تشخيص أورام السرطان مهمة ليست سهلة، وهناك الكثير من الخلط بين بعض الأورام، كما أن الأطباء يحتاجون إلى طريقة سريعة وحاسمة وتوضح الحقيقة، حتى يبدأون بوضع خطة العلاج الصحيحة، وعدم تضييع الوقت أو التجربة في اتجاه خاطئ، ونجح فريق من الباحثين الأمريكيين من ابتكار تقنية جديدة للتفرقة بين الأورام الحميدة والخبيثة في البنكرياس.
وتتمثل هذه التقنية في استعمل جهاز التحليل الطيفي، الذي يعطي نتيجة صحيحة بدرجة 96%؛ حيث يستخدم طريقة تشتيت الضوء، من أجل معرفة التغييرات في بنية الخلية الخبيثة، أو الخلايا التي في طريقها للإصابة.
ويقول الباحثون: إن الجهاز يتعرف إلى حالة الخلية عبر رجوع الأشعة من الخلايا ثم تحليل هذا الطيف المرتد، ومن خلال ذلك يتعرف الطبيب إلى نوع الورم في البنكرياس، وهل يتطلب عملية جراحية من عدمه؟؛ لأن قرار إجراء الجراحة يعد صعباً للغاية، لما يسببه من خطورة شديدة على المصاب.
ويقـــــول الباحــــــثون: إن أســــاليب التشخيص غير الغازية قليلة للغاية، ممـا يتسبب في قيام الكثير من الأطباء بعمل الجراحة لنحو 50% من دون الحاجة إليها، كما أن 20% من مرضى الورم الخبيث في البنكرياس يكون بسبب الأكياس. ودفع ذلك العلماء في البحث عن أسلوب فعّال للتشخيص الدقيق الذي يشمل أكياس البنكرياس، ومن ثم اتخاذ القرار الصحيح في حالة الدخول في الجراحة.
وحلل العلماء الضوء المنعكس من 16 عينة لمصابين بسرطان البنكرياس خلال الجراحة، وظهرت النتيجة متطابقة تماماً مع التحليلات التالية للعملية، وقام الباحثون بتجربة أخرى على 17 مصاباً بأورام في أكياس البنكرياس، وتم أخذ خزعة منهم.
وتم تعريض هذه العينة على جهاز التحليل الضوئي للطيف، ثم قياس هذا الطيف المرتد من أكياس البنكرياس قبل أخذ العينة، وتبين من الدراسة تماثل أغلب النتائج مع التحليلات القديمة المتبعة، ويحتاج الجهاز إلى أبحاث تؤكد فاعلية هذا الأسلوب ومدى دقته في التشخيص، وهي طريقة أقل إرهاقاً وأكثر فاعلية.
