هل يمكن تعليم الكتابة الأدبية؟، يرد البعض بالإيجاب عن هذا السؤال الإشكالي، فهناك أولئك الذين يجدون في أنفسهم قبساً من موهبة تحتاج إلى صقل وتدريب وتوجيه، يمتلكون الأساس وكل ما يحتاجون إليه عدة إرشادات لإكمال البناء، تمثلت في نصائح من هذا المؤلف أو ذلك الكاتب يتلمسون من خلالها بدايات طريقهم في الأدب، نصائح أصبحت متوافرة بكثرة في كتب و مواقع إلكترونية، أو حتى ورش ودورات باتت أحد مكونات المناخ الثقافي الذي نعيشه الآن.
السؤال الملح الذي يفرزه هذا المناخ: أليس تراجع محتوى المنتج الأدبي الراهن يتزامن مع ارتفاع تلك الأصوات التي تؤكد إمكانية تعليم الأدب؟، ألا تتشكل شخصية الكاتب نتيجة مكونات وظروف شديدة الخصوصية؟، ألم يكن الإبداع دوماً طريقاً طويلاً شهد مراحل معقدة من تكوين ثقافة المؤلف و محاولاته لإثبات ذاته التي اتسمت بالخطأ كثيراً والصواب قليلاً؟.
إن إنتاج الأدب حالة مركبة، تتدخل فيها عناصر عدة، وإن كان هناك من نصيحة يمكن تقديمها في هذا الإطار فتتمثل في أن الأدب كان دائماً ضد التلقين والوصفات الجاهزة. وربما تقتل النصائح الأدبية المواهب الحقيقية.
