حديقة الأسماك من أقدم وأهم الحدائق المصرية، يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1867في عهد الخديو إسماعيل، وتتبع إدارياً حديقة الحيوان بالجيزة منذ عام 1902 وتشتهر الحديقة بكثرة أشجارها الوارفة التي يرجع تاريخ بعضها لأكثر من 150 عاماً.
كما توجد فيها الجبلاية الشهيرة التي سميت المنطقة كلها باسمها، بحي الزمالك، وهي منطقة مشهورة بكثرة حدائقها التي تجذب الآلاف من الجمهور سنوياً، خاصة في المواسم والأعياد.
تعد حديقة الأسماك ذات مكانة خاصة لدى أبناء جيلي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث ارتبطت بقصص الحب في تلك الفترة، وظهرت في كثير من الأفلام المصرية ذات الطابع الرومانسي التي تم تصوير بعضها مشاهدها في الحديقة، ولعل أشهر هذه الأفلام فيلم «موعد غرام» بطولة عبد الحليم حافظن وفاتن حمامة، وبدت الحديقة في أغنية «كان يوم حبك أجمل صدفة»، إلى جانب عدد من الأفلام التي جمعت دلوعة الشاشة شادية، مع كمال الشناوي، وفي عدد من الأفلام الحديثة والمسلسلات، منها مسلسل «عيون القلب» بطولة ماجد المصري، ورانيا يوسف، وكذلك صورت فيها بعض مشاهد مسلسل «ونوس» بطولة يحيى الفخراني، ويطلق على الحديقة اسم حديقة الرومانسية والحب.
وأغلقت الحديقة في سنة 1965 فترة طويلة بغرض إصلاحها وتجديدها، لمدة تقترب من 20 عاماً، حيث أشرف على عملية التجديد هذه جهات علمية وهندسية مختلفة تابعة لوزارة الزراعة، وتم افتتاح الحديثة مرة أخرى بعد التجديد عام 1983.تتكون الحديثة من مدخل مكون من فتحتين تشبهان فتحة خياشيم السمك، وتوجد خلفها منطقة البهو، إضافة إلى الممرات الأربعة للحديقة، وتشتهر الحديقة بالجبلاية التي تقع في وسطها والتي صممت على شكل تجاويف وممرات داخل شعاب مرجانية أشبه بباطن البحر، لتناسب تسمية الحديقة حديقة الأسماك.
كما توجد خارج الجبلاية ممرات تفصل بين مسطحات خضراء تحتوي على أشجار نادرة جيء بها خصيصاً من استراليا، ومدغشقر، وغابات تايلاند في نهايات القرن التاسع عشر.
وتضم الحديقة 49 حوضاً للأسماك المتنوعة والنادرة، منها الأسماك النيلية والبحرية والزينة، كما توجد في الجبلاية بانوراما لعرض الأسماك المحنّطة فيما يشبه العرض المتحفي، ويعود تاريخ وجود هذه الأسماك في الحديقة لأكثر من 100عام، كما يوجد عدد من السلاحف والتماسيح المحنطة، والزواحف التي تعيش في الأنهار والمستنقعات، كما يوجد في مدخل الحديقة حوض كبير توجد فيه أسماك مفترسة مثل الحوت وسمك الخنزير، وغيرها.
كما توجد بالحديقة أيضا أربع صوب لإنتاج السمك، وصوبتان لمعالجة المياه اللازمة لمعيشة آلاف الأسماك، كما تضم 24 حوضاً لأسماك الزينة التي تنتمي إلى فصيلة أسماك المياه العذبة، وتتميز بجمال ألوانها، وتتميز الجبلاية التي تتوسط الحديقة بوجود ممرات ومغارات كثيرة يسير من خلالها السائحون والزوار الذين يتوافدون على الحديقة يوميا.
حققت الحديقة شهرة عالمية، ويأتيها السائحون من البلاد الأوروبية والعربية، نظراً لأنها تعد من العلامات التاريخية المميزة في حي الزمالك، أحد أعرق وأرقى الأحياء المصرية، وقد تم تسجيلها من قبل وزارة الآثار المصرية ضمن الآثار الإسلامية والقبطية.
ويتم حالياً تطوير الحديثة على ثلاث مراحل، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فسيتم من خلال تطوير البحيرة الموجودة في الحديقة وتغيير سيراميك الأحواض والممرات.
وتوجد في الحديقة مسطحات خضراء كثيرة وملاعب للأطفال، كما توجد في منتصفها بحيرة كبيرة، جفت مياهها الآن، كما توجد فيها أيضاً مجموعة من أشجار النخيل النادرة، وكذلك بعض النباتات الاستوائية استقدمت من الغابات الإفريقية.
كما يوجد فيها أيضاً جسر مصنوع من الخشب يعود إلى أكثر من 100 عام، ظهر في أكثر من مشهد غنائي في السينما المصرية، خاصة في أفلام إسماعيل ياسين، وشادية، وصباح، ومحرم فؤاد، وغيرهم من فناني الزمن الجميل.
بنيت أسوار الحديقة من الطوب الأسواني استقدم من منطقة النوبة، أما مبانيها، خاصة الجبلاية، فقد بنيت على طراز معماري فريد على شكل كهف فيه عدة مغارات، وساعد ذلك على إنشاء تكوينات معمارية مبهجة جاءت على هيئة خياشيم الأسماك، فجاء تصميم الجبلاية أشبه بالشكل التشريحي للسمكة.
