النقرس.. التهاب يؤذي المفصل

03:51 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: راندا جرجس

يستهدف داء النقرس المفاصل، وخاصة في المفصل الكبير لإبهام القدم، وتحدث هذه الإصابة بسبب العامل الوراثي أو نتيجة تناول كميات من البروتينات، ما يؤدي إلى زيادة مستوي حمض اليوريك في الدم ثم يترسب على شكل بلورات في المفاصل والكلى وأنسجة الجسم، مسبباً آلاماً شديدة وصعوبة في حركة المنطقة المصابة، وربما تتطور الأعراض إلى حدوث نوبات حادة ومتكررة وينتهى الأمر بإعاقة أو تيبس في المفصل، ويعد النقرس من المشكلات المرضية المنتشرة بين الذكور أكثر من الإناث، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن طرق التشخيص والعلاج تفصيلاً.

تقول الدكتورة نجوى مسلم، استشاري أمراض الروماتيزم، أن مرض النقرس والمعروف بداء الملوك، يحدث نتيجة ترسب مادة حمض اليوريك بالمفاصل، ما ينجم عنه تعرضها للالتهاب والتورم والاحمرار، وفي بعض الأحيان عدم القدرة على استخدام المفصل المصاب، وعادة ما تظهر الأعراض بشكل التهاب حاد في مفاصل القدمين، ويلعب الاستعداد الوراثي دوراً مهماً في الإصابة بالنقرس، خاصة عند تناول اللحوم والكبدة والمأكولات البحرية بكثرة، لذا يكون منتشراً في بعض الجنسيات والعائلات أكثر من غيرها، ويعتمد التشخيص على الفحص السريري، إلى جانب نتائج المختبر التي تُظهر ارتفاع نسبة حامض اليوريك في الدم، وكذلك استخدام الأشعة السينية والموجات الصوتية للمنطقة المصابة؛ حيث إنها تعد من أهم وسائل تشخيص التهاب النقرس المفصلي.

أسلوب صحي

تنبه د. نجوى إلى أن مريض النقرس، يمكن أن يعاني نوبات حادة متكررة من الالتهاب الحاد أو المزمن، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدى الإصابة إلى تدمير المفصل وعجزه، ولذلك ينصح بتجنب الأطعمة الغنية بحمض اليوريك مثل اللحوم الحمراء، الكبد، السردين، الأنشوجة، السلمون، الجمبري، والتقليل من البقوليات، وعلى الجانب الآخر هناك بعض المأكولات التي ثبت علمياً دورها في التقليل من نسبة الحمض بالدم مثل الكرز الأحمر، كما ينصح المريض بشرب الكثير من الماء لتجنب الإصابة بحصى الكلى الناتجة عن ترسب حمض اليوريك.

تكمل: يشمل علاج داء النقرس الأدوية التي تقلل من مستوى الحمض بالدم، ومضادات الالتهاب في الحالات الحادة، وربما يضطر الطبيب المعالج إلى حقن بعض المفاصل بشكل موضعي في حالة الألم والالتهاب الشديد، ويعتمد نجاح العلاج على الشرح التفصيلي للحالة ومناقشتها مع المريض، والالتزام بالنظام الغذائي والعلاج مع المتابعة الدورية.

فئة مستهدفة

يذكر الدكتور آميت كومار، مختص طب العظام أن داء النقرس يصيب الأشخاص في المرحلة العمرية من 30 إلى 50 عاماً، وهناك بعض الأفراد المعرضين للإصابة أكثر من غيرهم مثل: البدناء أصحاب الوزن الزائد، أو من يتناولون حمية غذائية غنية باللحوم الحمراء والبروتينات، ومرضى ارتفاع الكولسترول، ومن لديهم تاريخ عائلي بنفس المرض، وهناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن يصاب بها مريض النقرس كتلف المفاصل، وتيبسها وتشوهها، كما يتسبب تشكّل بلورات اليورات داخل المفصل في ضرر الغضروف المفصلي، إضافة إلى تشكل حصوات الكلى.

مراحل النقرس

يبين د. آميت، أن هناك بعض الأمراض التي ترافق داء النقرس مثل الكولسترول، ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وتجدر الإشارة إلى أن عدم علاج النقرس، يمكن أن يتسبب بتلف الكلى، وتنقسم مراحل المرض إلى:

- غير المصحوب بأعراض؛ حيث تتراكم مستويات حمض البول في الدم دون ظهور أعراض.

- التهاب المفاصل النقرسي الحاد؛ حيث تبدأ الأعراض بألم في المفصل، في الأصبع الأكبر في القدم غالباً.

- النقرس بين مراحل التوهج.

- النقرس المزمن.

أسباب متعددة

يشير الدكتور بهاء الدين أحمد مختص جراحة العظام، إلى أن النقرس هو أحد أشكال التهاب المفاصل، ويعد السبب الأساسي في الإصابة هو ارتفاع نسبة حامض اليوريك في الدم، نتيجة العامل الوراثي المسؤول عنه مجموعة من الجينات، إضافة إلى الحميات الغذائية أو طبيعة الأكل عند الشخص وتحديداً الإفراط في تناول البروتينات، وهناك بعض المشكلات المرضية مثل أمراض الكلى؛ حيث يشكل حامض اليوريك كميات كبيرة في الدم، ما يجعل الكلى عاجزة عن إخراجها من الجسم، ويؤدى ذلك إلى ترسبه بكمية كبيرة في المفاصل، ما يجعلها معرضة للالتهاب، وخاصة مفصل القدم والركبتين والكوع وأصابع الأيدي.

أعراض الإصابة

يبين د. بهاء الدين، أن أعراض داء النقرس تتشابه بنسبة كبيرة مع التهابات المفاصل بشكل عام، مثل الشعور بآلام واحمرار وخلل في حركة المفصل المصاب، وفي بعض الحالات يمكن أن تتطور هذه الأعراض وتنتج عنها نوبات حادة، تؤثر في المفصل ولا يستطيع الشخص تحريك أصابعه، كما يزيد الألم في فترة الليل، مع احمرار الجلد وارتفاع الحرارة حول المنطقة المصابة، وهناك بعض الأدوية التي تزيد من نسبة ظهور الأعراض على المريض، كتناول دواء الأسبرين بشكل دائم أو مدرات البول، ما تنجم عنه زيادة نسبة حامض اليوريك في الدم.

وسائل تشخيصية

يوضح د. بهاء الدين، أن تشخيص داء النقرس، يتم عن طريق أخذ عينة من السائل الموجود في المفصل وفحصها، للكشف عن كمية حامض اليوريك الموجودة في السائل المفصلي، إضافة إلى عمل اختبار صورة الدم الكاملة، ويخضع المريض للأشعة السينية، والمقطعية؛ حيث إن هناك بعض الأعراض التي تتشابه بشكل كبير مع مشكلات مرضية أخرى، وتبدأ خطوات العلاج بالطرق الوقائية، وأهمها اتباع أسلوب غذائي صحي، وتناول حمض خال من البروتينات العالية، وبعض الأساليب الأخرى التي تسهم في الحد من تعرض المريض للمضاعفات، وتطور المرض للحالات الحادة أو المزمنة.

تدابير علاجية

ينبه د. بهاء الدين إلى أن داء النقرس، يمكن أن يتحول لمرض مزمن في حال كان المريض يعاني بعض المشكلات الأخرى كالسمنة على سبيل المثال، وهناك نوعان من العلاج مثل:

- علاج النقرس الحاد ويعتمد بشكل أساسي على استخدام مضادات الالتهاب غير الإسترودية واستعمال الإسترويتس في بعض الحالات، كما توجد أنواع عقاقير أخرى وأدوية يمكن اللجوء إليها للسيطرة على نوبات الألم الحادة.

- أما علاج النقرس المزمن فهو يضمن بشكل أساسي علاجه المستمر على المدى البعيد، ويعد الأهم في هذه المرحلة هو اتباع حمية غذائية صحية تقلل من تكوين حامض اليوريك، مع ضرورة تقليل كمية البروتينات في الطعام، واستخدام بعض الأدوية مثل الابارينول بشكل دائم، للعمل على نقص نسبة الحامض في الدم، والحفاظ عليه في المستوى الطبيعي.

فيتامين «c»

يعد فيتامين C أحد العناصر التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تعزز جهاز المناعة وتقوي الدفاعات الطبيعية، ويزيد من إنتاج كرات الدم البيض، ويساعد في أداء وظيفتها، ويعتبر مكافحاً عالي الفعالية للفيروسات التي تستهدف الجسم والحماية من سموم البيئة، كما يساهم في التحكم في ارتفاع ضغط الدم، وخفض نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية، ويعمل أيضاً على الوقاية من مشكلات القلب، كما يحسّن امتصاص الحديد وتعزيز دور خلايا الدم الحمر، ونقل الأكسجين، وإنتاج الكولاجين، ويلعب دوراً هاماً في الحد من زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، وبالتالي الحد من تكرار نوبات النقرس، ويمكن الحصول على فيتامين C من العديد من الخضروات والفواكه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"