د. صقر المعلا: دراستي للتجميل كانت تحدياً

متخصص في إصابة زميل له بملاعب الكرة
12:58 مساء
قراءة 6 دقائق

الشيخ الدكتور صقر المعلا المدير الفني لمستشفى القاسمي في الشارقة اقتحم دراسة التجميل في وقت كانت فيه من التخصصات المغضوب عليها ويتعامل معها المجتمع بشيء من الخوف والحذر، وهو بجانب ذلك لاعب كرة قدم متميز وعاشق للصحراء وصاحب افكار تطويرية للارتقاء بأسلوب عمل المستشفيات لتقديم افضل الخدمات مستفيداً في ذلك من تراكم خبرات دراسته وعمله بالسويد التي تمثل إقامته فيها مرحلة مهمة من حياته التي نستعرض ابرز محطاتها في الحوار التالي:

ماذا عن النشأة وما بقي من صورها بالذاكرة؟

- ولدت ونشأت في الشارقة وسط بيئة اسرية يسودها الود والتراحم وهو الأمر الذي أثر ايجاباً في تربيتنا وحياتنا والبيئة في الفريج الشرقاوي كانت على السجية والجميع اسرة واحدة والحياة تكافلية الى ابعد الحدود وما يعلق بالذاكرة من حياتي الدراسية فترة دراستي بمدرسة العروبة التي كانت تضم نجوماً لامعة في الحياة الآن وهم كثر، وكانت امتع أيامنا هي التي تحدث فيها المظاهرات الطلابية ابان الزيادات التي تطرأ على أسعار المواد البترولية ورغم عدم مشاركتي فيها الا أننا كنا نستفيد من إغلاق المدارس لأنها كانت بمثابة راحة لنا من الدوام المدرسي.

ألم تكن لك مشاركات في الفعاليات الطلابية والجمعيات المختلفة؟

- مدرسة العروبة كانت نموذجاً للمؤسسة التعليمية المتكاملة التي تخرج اجيالاً قيادية لأن العملية التعليمية فيها لم تكن مقصورة على المواد الدراسية فقط فهناك عدد من النشاطات الثقافية والاجتماعية والادارية وبها حراك انتخابي طوال العام لاختيار قيادات الجمعيات الطلابية المختلفة وكنت دوماً افوز بمنصب رئيس اتحاد الطلاب هذا فضلاً عن مشاركتي في ادارة المدرسة حيث كان يتاح لنا كطلاب وضمن البرامج القيادية المشاركة في ادارة المدرسة هذا فضلا عن ترؤسي للجنة التعليمية والثقافية. ومن المواقف التي لا انساها ابان مشاركتي الادارية في المدرسة ان احد الزملاء كان مكلفاً بصبغ أحد الفصول في نهاية اليوم الدراسي وتركناه وذهبنا على وعد بإحضار وجبة الغداء له في موعدها وكانت المفاجأة عند عودتنا اليه أننا وجدناه فاقداً للوعي لأنه اغلق الابواب عليه وهو يصبغ الفصل فكان الاغماء بسبب استنشاقه لرائحة الدهان فتم اسعافه ونجا من الموت بأعجوبة بحضورنا في الوقت المناسب.

دراستك الجامعية هل كانت داخل الدولة أم بالخارج كما هو سائد في معظم ابناء جيلكم؟

- معظم رفقاء جيلنا والاجيال التي سبقتنا اكملت دراستها الجامعية والعليا التخصصية بالخارج وأنا درست بالسويد في 1987 وكنت محتاراً ما بين السويد واسكتلندا وكانت السويد هي الخيار وكنا ستة في البعثة الدراسية وهم عبدالعزيز بطي وعبيد الجاسم وفيصل بدري وامين المنهالي وأنور الخاجة وفي بداية أيامنا الدراسية وجدنا صعوبة في التكيف مع الحياة الجديدة لكن بمرور الوقت ومع اكمالنا لدورات اللغة اندمجنا في المجتمع السويدي الذي يمتاز بالرقي والدقة والتخصصية في كافة شؤونهم وكنا نعتمد على انفسنا اعتماداً كاملاً وتعلمنا الطبخ وكنا في البداية نستعين بالوصفات عبر الهاتف من الأهل والأسرة بالامارات ونجد صعوبة في تحويلها الى وجبات معروفة ومهضومة لكن مع مرور الأيام صرنا طباخين ممتازين وحتى اليوم في الرحلات البرية اشارك في طهي واعداد الطعام.

يعرف عنك أنك صاحب مقالب وطرائف ابان حياتك الجامعية بالسويد ماذا تذكر منها؟

- أنا بطبعي مرح وصاحب مقالب منذ كنت في مدرسة العروبة وتواصلت معي هذه المواهب ابان دراستي الجامعية واذكر منها اني تلاعبت بالساعات لدى غرف زملائي بالسكن وقدمتها الى ساعة ليستيقظ رفقائي في تمام السادسة بدلاً من السابعة موعد الذهاب الى الجامعة فكان أن وصلوا اليها ووجدوها خالية من الطلاب.

ومن المواقف التي لا أنساها وهي كثيرة وتؤكد مدى الرقي والأمانة التي يتمتع بها الشعب السويدي أنني في واحدة من المرات نسيت محفظتي على ماكينة سداد رسوم المواقف وعند عودتي للسيارة وجدت مذكرة وعليها رقم هاتف يطلب الاتصال به لتسلم محفظتي واذكر حينها أنه كان بها مبلغ عشرة آلاف دولار لكنها لم تمنع من وجدها من اعادتها لي كاملة.

هل كان عدد المبتعثين الى السويد قاصراً عليكم أنتم الستة فقط؟

- عددنا في البداية كان قليلاً جداً وعندما ذهبنا وجدنا الدكتور نجيب الخاجة يدرس التخصص بعد اكماله للدراسة الجامعية وبعد ستة اشهر جاء فوج ثان مبتعث ضمن الدكتورة موزة الشرهان وكانت تدرس الطب والدكتور محمد نظري الرئيس الحالي لقسم العيون بمستشفى البراحة وهذه المجموعة اذهبت عنا بعضاً من هموم الغربة والبعد عن الأهل والوطن وكونا مجموعة مترابطة متألفة والعلاقة بيننا متواصلة منذ فترة الدراسة الى اليوم.

لماذا كانت دراستك للتجميل والتخصص فيه؟

- دراستي لجراحة التجميل كانت تحدياً مهنياً بالنسبة الي لأنه تخصص يعمل على إعادة الجمال الى من تعرض لحادث أو أي مرض اصابه بتشوهات تتطلب تدخلاً حاسماً من أخصائي التجميل بعكس التخصصات الأخرى التي يكون فيها التدخل علاجياً بحتاً. ودرست التخصص بالسويد بعدما توجهت الى الولايات المتحدة وشرعت في الدراسة لكني رفضت المواصلة هناك نسبة للتعقيدات من قبل المعهد الذي درست فيه اللغة الذي يطالبني بالمدوامة لمدة ستة اشهر رغم اتقاني للغة واكمالي للدراسة قبيل الفترة المحددة للكورس لذلك آثرت العودة الى السويد ومواصلة دراستي التخصصية فيها في الفترة من 1996 الى 2000.

ما الخبرات والمكاسب التي خرجت بها من دراستك للتخصص في السويد؟

- مكاسب كثيرة خرجت بها منها أولا سهولة التعلم لأن اللغة ليست غريبة علي، فضلاً عن كوني تأقلمت وتعايشت مع المجتمع السويدي ولم يعد غريباً علي بجانب الخبرات العملية في مجالي ابان دراستي حيث عملت بمستشفى سالجرينسكا ومستشفى مولندال في مدينة جوتنبرج هذا فضلا عن عملي في عدد من المراكز التخصصية حيث عملت في اقسام سرطان الثدي ومعالجة الحروق وتشوهات الجمجمة. والعمل في المراكز ذو طابع تخصصي دقيق ويمكن أن تجد مركزاً كاملاً يتخصص في تشوهات الجمجمة أو الحروق أو سرطان الثدي وهو الاقرب الى تخصصي وهذا الأمر افادني كثيراً في التعرف الى الواقع الطبي العلاجي بالسويد حيث يتمركز العلاج في المراكز ويندر تحويل أي حالة مرضية الى المستشفيات وهو ما يفيد في تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى بدلاً من تمركز جميع الاقسام والتخصصات العلاجية في مستشفى واحد وهو الأمر الذي يصعب علاج الحالات النادرة.

عند ممارستك لجراحة التجميل بالدولة هل عانيت من نظرة المجتمع وعدم تقبله لهذا النوع من التخصصات؟

- نعم كان ينظر لجراحات التجميل وعيادتها بشيء من الخوف والتردد وكان المريض يزورني في المستشفى أو عيادتي الخاصة على استحياء ومنهم من يكون متخفياً خوفاً من ان يراه أحد يدخل العيادة، لكن مع مرور الوقت تبدلت هذه المفاهيم الخاطئة بفعل التوعية الاعلامية. واليوم اصبح الكل يتعامل مع الطب التجميلي كغيره من التخصصات بلا خوف أو تحرج وتكثر العمليات التجميلية والعلاجية في أوساط الجنسين.

بعد ممارستك للعمل التخصصي في الدولة هل فكرت يوماً بالعودة الى السويد ومواصلة حياتك المهنية فيها كما فعل البعض؟

- نعم كثيراً جداً ما يعاودني الحنين الى السويد لأن الأجواء المهنية هناك أكثر تخصصية ويتم التركيز على المراكز التخصصية في كافة المراحل العلاجية وهو واقع مهني احببته كثيراً بعكس أسلوب العمل عندنا هنا، فضلاً عن الخططية التي يتميز بها المجتمع السويدي ككل وليس القطاع الطبي فقط ولك ان تسأل سويدياً عادياً عن ماذا سيفعل الاسبوع المقبل فيعطيك برنامجه الشهري والسنوي بصورة تثير دهشتك واعجابك وهي اشياء مجتمعة تجعلني افكر كثيراً في العمل وسط هذا المجتمع المنظم المتخصص.

هل ينطبق عليك وصف الطبيب الاعلامي لما تقدمه من برامج طبية في الأجهزة الاعلامية المختلفة؟

- نعم وعلاقتي بالأجهزة الاعلامية المختلفة حميمة جداً حيث كنت اقدم برنامجاً في تلفزيون الشارقة لمدة ثلاث سنوات وبرنامج كيف الصحة في تلفزيون أبوظبي فضلاً عن كثير من الاستضافات في تلفزيون دبي وام بي سي وديرة وكنت كاتباً مشاركاً بالعديد من المقالات في مجلة الصحة والطب التي تصدر عن دار الخليج بجانب العديد من الاستشارات الطبية في الصحف والمجلات والفضائيات المختلفة.

هل لك أمنيات ورؤى وأفكار تتمنى أن تراها واقعاً في الامارات؟

- الأماني والرؤى والأفكار كثيرة لكن ما اتمنى رؤيته واقعاً في القريب العاجل إنشاء المراكز المتخصصة التي تقدم خدمات علاجية ممتازة للمرضى فضلاً عن انها تسهم في الارتفاع بالمستوى المهني للكوادر الطبية لأن التخصص يسهل التميز والتطور بدلاً من تقديم الخدمات العلاجية بشكلها الحالي في المستشفيات بالدولة.

خوف من البحر

حول هواياته قال الدكتور الشيخ صقر المعلا: رغم المسؤوليات الكثيرة اخصص يوماً في الأسبوع لممارسة كرة القدم التي اعشقها واعتبر نفسي لاعباً متميزاً فيها ونظمت العديد من البطولات للدوائر الحكومية بالشارقة من 1994 الى يومنا هذا. واذكر من طرائف كرة القدم أني عند عودتي من السويد كانت بنيتي الجسمانية قوية جداً وفي أول مباراة اشارك فيها اصطدم بي زميل يدعى فؤاد فكسرت رجله وفي المرة الثانية كسرت يده وظل كلما يشارك ويحتك بي يصاب بكسر أو اصابة بليغة.

وبجانب كرة القدم اعشق الرحلات البرية والصحراوية وأخاف البحر وعلاقتي به محدودة جداً، ومن طرائف الرحلات أني كنت اطارد حيواناً برياً بسيارة مكشوفة برفقة شقيقي ماجد وسعود وكان ماجد بجواري وسعود في المقعد الخلفي واثناء المطاردة التفت فلم اجد سعود في مكانه لأنه سقط ولم انتبه له، وبعد الاطمئنان عليه قدمنا له حلوى الآيس كريم حتى لا يخبر الوالد بالواقعة فنحرم من قيادة السيارة والرحلات البرية مستقبلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"