«الحروق» إصابات طارئة تتلف الأنسجة

01:56 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيقات: «الصحة والطب»

تعتبر الحروق من أكثر الإصابات الشائعة التي تحتاج إلى عناية طبية فور حدوثها، سواء كانت خفيفة وصغيرة حدثت في المنزل أو نتيجة التعرض للشمس لفترة طويلة، ويمكن علاجها بالإسعافات الأولية، أو الأنواع المتوسطة الناجمة عن التماس الكهربائي، واستخدام المواد الكيماوية، والماء الساخن وغيرها، أو الحروق العميقة من الدرجة الرابعة وهي الأخطر ويمكن أن تهدد حياة المصاب،
على الرغم من التدخل الطبي السريع والسيطرة عليها وتنظيفها وتضميدها لمنع الإنتان والعدوى، إلا أنها تترك العديد من الآثار السلبية في الجلد وتتلف الأنسجة، وربما تؤذي بعض أجهزة الجسم والعضلات والعظام والأوتار، ومع التقدم في مجال طب التجميل أصبحت هناك أنواع كثيرة من الأجهزة الحديثة التي تحقق نتائج عالية في معالجة الندوب التي تشوه طبيعة الجلد والبشرة وتؤثر في نفسية المريض، وفي هذا التحقيق يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً.
تقول الدكتورة نبيلة راشد أخصائية الأمراض الجلدية: إن الحروق هي تلف الأنسجة الذي ينتج عن التعرض المفرط للشمس والحرارة، الإشعاع، استنشاق الدخان، والاتصال الكيميائي أو الكهربائي، ويمكن أن تنتج عنه مشاكل طبية بسيطة أو حالات طوارئ مهددة للحياة، وتصنف الحروق إلى درجات الأولى سطحية، والثانية سماكة سطحية جزئية أو عميقة، والثالثة سمك كامل، والرابعة امتداد للأنسجة العميقة والعضلات والعظام.


آثار سلبية


تذكر د.نبيلة أن الآثار السلبية التي تترتب على التعرض للحروق تتراوح شدتها بحسب درجة وعمق الإصابة، وهي كما يلي:-
* التهابات بكتيرية في الجلد، وتؤدي إلى عدوى مجرى الدم (الإنتان)، ويعد هذا السبب الأكثر شيوعاً للوفيات لدى مرضى الحروق.
* الندوب الضخمة الشائعة التي تحدث لمرضى الحروق، وتتسبب في الشعور بالحكة والألم والتقلصات، وتتراوح نسبتها من 30 إلى90٪، وهي تؤثر في المريض جسدياً ونفسياً.
* وجود مناطق خالية بسبب فرط نمو النسيج الندبي بعد التئام الجرح، وتعرف باسم تكوين الجدرة، وتنتشر هذه الحالة على الأكثر لدى الأفراد ذوي البشرة الداكنة.


مضاعفات ومخاطر


تنبه د.نبيلة إلى أن الإصابة بالحروق تعرض الشخص إلى العديد من المضاعفات والمخاطر التي تؤثر في بعض أعضاء الجسم مثل:
* تلف العضلات أو الأنسجة، ومشاكل العظام والمفاصل، حيث إن النسيج الندبي يتسبب في تقصير وشد الجلد والعضلات والأوتار، ما يؤدي إلى تقلصات وتشوه الجسم.
* تحدث مشاكل في التنفس نتيجة دخول الهواء الساخن أو الدخان، ويمكن أن يؤدي إلى إصابة الرئتين بالالتهاب الرئوي.
* يؤدى تكلس الأنسجة إلى تكوين عظم صفيحي في المفاصل بعد الالتهاب، وخاصة في المرفقين والركبتين، وينتج عنه انخفاض نطاق الحركة، وفقدانها، والشعور بالألم، وتورم المفاصل.
* انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل خطر وفقدان السوائل، والإصابة بفقر الدم الذي يحدث عادة في حروق الدرجة الثالثة.
* انحلال العضلات نتيجة التعرض للحروق الكهربائية وينجم عنه تلف الكلى.
* تتسبب الندوب والتشوهات في الإصابة بالاكتئاب والكوابيس، واضطراب ما بعد الصدمة.
أنواع الحروق
يذكر الدكتور امتياز زكي، مختص الجراحة أن أنواع الحروق كثيرة ومتعددة وهي تختلف بحسب سبب الإصابة، وتنقسم إلى:-
* الحروق الحرارية التي تحدث عند التماس مع الأغراض الساخنة.
* الحروق الكيميائية الناتجة عن تعرض البشرة أو العينين لمهيج شديد، مثل الأحماض، الكلور، الأمونيا، أو حمض البطارية، ويؤدي التعرض للحمض إلى نخر مخثر في النسيج، في حين تسبب الحروق القلوية نخراً مميعاً.
* الحروق الكهربائية الناجمة عن تماس الجسم مع تيار كهربائي، وتعتمد درجة الإصابة على مسار التيار، ومقاومته في الأنسجة وقوة ومدة التعرض للتيار.
* الحروق الشعاعية التي يعانيها مرضى الأورام الخبيثة نتيجة تعرضهم لعلاج إشعاعي، كما يستهدف هذا النوع الأفراد الذين يعملون في القطاع النووي.


درجات الإصابة


يشير د. امتياز إلى أن درجات الإصابة بالحروق تتراوح بحسب شدتها وعمق تأثيرها في الجلد، وتصنف كالآتي:
* حروق الدرجة الأولى التي تؤثر في الطبقة الخارجية من الجلد، وتسبب الألم والاحمرار، وتبدو البشرة بمظهر محمر دون بثور، ويعد حرق الشمس الطفيف أحد أشكاله.
* الدرجة الثانية التي تؤذي الطبقة الخارجية من الجلد تحت البشرة، ويصبح أحمر ومتورماً، وربما يبدو لماعاً ورطباً مع ظهور بثور وزيادة سماكة الجلد.
* حروق السماكة الكاملة التي تؤدي إلى أذية كامل طبقات الجلد، ويبدو الجلد باللون الأسود أو البني أو الأبيض أو الأصفر.
* حروق الدرجة الرابعة، ويعتبر هذا النوع الأكثر شدة وعمقاً، وربما يهدد الحياة، حيث إنه يؤذي كافة طبقات الجلد، بالإضافة إلى العظام والعضلات والأوتار.


تدابير علاجية


تذكر الدكتورة أنعام فائق طبيبة التجميل، أن علاج الآثار الناتجة عن الحروق بدرجاتها الأولى، والثانية والثالثة تختلف بحسب عمقها، وعند التعرض للحروق الخفيفة الناجمة عن الحرق بالسوائل الساخنة جداً، أو التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، أو لمس سطح ساخن، وتصيب طبقة الأدمة من الجلد، وينتج عنها احمرار وجفاف مع الشعور بالألم، ويمكن أن يكون مصحوباً بانتفاخ المنطقة المصابة، وتقشر الجلد، يجب حماية المنطقة لتفادي الالتهاب، ويمكن استخدام مضاد حيوي موضعي، وتغطية مكان الحرق بشاش طبي معقم غير لاصق، وعدم التعرض للشمس لمنع التصبغات، وربما يستغرق الشفاء من هذه الحروق من 6 إلى 8 أيام.


أجهزة حديثة


تؤكد د.أنعام على أن الحروق الشديدة تغير لون البشرة إلى الأغمق، وتترك ندوباً على الجلد تختلف بحسب سمكها وحجمها، وربما يبدو مظهرها لامعاً، ناعماً، أو خشناً، وربما تكون منخفضة أو بارزة عن سطح الجلد، ويعتمد علاجها على بعض الطرق الحديثة، نذكر منها:-

* حقن الكورتيزون تساعد على تصغير حجم الندبة وتخفيف صلابتها.
* ضمادات السيليكون التي توضع على الندب والجروح الناتجة عن الحروق، ويجب ارتداؤها لمدة لا تقل عن ١٢ ساعة يومياً.
* يعمل العلاج بجهاز الليزر ثنائي أكسيد الكربون على تحطيم أنسجة الندب، ما يساهم في تحسن مظهر المنطقة المصابة، بالإضافة إلى تحفيز الخلايا على التجدد، وإنتاج الكولاجين، ويتم ذلك من خلال عدة جلسات من 4 إلى 6 أسابيع.
* جهاز الديرما بن للندب الصغيرة و غير العميقة، الذي يقوم بوخز إبر صغيرة بعمق مختلف يمكن التحكم به، ما يؤدي لحدوث خدوش بسيطة في طبقات الجلد، لتعمل على تحفيز بناء الكولاجين الذي يحسن مظهر البشرة.
* يستخدم العلاج الجراحي في الحالات التي تعاني الندبات الكبيرة وتغطي مساحات واسعة من الجسم، ويشمل العلاج بالزراعة وترقيع الجلد.


قاعدة التسعات


تعتبر قاعدة التسعات أسرع طريقة لتقييم النسبة المئوية الكاملة لمساحة المناطق المصابة على سطح الجسم بشكل نسبي لدى البالغين، وخاصة في حالات الحروق، ومن خلالها يحدد الطبيب كمية المصل التي يجب إعطاؤها للمصاب، وتمثل الرأس 9% من النسبة المئوية الكاملة لمساحة سطح الجسم، وكذلك كل ذراع 9%، وكل ساق9%، وكل فخذ 9% والجذع الأمامي والخلفي 18%، والبطن 9%، والظهر 9%، وأسفل الظهر 9%، وتمثل الأعضاء التناسلية 1% من مساحة سطح الجسم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"