عادي
5.5 عام متوسط الاستخدام..

ما أسباب الركود في سوق الهواتف المحمولة؟

17:00 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد : محمد كمال
من الملاحظ أننا نعيش في ما يشبه بحراً من التشابه الكبير بين مختلف أجهزة الهواتف المحمولة، إذ يشير خبراء ومتخصصون إلى أنه بعد عصر من التنوع التكنولوجي في هذا المجال انطلق في ثمانينيات القرن الماضي، وخلق أكثر من 2800 طراز بارز من الهواتف المحمولة، شهد عام 2007 نقطة تغير جذرية، عندما صعد ستيف جوبز على خشبة المسرح وأخرج جهاز iPhone من جيبه، كاشفاً عن ابتكار أصبح تصميمه مهيمناً على الهواتف.
ويعبر بن وود، كبير المحللين في شركة CCS Insight عن خشيته من أن التنوع التكنولوجي في هذا المجال قد ضاع إلى الأبد. لافتاً إلى أن ذلك قد يكون أحد أسباب الشعور بالركود في سوق الهواتف المحمولة، ومن بين مؤشراته أن احتفاظ المستهلكين بهواتفهم ارتفع لمدة 5.5 سنة في المتوسط.
وفي الوقت نفسه، فإن الكلفة الباهظة للأجهزة الجديدة منعت العديد من المشترين من الإنفاق على أحدث الأجهزة. ونتيجة لذلك، يأمل صانعو الهواتف الآن أن يؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي إلى تنشيط الاهتمام بمنتجاتهم الجديدة، مما يعكس التراجع في الطلب.
ـ انخفاض المبيعات ـ
وقد لوحظ انخفاض في مبيعات الهواتف المحمولة. فعلى سبيل المثال أعلنت شركة Apple انخفاضاً بنسبة 10٪ في مبيعات iPhone في الربع الأخير، في حين تشير التقديرات إلى أن مشغلي الشبكات مثل Vodafone وVirgin Media O2 عانوا انخفاضاً في مبيعات الهواتف بنحو 20٪ في العام الماضي، وفقاً لصحيفة التليغراف البريطانية.
ومع ذلك، فإن هذا مجرد جزء من اتجاه هبوطي أوسع. ففي حين بلغت مبيعات الهواتف المحمولة في المملكة المتحدة 29.7 مليون وحدة في عام 2013. انخفضت النسبة بعد عقد من الزمن، إلى 13.4 مليون فقط في عام 2023، وفقاً لتقديرات شركة CCS Insight.
ويفاقم هذا الانخفاض ميل المستهلكين إلى الاحتفاظ بأجهزتهم لفترة أطول. وتظهر بيانات من Ofcom أن الأشخاص يحتفظون الآن بهواتفهم لمدة 5.5 سنة في المتوسط ​​– بزيادة قدرها ستة أشهر منذ عام 2020.
ـ التكلفة والرواتب ـ
ويقول المتخصصون إن أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى هذا الانخفاض هو التكلفة. فعندما تم إصدار الجيل الأول من iPhone في عام 2007، كان سعره نحو 380 جنيهاً إسترلينياً. وعلى النقيض من ذلك، كان سعر أرخص إصدار من iPhone 15 هو 799 جنيهاً إسترلينياً العام الماضي.
وليس هناك شك في أن وظائف الهواتف الذكية زادت بشكل كبير. ومع ذلك، فهي الآن سلع باهظة الثمن بالنسبة لمعظم المستهلكين.
ويقول مراقبو السوق في شركة Enders Analysis إن: «أزمة تكلفة المعيشة تجعل من الصعب على العملاء شراء هواتف جديدة - وقد لا يتمكن بعض العملاء من تحمل تكلفة الترقية عندما يرغبون في القيام بذلك».
وأضافوا أنه «مع انخفاض التضخم إلى المستويات المستهدفة، سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتمكن الأجور من اللحاق بالركب وحتى تشعر الأسر بأنها في وضع جيد بما يكفي للقيام بعمليات شراء كبيرة مرة أخرى، وبالتالي فإن هذا التأثير قد يتضاءل ببطء شديد».
ـ ميزات فقيرة ـ
ولكن الأهم من ذلك هو أن أحدث أجيال الهواتف الذكية لا تقدم ببساطة ما يكفي من الميزات الجديدة لجذب المشترين، وفق المراقبين. وفي حين أن الإصدارات الجديدة قدمت سابقاً تقدماً كبيراً في مجال التكنولوجيا، فإن ذلك تباطأ في السنوات الأخيرة وغالباً ما تقتصر الترقيات على تحسينات في جودة الكاميرا. وحتى التطورات الأخيرة الأكثر غرابة، مثل الهواتف القابلة للطيّ والشاشات التي تلتف حول المعصم، أصبحت أكثر جمالية من كونها وظيفية.
ويؤكد الخبير وود أن وتيرة التغيير مع تطور الهاتف المحمول خلال الفترة من منتصف التسعينيات إلى عام 2007 اتسمت بتسارع لا يصدق في القدرات، لكنه يرى أن التحديثات في الوقت الحالي، لا سيما من منظور الأجهزة، تعتبر تدريجية للغاية.
ـ الأجهزة المستعملة ـ
وبسبب ارتفاع التكاليف وعدم إلحاح الناس على شراء أحدث الموديلات، أصبحوا يقبلون بشكل متزايد على سوق الأجهزة المستعملة. وذلك بالتزامن مع استغلالهم لبيع هواتفهم القديمة للمساعدة في تمويل الترقية.
وشكلت الهواتف المستعملة 20% من سوق المملكة المتحدة في عام 2023 بقيمة تقارب مليار جنيه استرليني، وفقاً لشركة CCS Insight. ومن غير المستغرب أن يكون هذا الاتجاه لعنة بالنسبة للمصنعين، الذين يبحثون الآن عن طرق لاستعادة العملاء وتشجيعهم على الترقية بشكل متكرر.
ـ الذكاء الاصطناعي ـ
وينظر حالياً إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره المحرك الرئيسي. ومن المنتظر أن تطرح شركة Apple الشهر المقبل مجموعة من الميزات الجديدة، التي يطلق عليها اسم Apple Intelligence، والتي تتضمن ترقية لمساعدها الرقمي Siri وتضمين ChatGPT على أجهزة iPhone. وحذت شركة جوجل هذا الأسبوع حذوها، حيث كشفت عن الجيل التالي من هواتف Pixel التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي.
ويقول المحللون في شركة إندرز إن هذا يمكن أن يوفر دفعة مؤقتة لمبيعات الهواتف، لكنهم يحذرون من أن التأثير على المدى الطويل سيعتمد على كيفية تطور التكنولوجيا، فيما عبر متخصصون عن أن الذكاء الاصطناعي ليس قادراً وحده على إحداث تقدم كبير، أو دفع المستهلكين اللامبالين، وبالتالي على شركات الأجهزة المحمولة بذل مزيد من الجهود سواء من حيث التنوع أو الأسعار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56n8weu8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"