عادي

«فتنة الربض» تتجول في تاريخ الأندلس

15:58 مساء
قراءة دقيقتين
محمد ولد سالم في الجلسة

استضاف اتحاد الأدباء والكتّاب الموريتانيين في العاصمة نواكشوط؛ الروائي محمد ولد محمد سالم، لنقاش عمله الجديد «فتنة الرَّبَض»، وذلك بحضور د. الخليل النحوي رئيس الاتحاد، وعدد من الكتّاب والأدباء والإعلاميين.
استهل النحوي الجلسة، بالحديث عن سيرة ضيف الجلسة، وعن رواية «فتنة الرّبض» تساءل «النحوي» عن أساب اختيار الكاتب العودة إلى هذه الحقبة الأندلسية ليعيش أيام فتنة الربض في قرطبة، وينقل لنا وقائع دقيقة طواها كثير من المؤرخين، فيبسطها لنا بلغة تتنسم عبق التاريخ، معها بوح بسر الانتماء لهذا العصر.
وأشار محمد ولد محمد سالم إلى أنه قرر مبكرا الاتجاه إلى الكتابة السردية في وقت لم تكن فيه القصة رائجة في موريتانيا، ولم تعرف بعد بشكل واسع بين أوساط الطلاب، فكتب في المسرح والقصة القصيرة، واعتبر أن روايته «أشياء من عالم قديم» كانت البداية الفعلية لبدايته الحقيقية، حيث وضعته على طريق الاحتراف، فبدأ سلسلة من الروايات، عالجت مختلف التحولات التي شهدا المجتمع الموريتاني على مدار حقبه المختلفة.
وعن روايته أكد ولد سالم أنه خرج فيها عن موضوع المجتمع الموريتاني الذي كان يركز عليه في رواياته السابقة، فتناول حادثة تاريخية من الأندلس تعرف بـ «موقعة الربض» وهي ثورة قام بها سكان ضواحي قرطبة ضد الأمير الحكم بن هشام بن عبدالرحمن الداخل، وتتزاحم في الرواية شخصيات تاريخية حقيقية، وشخصيات من صنع خيال المؤلف، لتعطي كلها دلالة كاشفة للواقع الذي كان عليه المجتمع الأندلسي في تلك الحقبة، ويمكن أن تكون أيضاً مفيدة في كشف الكثير من جوانب واقع المجتمع العربي الإسلامي اليوم.
وقال الناقد د. محمد الحسن المصطفى: انتهيت من قراءة أولية مشوقة للرواية، ويعد محمد ولد محمد سالم أحد أبرز الروائيين من جيل ما بعد تأسيس الكتابة الروائية في موريتانيا، وهو الجيل الذي ترسخت معه تقاليد هذا النوع الأدبي الذي يعتبره باختين النوع الأدبي الأحدث والوحيد الذي لم يبلغ طور الاكتمال، ويعني هذا أن التراكمات الروائية في مختلف أنحاء العالم وعبر السنين معنية بالمساهمة في تشكيل الصورة المستقرة «النهائية» لهذا النوع الأدبي الأبرز خلال المئة سنة الأخيرة.
وتنتمي الرواية إلى نمط من السرد، الذي يقفز داخل المراحل التاريخية، ملتقطاً لحظة درامية فاصلة يقدمها في ثوب تراثي غرائبي محكم النسج والحبك وصفاً، ولغة، عبر حوار فكري وثقافي متعدد الأصوات والدلالات، وتقدم الرواية على مستوى البنية السطحية فتنة الربض في عهد أمير الأندلس الحكم الأول بن هشام الشهير بالحكم الربضي، نسبة إلى المجزرة التي أوقعها بثوار أرباض قرطبة، واشترك فيها كثير من فقهاء الأندلس وتجارها وعمالها ومسحوقيها، وقد نجح هذا الحاكم في صد هذه الهبّة الشعبية التي جاءت رداً على ظلم عماله وأغلبهم من الصقالبة المستجلبين من أوروبا وآسيا الوسطى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38z9d2ts

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"