مقال مدفوع
جديد الأسواق

توماس براموتيدهام : نقلة نوعية للدور التحويلي للذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع الخدمات العامة

15:35 مساء
قراءة 4 دقائق
presight

توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة «بريسايت» لحلول الذكاء الاصطناعي: " يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تسهيل آليات الآراء المُدخلة في الوقت الفعلي التي تسمح للحكومات بقياس المشاعر العامة وجمع الأفكار بسرعة وكفاءة "


يستخدم القطاع العام اليوم التقنيات المتطورة لإعادة تشكيل الطريقة التي تتفاعل بها الحكومات مع المواطنين والمقيمين وكيفية إدارة الوزارات وحتى الطريقة التي تعمل بها الدولة. ويبرز الذكاء الاصطناعي التوليدي بين الأدوات الرقمية المختلفة التي تستخدمها الحكومات كواحد من أهم التطورات التقنية التي تمتلك القدرة على إحداث نقلة نوعية في مشاركة الناس وتفاعلهم.


ويستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال تقديم خدمات مخصصة وتحسين إمكانية الوصول وتسهيل التفاعلات المفيدة بين الحكومات والمواطنين، تمكين الأفراد وحتى تعزيز الروابط بين الحكومات والشعوب. ومن خلال إنشاء معلومات وحلول مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة لكل فرد، سيتمكن قطاع الخدمات العامة من تحقيق مستويات جديدة من الكفاءة والفعالية.


على سبيل المثال، أصبحت برامج المحادثة الأساسية أكثر تكاملاً في الخدمات الحكومية. تواجدت تقنيات برامج المحادثة منذ فترة طويلة وهي قادرة على العمل بشكل جيد في توفير الإجابات القائمة على المهام والمبنية على القواعد حسب أوامر محددة، لكن فائدتها قد تكون محدودة. أما برامج المحادثة التوليدية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تخطو خطوة أبعد من القواعد المحددة مسبقاً، حيث تمتلك قدرة أكبر بكثير على فهم طلبات المستخدم بطريقة تشبه الفهم البشري، والقدرة على تقديم إجابات أكثر ذكاءً وتشخيصاً للاستفسارات. ويمكن استخدام برامج المحادثة التوليدية والذكاء الاصطناعي على ضمان تلقي كل فرد لمعلومات محددة وذات صلة تعالج استفساراته.


تستطيع هذه الأنظمة الذكية سهلة الاستخدام من تحليل التفاعلات السابقة مع المستخدم والنظر بالتفصيل في بياناته أثناء إنشاء الإجابات، مما يعني أنها قادرة على تقديم استجابات متعمقة ومخصصة بناءً على الظروف الفردية. وفي مجالات مثل الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، تُعدّ هذه القدرة على الوصول بشكل آمن إلى المعلومات الصحيحة من السجلات الطبية للشخص أو تاريخ الحالة وإنشاء استجابة دقيقة وذات صلة ومفصلة، جزءاً أساسياً من سبب أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي لقطاع الخدمات الحكومية. كما أن الذكاء الاصطناعي المساعد والروبوتات قادرين أيضاً على فهم التفضيلات الفردية، مما يوفر تفاعلات ذات جودة أفضل ويسد الفجوة بين الأشخاص والشركات العامة، مما يجعل الخدمات الحكومية أكثر سهولة في الاستخدام والوصول إليها.


تتجاوز قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط حدود التخصيص بكثير، فهو يعمل أيضاً كأداة لا تُقدّر بثمن لتخطيط السياسات من خلال التحليلات التنبؤية، والتي تساعد الحكومات على توقع الاحتياجات والتحديات المستقبلية، مما يسمح باتخاذ قرارات استباقية ومستنيرة. وفي الممارسة العملية، يحلل الذكاء الاصطناعي الاتجاهات الديموغرافية والبيانات الاقتصادية والمؤشرات الاجتماعية للتنبؤ بتأثير السياسات المقترحة. وهذا من شأنه أن يساعد صناع السياسات في تصميم المبادرات واتخاذ الخطوات الأكثر فعالية وتأثيراً.


تعتمد الحوكمة الفعّالة بطبيعة الحال بشكل كبير على فهم احتياجات ومخاوف الناس على نطاق واسع. ويمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تسهيل آليات الآراء المُدخلة في الوقت الفعلي التي تسمح للحكومات بقياس المشاعر العامة وجمع الأفكار بسرعة وكفاءة. ومن خلال المنصات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي تعالج وتحلل كميات كبيرة من البيانات في الوقت الفعلي وتحدد الاتجاهات والأنماط، يمكن للناس التعبير عن آرائهم والإبلاغ عن القضايا وتقديم الملاحظات بشأن الخدمات العامة. على سبيل المثال، يمكن لأدوات مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي تتبع المشاعر العامة فيما يتعلق بالسياسات أو المبادرات الجديدة، مما يوفر للحكومات رؤى قيّمة حول كيفية استقبال الجمهور لهذه السياسات أو المبادرات.


إضافةً إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يساعد في تنظيم ملاحظات المستخدمين وتحديد أولوياتها، مما يضمن معالجة القضايا الأكثر إلحاحاً على الفور. وتشكل هذه الاستجابة في الوقت الفعلي خطوة مهمة أخرى في تحسين العلاقة بين الناس والجهات الحكومية وتعزيز الشعور بالثقة والتعاون.


يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي أن يلعب دوراً حاسماً في جعل الخدمات الحكومية أكثر سهولة في الوصول إليها للجميع، بما في ذلك أصحاب الهمم، وحتى كسر الحواجز اللغوية. ويمكن لتقنيات معالجة اللغة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي دعم لغات ولهجات متعددة وتقديم خدمات الترجمة في الوقت الفعلي للأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة، وهو أمر شائع جداً في العديد من مدن العالم المتنوعة عرقياً وثقافياً. وتعمل تقنيات تحويل النص إلى كلام والخدمات التي يتم تفعيلها بالصوت على تحسين إمكانية الوصول، مما يضمن أن يتمكن جميع الأشخاص بغض النظر عن ظروفهم من المشاركة والاستفادة من الخدمات الحكومية مع تعزيز الشمول.


مع استمرار قادة الدول في تبني التحول الرقمي، يعتبر دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الخدمات التي تركز على المواطنين أمراً بالغ الأهمية في بناء مجتمعات أكثر شمولاً واستجابةً. ومن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكننا بناء مستقبل يتم فيه تمكين كل مواطن من المشاركة بنشاط في تشكيل مجتمعاته وحكوماته
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfd9x9h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"