السقوط في فخ النهاية

05:09 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

محمود حميدة وخالد النبوي حكاية، وقصة «لما كنّا صغيرين» حكاية أخرى. هذا المسلسل الذي كان من المفترض أن يكون «مصنوعاً على مقاس ريهام حجاج» كما قال منتجه، تجاوز حدود هذه الفنانة، وبلغ النجاح بفعل «المباراة الرائعة» التي شاهدناها بين القطبين حميدة والنبوي، بجانب القصة المشوقة التي أجاد كتابتها أيمن سلامة، والإخراج الجيد لمحمد علي.
اقترب أيمن سلامة من أسلوب الكاتبة أجاثا كريستي في التشويق البوليسي وقصص الجريمة والبحث عن القاتل، فخدع المشاهدين لمدة ٢٦ ليلة، ليكشف عن القاتل الحقيقي وغير المتوقع في الحلقات الثلاث الأخيرة. أثار الشكوك ووجّه أصابع الاتهام في اتجاهات مختلفة، دون أن يشير أو يلمح، ولو من بعيد، إلى احتمال أن تكون دنيا (ريهام حجاج) هي من ارتكبت كل تلك الجرائم. كل ما شاهدناه حتى الحلقة ٢٦ كان مقنعاً وجيداً، لكن سلامة جعل من حجاج بطلة وحيدة، وأفرد لها مع المخرج حلقات الختام لتكون بطلة وحيدة وأولى.
لم تتمكن ريهام من تقديم أداء مقنع، فاهتمت بشكلها وتبديل الملابس والأكسسوارات ونظارات الشمس وحقائب اليد بشكل متكرر بل مبالغ فيه، وكأنها تتباهى بأغلى الماركات العالمية، أو كأنها عارضة أزياء تعرض حُسنها في قالب تمثيلي، بينما قدم الآخرون من الممثلين الشباب أداءً جيداً، بجانب الرائعَين طبعاً محمود حميدة وخالد النبوي.
لماذا نقول إن وجودهما معاً حكاية؟ لأنهما كانا الميزان الحقيقي للعمل، فشعرنا بأننا أمام لاعبي شطرنج محترفين، يتبارزان ويفكران ويخططان، وكل منهما يحاول الإيقاع بالآخر لكسب الجولة. متشابهان في الهدوء والثقة بالنفس و«الثقل» وملامح «الجنتلمان». استمتعنا بمحاولة إيقاع كل منهما بالآخر، والخطط الذكية التي يضعها كل طرف ليكشف خصمه. أداء ومتعة في المشاهدة تذكرنا بمتعة مشاهدة النجمين روبرت دي نيرو وأل باتشينو بدورَي الضابط والحرامي بفيلم «هيت» في ١٩٩٥.
خطأ محمد علي أنه «مطّ» تفاصيل كشف الحقيقة وسردها على لسان دنيا إلى ثلاث حلقات، كما أخطأ بموافقة الكاتب أيمن سلامة على بعض النقاط غير المنطقية، مثل تسبب حسن بالعقم لدنيا، بينما طبيعة شخصيته وحبه لها وتضحياته من أجلها لا تتناسب مع هذا التصرف. كما أن تغييب زوج دنيا ومحاميها عن التحقيق معها وتغييب موقفه ورد فعله بعد انكشاف الحقيقة، ضعيف وغير مقنع. المسلسل حمل الكثير من التشويق، لكنه سقط في فخ النهاية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"