نظرة جديدة

01:52 صباحا
قراءة دقيقتين

البطولة كمفهوم ليست ثابتة حتى لدى الشخص الواحد، ففي استطلاع للرأي أجراه كبير موظفي الثقافة في المنتدى الاقتصادي العالمي باولو جالو، أجاب نحو مئتي شخص على سؤال «هل لا يزال هناك أبطال في مجتمعنا الحديث؟»، بالإشارة إلى نجوم التمثيل والطرب والرياضة أو الشخصيات التلفزيونية المشهورة، فيما كان لافتاً أن قلة قليلة اعتبرت السياسيين أو الكُتّاب والمثقفين أبطالاً.

وحين أعاد باولو جالو، مؤلف كتاب «بوصلة النجاح»، السؤال بصيغة «من هم أبطالك على المستوى الشخصي؟» تغيرت تقريباً الإجابات جميعها. وكشف المشاركون في استطلاع جالو أن أبطالهم ينتمون إلى دوائر أضيق كالأقارب أو المعلمين أو الأصدقاء القدامى. هنا يعلق مسؤول المنتدى الاقتصادي العالمي «تحولت الاستجابات من بؤرة الدعاية إلى نور العقل والقلب».

إذا قد نُصدر نماذج مصطنعة حين نتكلم نظرياً عن مفهوم البطولة، بينما نحتفظ في قلوبنا بمكانة خاصة لبطل قريب وعزيز على النفس، ولشخص قد لا يكون مشهوراً على الإطلاق، ويخصنا وحدنا.

مؤكد أننا في حاجة إلى إعادة النظر في ما تقدمه النصوص الأدبية من نماذج بطولية، طبقاً لإعادة تعريف الواقع الذي قد يحاكيه الأدب في بعض الأحيان، ويكتسب السؤال عن معايير اختيار الأبطال وجاهته وأهميته.

ويؤكد باولو جالو أن الأبطال هم الذين يعبرون عن قناعاتهم بشجاعة، وقد تستهلك مُثلُهم العليا حياتهم، ويدفعون الثمن في معاركهم، سواء حقيقية كانت أو وهمية، فالمهم أن يخوضوها لآخر نفس وبشرف، متسائلاً: هل هذا يعني أننا يجب أن نتبع المسار نفسه؟ فالبطولة قد لا تكون جذابة للجميع، والأغلب أن الكل ليس لديه الطاقة ذاتها، والقدرة نفسها على أن يحتمل الفاتورة، ومع ذلك يظل كل فرد مشروع بطل محتمل

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"