ياسمين صبري الجديدة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

نحكم أحياناً على بعض الممثلين والفنانين فنؤجل متابعة أعمالهم، بل ربما لا نضعها في قائمة ما نسعى إلى مشاهدته، ومسلسل «رحيل» الذي سبق أن عرض في رمضان الماضي وأعادت عرضه لاحقاً بعض القنوات، من تلك الأعمال التي لا تجذب المشاهدين فوراً، بسبب الأحكام المسبقة التي تُطلق على بطلة المسلسل ياسمين صبري، والتي يتسبب فيها كثرة اعتمادها على المظهر والجمال والشكل الخارجي في كل ما تنشره على السوشيال ميديا، لدرجة أن بعض المخرجين والمؤلفين لا يرون في ياسمين إلا الحسناء التي تكمّل صورة البطل ليس أكثر، وهو ما يبرر ضعف الأدوار التي تعطى لها في السينما، بينما البطولة التي حصلت عليها خصوصاً في «رحيل» أثبتت عكس ذلك، وقدمت ياسمين الممثلة بعيداً عن الشكل الحسن.
«رحيل» ليس من المسلسلات المبهرة، حسناً فعلوا باختصاره في 15 حلقة لأنه لا يحتمل أكثر من ذلك على الرغم من اعتماده على مبدأ التشويق في حل لغز جريمة قتل، المخرج محمد عبد السلام لعب دوراً أهم من دور مؤلفي المسلسل محمد عبدالمعطي، باسم حسين، نادر سيف الدين وحسام حلمي، فالقصة أقل من عادية وسبق أن رأينا مثلها في الدراما التلفزيونية والسينمائية كثيراً، غيرة بين تجار السوق تؤدي إلى خلق عداوات وجريمة قتل تودي بحياة «كبير السوق» الفاسد الشرير ويتهم فيها التاجر الطيب والذي يعد أيضاً كبيراً لنفس السوق.. لذلك تستغرب كثرة أسماء المؤلفين لقصة قصيرة في أحداثها ومضمونها.
محمد عبدالسلام قدم عملاً جيداً، صورة جميلة وتصوير خارجي جميل لمدينة الإسكندرية وبحرها، والأهم أنه عرف كيف يخرج من ياسمين صبري ممثلة تليق بدور البطولة، وكأنها ياسمين جديدة، تجسد دور المهندسة رحيل بالأداء لا بالجمال، ملابسها عادية جداً، بل تغطي تفاصيل جسمها عمداً كي لا تلفت انتباه الجمهور فيركز على انفعالات البطلة وتعبيرات وجهها، خصوصاً أنها ظهرت بماكياج خفيف ناعم طوال الحلقات، باستثناء آخر حلقتين كان لا بد من إحداث تطور فيهما لناحية إطلالة رحيل، وانعكاس لانتصارها وعودتها القوية إلى السوق.
ياسمين صبري تفوقت على هند صبري، فالأولى قدمت تمثيلاً حقيقياً بانفعالات طبيعية وقد ظهر على وجهها ولغة جسدها تنوع المراحل التي مرت بها: الحب والفرح والقهر والانكسار والحزن ثم الانتصار.. في حين راوحت هند صبري- المعروفة بقدراتها التمثيلية العالية والحاصلة على جوائز كثيرة- في «مفترق طرق» الذي عرض حديثاً وطوال ال 45 حلقة مكانها في نفس خانة الجمود، لا تحرك سوى شفتيها وعينيها للتنويع بين الفرح والحزن، الصدمة والدهشة.. باستثناء موقفين في الحلقات الأخيرة كسرت فيهما هذا الجليد.
«رحيل» من المسلسلات الجيدة بفضل مخرجه وليست ياسمين صبري المتألقة الوحيدة فيه، بل كل فريق التمثيل، أحمد بدير، أحمد صيام، عزت زين، أحمد صلاح حسني، عارفة عبد الرسول، محمد كيلاني وغيرهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/znym8afm

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"