الفلسفة العنصرية «الإسرائيلية»

04:17 صباحا
قراءة 3 دقائق
نبيل سالم

العنصرية البغيضة التي يمارسها الاحتلال والعدوانية التي يمارسها المستوطنون اليهود، ليست إلا نتاجاً لتلك التربية.

لا غرابة أبداً عما يصدر عن الاحتلال «الإسرائيلي» والمستوطنين الصهاينة من ممارسات عنصرية، ضد العرب بشكل عام، والفلسطينيين، أصحاب الأرض المحتلة خاصة، إذا ما تمعنا بالعقيدة الصهيونية، التي ترسم ملامح «المجتمع الإسرائيلي» والتربية التي تتعلمها الأجيال في «إسرائيل» والتي أقل ما يقال فيها إنها نسخة طبق الأصل، إن لم تكن أكثر تطرفاً من الحركة النازية، التي تحاول الطغمة العسكرية «الإسرائيلية» محاكاتها، في التعامل مع أصحاب الوطن الفلسطيني المحتل، حيث يظهر بوضوح المنبت العنصري البغيض، الذي ينهل منه المحتلون «الإسرائيليون»، منذ طفولتهم، حيث يربون على الكراهية، واضطهاد الآخر، وأبشع صور العنصرية.

ومؤخراً أثار مقطع فيديو، صوره نجم قناة أطفال «إسرائيلية»، يُظهر أطفالاً عرباً، كما لو كانوا «حيوانات»، ردود فعل واسعة داخل المجتمع العربي. ومقطع الفيديو هذا لأب يهودي، يجلس في سيارة إلى جانب زوجته، فيما يجلس أطفاله الثلاثة في المقعد الخلفي. وظهر الأب ممسكاً بكعكة خلال رحلة في النقب وهو يسأل أطفاله «من يريد إطعام بدوي؟» مشيراً إلى طفلين بدويين فلسطينيين يقفان إلى جانب السيارة.

وتبين فيما بعد أن نجم قناة أطفال، يدعى روعي عوز، هو من قام بتصوير الفيديو، بحسب صحيفة «معاريف» العبرية.

وفي تعقيبه على الحدث اعتبر رئيس بلدية مدينة رهط في النقب فايز أبو اصهيبان‏، أن هذا الصهيوني «تعامل مع أطفال بلا حول ولا قوة كما لو كانوا قروداً». مضيفاً أنه «شخص عنصري غير جدير بتعليم الأطفال أو حتى الوقوف على المسرح أمامهم». فيما أكدت النائب في الكنيست هبة يزبك أن هذا الفيديو نتاج «السياسات العنصرية والقمعية السائدة هنا في«إسرائيل».. من المؤسف أنه تم تربية أجيال كاملة على الكراهية والتعالي، والآن يعلمون أولادهم التصرف بشكل غير إنساني». فيما نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية عن أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة قوله «إن المواطنين العرب في النقب موجودون هنا قبل هذه العنصرية وسيظلون هنا».

وقالت النائب العربية عايدة توما سليمان، إن الفيديو «يظهر كيف يربون جيلاً كاملاً من العنصريين الذين يرون الآخر أدنى منهم، وهكذا تعامل المستعمرون البيض في إفريقيا». وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد في النقب، عشرات القرى العربية البدوية التي لا تعترف بها الحكومات «الإسرائيلية»، وترفض أن تقدم لها الخدمات مثل شبكات المياه والكهرباء والمواصلات، ولا تقدم لسكانها أي خدمات أخرى، في مشهد صارخ لأقسى درجات العنصرية البغيضة.

والحقيقة أن من يطلع على أوضاع «المجتمع الإسرائيلي» يلاحظ بسهولة ذلك التطابق الكبير، بين أهداف التربية اليهودية بخلفيتها الدينية والتوراتية التلمودية العنصرية، والأهداف المعروفة للحركة الصهيونية، التي تمثل صورة حية لأبشع أنواع العنصرية والكراهية، والتي تتشابه مع النازية، ونظام الأبارتهايد البائد الذي كان سائداً في جنوب إفريقيا.

ويمكن القول إن الصهيونية، تعد الآن الشكل الوحيد المتبقي من الأشكال المتميزة عنصرياً سواء من خلال الممارسات العنصرية التي تمارس على الأرض ضد الشعب الفلسطيني، أو التربية والتنشئة اليهودية، التي تدعم روح الانعزال لدى اليهود، وتركز على عقيدة (الشعب المختار) التي يسعى الصهاينة لترويجها، وإقناع اليهود بها.

ومن المؤكد هنا أن هذه العنصرية البغيضة التي يمارسها الاحتلال وتلك العدوانية والهمجية التي يمارسها المستوطنون اليهود في الأراضي المحتلة، ليست إلاّ نتاجاً لتلك التربية العنصرية، التي تبلورت لدى جيل الشباب «الإسرائيلي» من خلال استراتيجية عنصرية تستخدم فيها الكثير من الأفكار السلبية والمشوهة عن العرب سواء في منظومة وسائل التربية، أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"