«كورونا».. تأكيدات علاجية وتفسيرات علمية

01:22 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: خنساء الزبير


لا يزال العلماء في لهاث وراء التوصل لدواء جديد- أو متوفر بالأساس لعلاج حالات أخرى- لإنقاذ المرضى الذين يعبر كثير منهم تلك الأزمة الصحية بعد معاناة، ويمر بعضهم بمهددات صحية قد تنتهي بالوفاة.
وما بين الشد، والجذب، الذي يدور حول فائدة عقاقير أو طرق علاجية معينة لمواجهة «كوفيد-19»، ظهرت نتائج أبحاث تنفي فائدة البعض، وتؤكد فائدة البعض الآخر. وكشفت دراسات من ناحية أخرى عن تفاصيل تتعلق بما يصاحب الجائحة من اعتلال لدى بعض المرضى دون الآخرين، وربما تعطي تفسيرات عن الأسباب وراء ذلك.

تشير دراسة جديدة إلى أن الإصابة بفيروس كورونا ترتبط أحياناً ببداية داء السكري عن طريق التهاب خلايا بيتا المنتجة للأنسولين بالبنكرياس.
ويمكن أن يفسر هذا سبب ارتفاع مستويات الجلوكوز بشكل أكثر لدى المرضى، حتى من غير المصابين بداء السكري.
يهاجم فيروس كورونا أنسجة معينة في الجسم بسبب وجود مستقبلات فيروسية على خلايا تلك الأنسجة، ومن المعروف أنه يرتبط -عبر النتوءات الموجودة على سطحه والمغلفة بالبروتين السكري، بالمستقبل «الإنزيم محول الأنجيوتنسين-2» الموجود على الخلية المضيفة البشرية؛ وبالتالي فإن هذا التفاعل هو مفتاح دخول الفيروس، وتكاثره، وانتشاره.
ووجد العلماء 3 أنواع من الخلايا تقوم بالتعبير عن هذا المستقبل، منها الخلايا البطانية الموجودة في فصيصات معينة من البنكرياس، ولكن ليس كلها. وينتج عن ذلك الالتهاب البطاني في العديد من الأعضاء المصابة بالفيروس، منها البنكرياس، وبالتالي تفاقم الاستجابة المناعية التي تنتهي بالإصابة بالسكري.

هرمون الشبع

ربما تفسر نتائج حديثة خطر مرض «كوفيد-19» على من يعانون البدانة؛ وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الشهية، الاستقلاب الغذائي، كما ينظم أيضاً الخلايا التي تحارب العدوى. ويتم إنتاج الليبتين عن طريق الخلايا الدهنية، وبدرجة أقل عن طريق الأنسجة في الرئتين؛ وكلما زادت شحوم الجسم زادت مستويات الهرمون.
ويُعرف بأن مستويات هرمون اللبتين (هرمون الشعور بالشبع) يكون مرتفعاً لدى من يعانون السمنة، ما يؤثر بدوره في ردة فعل الجسم لديهم تجاه المرضن حيث يعيق قدرة الجسم على مقاومة العدوى في الرئتين، وأماكن أخرى، كما تعزز مستوياته العالية حالة التهابية جهازية منخفضة الدرجة.
ويقول الباحثون إن دور اللبتين في مرض «كوفيد-19» يتطلب التحقيق جنباً إلى جنب، مع البروتينات الفيروسية التي تغير أجهزة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون السمنة، وربما يكون أحد الطرق المحتملة للعلاج دواء يمنع الاستجابات الالتهابية للفيروس.

الأعشاب البحرية

أظهر اختبار الفعالية المضادة للفيروسات ضد فيروس كورونا، تفوق مستخلص الأعشاب البحرية الصالحة للأكل بشكل كبير، على عقار رمزيفير المستخدم حالياً كأكثر مضاد فيروسي لمكافحة المرض؛ بجانب أنواع من الهيبارين. ونُشرت النتائج بالتفصيل في مجلة «استكشاف الخلية».
وقارن الباحثون بين فعالية أنواع من الهيبارين وبين 2 من الفكويدان المستخلصة من الأعشاب البحرية؛ وجميع تلك المركبات تتكون من جزيئات سكرية طويلة السلسلة تعرف باسم السكريات المسلفنة.
وأظهرت التجارب المخبرية على خلايا حية، أن مستخلص الأعشاب البحرية أكثر فعالية حتى من المضاد الفيروسي، كما أنه غير سام؛ وبما أن التفكير الحالي هو أن مرض «كوفيد-19» يبدأ في الأنف، لذلك يمكن أن تكون المواد أساس تركيبة لرش الأنف حتى يتم منع دخول الفيروس إلى داخل الجسم.

العلاج بالكورتيزون

يسعى العلماء دائماً للاستفادة من العقاقير والعلاجات المتوفرة لبعض الحالات، وإعادة استخدامها لحالات أخرى، حيث إنها اجتازت التجارب السريرية لاختبار فعاليتها، وأمنيتها في البشر.
وأسفر أحد تلك الجهود عن أن مثبطات المناعة المتاحة على نطاق واسع، المستخدمة لعلاج أمراض العضلات والعظام الروماتيزمية تسرع الشفاء التنفسي، وتقلل من وفيات المستشفيات، وتقلل من الحاجة للتنفس الاصطناعي، مقارنة بالرعاية الداعمة فقط. ونُشرت تلك التفاصيل بحوليات أمراض الروماتيزم.
وتوضح الدراسة أن استراتيجية العلاج التي تجمع بين كبت المناعة المكثف (باستخدام الجلوكوكورتيكويد ومثبط IL-6)، إضافة إلى المراقبة الدقيقة، تحسن بشكل كبير نتائج المرضى عند مقارنتها بالرعاية الداعمة فقط.
ووجد الباحثون أن مرضى «كوفيد-19» الأكثر إعياء، أي أولئك الذين يعانون علامات متلازمة عاصفة السيتوكين، استفادوا كثيراً من تلك العلاجات؛ ويوصون بأن المتلازمة يجب التعامل معها كمضاعفات للمرض قابلة للعلاج، وأن العلاج المثبط للمناعة يجب أن يكون في الوقت المناسب، وأن العلاج قصير المدى بجرعة عالية من الكورتيزون خيار مناسب، لأنها أدوية آمنة، ومتوفرة على نطاق واسع، وغير مكلفة.

تقرحات الفم

يتسبب فيروس كورونا بعد دخول الجسم في سلسلة من الأعراض التي تشمل السعال، والحمى، وصعوبة التنفس؛ ومع تطور المرض ربما يعاني العديد من المرضى فقدان الرائحة، والطعم، كأعراض أخرى مصاحبة.
وكشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة «جاما للأمراض الجلدية»، أن الفيروس التاجي المستجد قد يؤدي أيضاً إلى ظهور طفح جلدي داخل الفم، وذلك ما ظهر في عدد قليل من المرضى في إسبانيا؛ وقد أصبح الأطباء في حيرة من أمرهم حول ما إذا كانت تلك أعراض يجب تضمينها في قائمة الأعراض المصاحبة «لكوفيد-19».
وشوهدت من خلال فحص مجموعة من المرضى، آفات تشبه الطفح الجلدي داخل الفم في 6 مرضى من مجمل 21 مريضاً يعانون «كوفيد-19»، والذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً.

الخلايا الشمية

يُعد الفقدان المؤقت لحاسة الشم العرض العصبي الرئيسي، وأحد العلامات الأكثر شيوعاً لدى «كوفيد-19». وتشير الدراسات إلى أنه يتنبأ بالمرض بشكل أفضل من الأعراض الأخرى المعروفة مثل الحمى، والسعال، ولكن الآليات الكامنة وراءه لم تكن واضحة.
وتمكن، مؤخراً، فريق دولي من الباحثين بقيادة علماء الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، من تحديد أنواع الخلايا الشمية الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؛ والمثير للدهشة أن الخلايا العصبية الحسية التي تكتشف وتنقل حاسة الشم إلى الدماغ ليست من بينها، حيث إنها لا تقوم بالتعبير عن الجينات المرمزة للمستقبل الذي يرتبط الفيروس عن طريقه بالجسم.
ووجد الباحثون أن بدلاً من ذلك يتم التعبير عن المستقبل في الخلايا التي توفر الدعم الأيضي، والهيكلي للخلايا العصبية الحسية الشمية، وكذلك مجموعات معينة من الخلايا الجذعية، وخلايا الأوعية الدموية؛ وهي نتائج تشير إلى أن إصابة الخلايا الأخرى غير العصبية هي من يقف وراء فقدان المرضى لحاسة الشم.


حماية أثناء التنظير

وضعت جائحة كورونا العاملين في مجال الرعاية الصحية أمام تحديات كبيرة، حيث أصبح المشهد في المستشفيات، أن إجراءات العيادات الخارجية البسيطة، مثل التنظير الداخلي للجسم، يمكن أن تعرض الموظفين لخطر العدوى.
وطور فريق من الباحثين جهازاً بسيطاً يمكن التخلص منه، وغير مكلف لتوفير حاجز إضافي لحماية الأطباء والممرضين الذين يجرون تنظير المريء المعدي المريئي. ويقوم الطبيب من خلال ذلك الإجراء، بفحص المريء والمعدة، وأعلى الأمعاء؛ ويجعل المريض يسعل، أو يتقيأ ما يعرض الطاقم الطبي لسوائل ورذاذ المريض.
وينتشر فيروس كورونا بسهولة بواسطة الرذاذ المنتشر بالهواء المحيط، لذلك قام باحثون من مستشفى سينداي، بالتعاون مع آخرين، بتصميم جهاز قادر على التقاط القطرات من دون التسبب بالمزيد من الإزعاج للمريض. يتألف الجهاز من قطعة توضع على فم المريض ملحق بها حزام تثبيت ونسيج معين لتغطية الوجه، تعمل على التقاط السوائل قبل انتشارها من فم المريض. ويتم عمل فتحة على قطعة القماش لإدخال المنظار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"