الحق والباطل في أزمة أبو زهرة

03:18 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

قبل وجود «السوشيال ميديا» والشبابيك الإلكترونية التي يطل منها كل إنسان ليدلي بدلوه، ويعبّر عن نفسه، وأفكاره، وآرائه، كان كثير من الممثلين من غير النجوم والمشهورين، والعاملين في صفوف «الكومبارس»، أو المجاميع المساندة، ينتظرون أي فرصة كي يكتب عنهم أي صحفي كلمة، ولو في زاوية في صحيفة أو مجلة؛ لأنهم يعلمون جيداً أن «الخبر» أياً كان نوعه، أو مضمونه، سوف يحقق لهم فرصة لفت أنظار الجمهور. أما وقد امتلكوا فرصة الظهور مباشرة من نوافذ صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد باتت فرصة لفت الأنظار أكبر، وحبذا لو جاءت من خلال إثارة ضجة، وخلق بلبلة، حتى لو كانت من سكة استعطاف الجمهور، أو القدح والذم، أو ربما الفضائح. وحالة الجدل التي حصلت بعد تصريح الفنان عبد الرحمن أبو زهرة عن حزنه الشديد، وإصابته بالاكتئاب بسبب إهمال صناع الدراما والأعمال الفنية له، لدرجة أنه فكر جدياً في الاعتزال، سرقت الأضواء من التصريح نفسه، ومن مضمونه، حول أزمة هذا الفنان، والتي تجسد أحوال كثير من أهل هذه المهنة، وتحديداً من تقدم بهم العمر، إذ يعانون تراجع عروض العمل، وإهمالهم من قبل صناع الفن في السينما، والتلفزيون، كما يحصل في العالم كله، وليس في مصر فقط. «الجدل» تسببت به ممثلتان علقت كل منهما على تصريحه بأنها تعرضت لتعنيف من عبد الرحمن أبو زهرة أثناء العمل، وانهالت عليه بسيل من الأوصاف والكلمات «العنيفة»، باعتبار أن هذه الأسباب هي التي تحول دون إقبال المنتجين والمخرجين على العمل معه. طبعاً علت أصوات الزملاء المدافعين عن الفنان أبو زهرة، ولم يسكت نقيب الممثلين أشرف زكي، لكن أكثر ما استوقفنا هو مجمل ما حصل، وكيف صارت الأصوات تصدح على «السوشيال ميديا»، كاشفة عن «المستور»، ويبقى الكلام معلقاً من دون أن نفهم خلفياته، ولا مدى صحته، وإذا كان صحيحاً ما الفائدة من إعلانه الآن، وبعد صمت طويل؟
نحن أمام أزمتين: أزمة إهمال الممثلين أصحاب القدرات العالية الذين يتمتعون بقدر جيد من الخبرة، في حين تفتح الأبواب وتمنح المساحات لأشخاص بلا موهبة حقيقية، وبلا «كاريزما»، وحضور. والأزمة الثانية، رمي القنبلة في وجه الجمهور ثم الاعتذار عنها من دون أي توضيح مقنع لأسباب ما حصل. من حقنا أن نفهم أولاً سبب تهجم الفنانتين على من يكبرهما سناً، وخبرة، إذ لا بد من مبرر لهذا التصرف الآن، فهل ما ذكرتاه عن «عنف أبو زهرة» في الكواليس حقيقي؟ وإذا كان كذلك، فلماذا الاعتذار وسحب الكلام؟ وإذا كان مجرد افتراء، أيضاً لماذا الاكتفاء بالاعتذار وسحب الكلام؟ ألا يستحق الجمهور توضيحاً لما حصل، وتحقيقاً موضوعياً حيادياً عما ورد في كلام الفنانتين، سواء عن حق، أو باطل؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"