا للبرميل في أغسطس، وهو أقل من السعر الذي تحتاجه معظم الدول الأعضاء في أوبك+ لتحقيق التوازن في موازناتها المالية.
وقال نيل أتكينسون المحلل المستقل الذي عمل سابقا في وكالة الطاقة الدولية إن «الطلب على النفط ينطوي بالتأكيد على مخاطر بالهبوط»، مشيرا إلى المخاوف بشأن الاقتصادين الصيني والأمريكي.
وأضاف «من الصعب جدا أن نرى كيف يمكن للأسعار أن ترتفع بشكل كبير إذا جاء نمو الطلب أبطأ مما كنا نعتقد»، مضيفا أنه يتوقع أن يقرر تحالف أوبك+ تأجيل زيادة الإنتاج مؤقتا.

واردات الصين

وأظهرت بيانات هذا الأسبوع أن واردات الصين من النفط الخام بلغت 10.89 مليون برميل يوميا خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، بانخفاض 2.4 بالمئة على أساس سنوي.
ويؤثر تراجع استهلاك الصين من الديزل، مع نمو استخدام الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، على الطلب المحلي على الوقود، إلى جانب تعثر الاقتصاد تأثرا بأزمة مطولة في قطاع العقارات.
الاستهلاك الأمريكي
وفي الولايات المتحدة، ارتفع استهلاك النفط هذا العام حتى يوليو بنحو 220 ألف برميل يوميا على أساس سنوي إلى 20.25 مليون برميل يوميا في المتوسط، وفقا لحسابات لرويترز تستند إلى تقديرات حكومية. وسيتطلب الأمر تسارع نمو الطلب للوصول إلى توقعات الحكومة لعام 2024 بمتوسط 20.5 مليون برميل يوميا.
ومن الصعب قياس ما إذا كان الطلب العالمي على النفط سيصل إلى المستويات المرتفعة اللازمة لاستيعاب الإمدادات الإضافية هذا العام، وذلك بسبب التباين القياسي في المستويات التي يقيس بها أبرز المحللين في العالم المعنيين بالطلب على النفط، في أوبك ووكالة الطاقة الدولية، الطلب حتى الآن.

فجوة زمنية

وهناك فجوة زمنية في بيانات استهلاك النفط، وكثيرا ما يتم تعديل الأرقام الأولية. وهذا يجعل الخبراء يدرجون أفضل التقديرات في عدد من توقعاتهم للطلب.
وتتوقع أوبك نمو الطلب العالمي على النفط الخام بنحو 2.15 مليون برميل يوميا في النصف الأول من عام 2024، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب بنحو 735 ألف برميل يوميا. وتقدم وكالة الطاقة الدولية المشورة للدول الصناعية بشأن سياسات الطاقة.
ولم يحدث تغير يذكر في تقديرات أوبك لنمو الطلب في النصف الأول من العام منذ بداية 2024 تقريبا، بينما خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب في النصف الأول مقارنة مع 1.19 مليون برميل يوميا في توقعات يناير كانون الثاني.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى انكماش استهلاك الصين في الربع الثاني، في حين تشير تقديرات أوبك إلى ارتفاعه بأكثر من 800 ألف برميل يوميا. وتشكل الصين أحد الأسباب الرئيسية وراء الاختلاف في التوقعات للعام بأكمله، وكذلك للنصف الأول.
وإن صحت توقعات أوبك للطلب في النصف الأول، فإن النمو العالمي بحاجة إلى أن يتسارع قليلا في النصف الثاني. لكن إذا صحت تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فيجب أن يزداد الطلب سريعا.
وعادة ما يكون النصف الثاني من العام هو الفترة التي يصل فيها الاستهلاك إلى أعلى مستوى له لأن النمو الاقتصادي العالمي يزيد الطلب على النفط ولأنه يشمل مواسم ذروة القيادة والحصاد في نصف الكرة الشمالي والتسوق استعدادا لفصل الشتاء.
ولكي يصل نمو الطلب إلى توقعات أوبك للعام بأكمله، يتعين أن يتسارع إلى ​​2.30 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال النصف الثاني، وفقا لحسابات رويترز. ولا بد أن ينمو الطلب بواقع 1.22 مليون برميل يوميا في النصف الثاني ليصل إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية للعام بأكمله.
ومن المقرر أن تحدث أوبك ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما للطلب الأسبوع المقبل.

زيادة الإمدادات

أكدت أوبك+ الأسبوع الماضي عزمها بدء زيادة الإنتاج اعتبارا من أكتوبر تشرين الأول مع التحذير من إمكانية تأجيل هذه الخطة أو إلغائها إذا لزم الأمر.
وتستند الزيادة إلى التوقعات بأن الطلب سيتوافق مع تقديرات أوبك، وهو ما من شأنه أن يزيد الطلب على النفط من المنظمة المنتجة وحلفائها. وتضخ أوبك+ أكثر من 40 بالمئة من النفط الخام في العالم.
وإذا تحققت توقعات أوبك بشأن الطلب، من المتوقع أن يصل الطلب على الخام من دول أوبك+ إلى 43.9 مليون برميل يوميا في الربع الأخير ارتفاعا من 40.8 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران مما يسمح نظريا بزيادة الإنتاج.
وقال مصدر مقرب من أوبك+ إن التحالف أمامه شهر لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيبدأ زيادة إنتاج النفط اعتبارا من أكتوبر تشرين الأول وإنه سيدرس بيانات سوق النفط في الأسابيع المقبلة.
وعبر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط أمين الناصر هذا الأسبوع، عن توقعاته بأن يتراوح النمو بين 1.6 مليون ومليوني برميل يوميا في النصف الثاني من العام.
وقال مصدران في أوبك إنه لم يتضح ما إذا كان الطلب سيرتفع بالسرعة اللازمة لتلبية توقعات أوبك للربع الثالث. ولم ترد المنظمة على طلب للتعليق.

طلب غير واضح

تقول وكالة الطاقة الدولية إن تباطؤ النمو الاقتصادي والتحول نحو السيارات الكهربائية في الصين غيرا المفاهيم بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي قاد لسنوات الارتفاعات العالمية في استهلاك النفط. وترى أوبك أن النمو القوي سيستمر.
وتظهر المؤشرات الأولية لواردات الصين من النفط الخام في أغسطس، مثل تلك التي أوردتها شركة كبلر لتحليل البيانات، انتعاشا طفيفا مقارنة بيوليو تموز. وقال متعاملان في مشتريات الصين من النفط الخام من غرب أفريقيا إن الطلب على النفط تحميل أغسطس كان ضعيفا.
ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن يتجاوز الطلب العالمي على السفر هذا العام مستويات عام 2019 رغم أنه قال في يونيو إن السفر الدولي في آسيا وخاصة في الصين لا يزال ضعيفا.
وقال مصدر في شركة لتجارة النفط «العوامل الرئيسية التي أشار إليها الجميع لنمو الطلب هي الطلب على السفر والصين.
وأضاف أن الطلب الصيني لم يكن كبيرا وأن الطلب على النفط الخام في أوروبا معقول لكنه لم يتعاف تماما (من الجائحة)».
وثبتت صعوبة قياس الطلب على البنزين في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم. وأظهرت تعديلات لبيانات رسمية الأسبوع الماضي أن الطلب في مايو بلغ أعلى مستوى له منذ أغسطس آب 2019. وتوقعت جهات مستقلة لتتبع البيانات وتقديرات سابقة أن يكون الطلب دون مستويات العام الماضي.
كما قد يؤدي ورود بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة إلى مشكلات في أسواق النفط وخاصة الديزل. ووفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة، انخفض الطلب الأمريكي على الديزل بنحو أربعة بالمئة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام مقارنة بعام 2023.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/24fh83b6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"