«البشت» مهنة تتلألأ بخيوط الذهب

تعتبر صناعة «البشت» من أبرز الصناعات المحلية، التي اتخذت لنفسها خطاً مستقلاً يميزها بتفاصيل عن مثيلاتها الواردة من دول الجوار، والبشت رداء رجالي من القماش يلبس فوق «الكندورة»، يمنح مرتديه أناقة ومظهراً رسمياً، وتميز جودة صناعته يرتبط بنوع الأقمشة والزري والتطريز، والألوان.
تطورت عملية صناعة البشت عبر السنوات، فبعد أن كان يخاط باليد كاملاً أصبح اليوم يصنع بأحدث التقنيات، ولعل من أهم المدن العربية التي اشتهرت بصناعة البشوت وسميت على اسمها النجف، والأحساء، والشارقة، وسلطنة عمان والبحرين.
وأهم ما في صناعة البشت هو اختيار نوعية القماش، ويعتمد على حسب الفصل شتاء أو صيفاً، فمنه الغاطين والمرينة والوبر والكشميري والنجفي، ومنه اليوم الياباني والإنجليزي والألماني، ومن دول أخرى عدة. أما الخياطة فتعتمد بشكل أساسي على الزري المستخدم، فيطرز الزري حافات البشت من حول الرقبة حتى نصف القامة، كما يلف يدي البشت شريط ذهبي، أما القيطان فهو مزيج الخيوط المتدلية من جوانب البشت العليا.
ولأن الصناعة اليدوية هي الأفضل والأكثر قيمة وهو ما ينطبق على الزري، فإن البشت اليدوي هو الأغلى ثمناً، بينما يعتبر نسج الزري الخاص صناعياً الأرخص.
ويغزل قماش البشت من الوبر أو الصوف، والزري الذي يزين حافات البشت يأتي منسوجاً يدوياً أو صناعياً ذهبياً أو فضياً أو مطلياً بمعادن الذهب والفضة، ومنها ما يدمج الخيوط الذهبية والفضية، أو يأتي البشت بدون الزري فيخاط بخيوط البريسم الحريرية. ومن الأكتاف حتى فتحتي اليدين يخاط شريط يسمى «المكسر».
أما القيطان الذي يحاك بمجموعة خيوط وينتهي بكرات ذهبية صغيرة فيتدلى من حافات البشت، وكل ما ذكر يخيطه «المخبّن»، وهي التسمية التي تطلق على خياط البشت. يشار إلى أن بشت «الشارجة» الذي يصنع في إمارة الشارقة يتميز بأنه صيفي خفيف من الوبر المغزول والمخيط والمطرز، وأنواعه هي المكتف وبوخلق على حسب الزري. أما النجفي نسبة إلى مدينة النجف العراقية، ويعتبر من أشهر أنواع البشت، فيأتي على درجات، منه الخفيف والسميك، وهناك بشت الأهواز والدونكي والهندي وغيرها.
ولأن ارتداء البشت يتعلق بمدى رسمية المناسبة التي يرتادها الرجال، فإن ذلك ينعكس على ألوانه، فالفاتح منه بدءاً من درجات البيج حتى البني للفترة النهارية، بينما الأسود للفترة المسائية، ويظل ذلك الأمر متعلقاً بالمكانة الاجتماعية والرسمية لمرتدي البشت، والمضيف والزائر وما إلى ذلك.