«كـورونا»..جهود متواصلة لمواجهة الموجة الثانية

00:43 صباحا
قراءة 5 دقائق
إعداد: خنساء الزبير

يترقب العالم بحذر شديد ثورة الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا المستجد، ويرى البعض أنها قد بدأت بالفعل بعد أن شهدت بعض مناطق العالم ارتفاعاً كبيراً بأعداد الإصابات.
لم يتفق العلماء حول علاج أو لقاح فعال لمرض كوفيد-19 الذي يسببه ذلك الفيروس، وتراجعت الموجة الأولى تلقائياً نتيجة الالتزام القوي نسبياً بالتدابير الاحترازية القسرية والطوعية. أدى ذلك التراجع إلى التساهل بعض الشيء فانتهز الفيروس تلك الفرصة ليفاجئنا بانتشار العدوى مرة أخرى، ليرتفع مؤشر الإصابات.
ما زال العلماء يواصلون جهودهم الحثيثة، فتوصلوا من خلال أبحاثهم ودراساتهم إلى معلومات مهمة وطرق للتعامل مع الفيروس، وتقدم بهم العلم خطوات باتجاه تحديد العلاجات الأفضل واللقاحات المبشرة.


بديل للبلازما


تعلقت الآمال بقوة بعلاج مصل النقاهة والذي اشتهر باسم العلاج بالبلازما، والذي يتم الحصول عليه من المتعافين من مرض كوفيد-19. أشارت بعض نتائج الدراسات الحالية إلى فاعليته في علاج المرضى، وبدأ في أخذ طريقه نحو التطبيق السريري، ولكن جاءت دراسة حديثة ببديل أفضل بحسب ما يقول باحثون من هولندا.
ظهر من تلك الدراسة التي جرت في نماذج حيوانية، أن العلاج الوقائي بجرعة عالية من مصل النقاهة البشرية أو باستخدام «الأجسام المضادة وحيدة النسيلة» المركزة يمكن أن يحمي من المرض بعد الإصابة بفيروس كورونا، ولم يتضح تأثير وقائي لجرعة مصل النقاهة التي تقل بعشرة أضعاف.
استخدم الباحثون جسماً مضاداً وحيد النسيلة واحداً، وجرعتين من مصل النقاهة البشرية (تختلف بعشرة أضعاف في تركيز الجسم المضاد)، وذلك في حيوان الهامستر لتقييم فاعلية العلاج بالأجسام المضادة الوقائية في الالتهاب الرئوي المتوسّط إلى الشديد الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.
أظهرت النتائج بوضوح أن العلاج الوقائي باستخدام الأجسام المضادة المعادلة منع بنجاح الالتهاب الرئوي، كما أن الحيوانات التي عولجت بجرعة عالية من الأجسام المضادة المعادلة لم تفقد الوزن أو تظهر أي آفات قوية في رئتيها.


علاجات القطط


يستخدم الأطباء منذ بداية الجائحة المضادات الفيروسية لعلاج مرضى كوفيد-19 على الرغم من أنها توصف لأمراض فيروسية أخرى؛ وذلك لعدم توفر علاج أو لقاح فعال مخصص لتلك الحالة.
تمكن مؤخراً فريق من الباحثين في جامعة ألبرتا في كندا من تحديد مثبطات فيروسية يرون بأنها مرشح محتمل كعلاج لـكوفيد-19؛ ومن المقرر أن يبدأ الفريق تجارب سريرية للدواء الذي يستخدم كعلاج لنوع من فيروس كورونا في القطط.
يتداخل الدواء، وهو مثبط للبروتياز قائم على ثنائي الببتيد GC376 ونظيره GC373، مع قدرة الفيروس على التكاثر والإصابة، حيث تعتبر البروتياز ضرورية للعديد من وظائف الجسم، وهي أهداف شائعة للعديد من الأدوية مثل الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم وفيروس نقص المناعة البشرية والسرطان وغيرها. أظهرت التجربة أنه خلال شهرين فقط كان الدواء فعالاً في تثبيط تكاثر الفيروس داخل الخلايا الجسدية.


بروتين مصلي


يحتوي جينوم فيروس كورونا على وفرة من التسلسلات التي تزخر بمواد ترتبط بتنشيط مناعي شديد الالتهاب ومحفز للتخثر. تشير دراسة جديدة إلى آثار التخفيف من شدة كوفيد-19 في الفئران بسبب بروتين مصل يسمى الأميلويد P. يعتبر مصل الأميلويد P عضواً في عائلة البروتينات البنتراكسين التي تحتوي على بروتين سي التفاعلي. تصنع خلايا الكبد ذلك المصل وتفرزه في الدم؛ وهو يرتبط بمجموعة متنوعة من الجزيئات بالجسم منها الحمض النووي، وحطام خلايا الموت المبرمج، والسكريات البكتيرية، ورواسب الأميلويد، والبروتينات البكتيرية والفيروسية.
يرتبط أيضاً بمستقبلات لكتين من النوع C على هذه الخلايا، ويبدو أن لوجوده تأثيراً ملطّفاً في تكوين الخلايا الأحادية والبلاعم المؤيدة للالتهابات والمؤيدة للتليف مع تعزيز تلك الموجودة في الضامة التي تثبط الاستجابة المناعية. يؤدي أيضاً إلى إفراز الإنترليوكين-10 وهو سيتوكين مضاد للالتهابات.


جينات المريض


أظهر عدد من الأدوية المرشحة لعلاج كوفيد-19 على مدار الأشهر القليلة الماضية إما عدم الآمنية أو عدم وجود بيانات تؤكد فاعليته؛ ويرى العلماء أن عدم الفاعلية أو التسبب في آثار خطرة كما هو الحال مع العقار هيدروكسي كلوروكين، ربما يخفي وراءه أسباباً جينية.
نشر باحثون من كلية الصيدلة بجامعة مينيسوتا مؤخراً دراسة حول كيفية تأثير الجينات في استجابة الشخص للأدوية ما قد يحسن من كفاءة وسلامة هذه الأدوية.
نظرت الدراسة في مجموعة متنوعة معلومات العلاجات الدوائية لـكوفيد-19، بما في ذلك هيدروكسي كلوروكين، وريمسيفير وغيرها من الأدوية المرشحة بقوة لعلاج تلك الحالة، ووجد الباحثون أن أن هناك العديد من المتغيرات الجينية التي تغير كيفية استقلاب الجسم لتلك العقاقير والتعامل معها، وقد تزيد من مخاطر الآثار الضارة، وأن خطر استخدام هذه العلاجات معقد لأن المرضى عادة ما يكونون مستخدمين لأدوية أخرى ولديهم حالات تؤثر في نتائج الدواء.


فحوص سريعة


يطرح الطلب المتزايد على الفحص السريع للكشف عن فيروس كورونا تحديات تشخيصية كبيرة في المجال الصحي، ولكن أظهر فحص تشخيصي جديد منخفض التكلفة نتائج دقيقة وسريعة دون الحاجة لمعدات متطورة؛ وذلك وفقاً لدراسة نُشرت بمجلة «مسببات الأمراض» الصادرة عن المكتبة العامة للعلوم.
طور الباحثون الفحص الجديد من خلال الاستفادة من التقنية القائمة على «كريسبر»، والتي استخدمت على نطاق واسع في السنوات الأخيرة في مجال تعديل الجينات. يتيح الفحص الاكتشاف عالي الإنتاجية لفيروس كورونا، وبحساسية وخصوصية في غضون 40 دقيقة فقط.
صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من ناحية أخرى لأقسام الطوارئ بالمستشفيات، باستخدام أول فحص للمستضد، حيث يمكن قراءة النتائج مباشرة من بطاقة الفحص؛ وهو تصميم مشابه لبعض اختبارات الحمل. هذا التصميم البسيط سريع وفعال لمقدمي الرعاية الصحية والمرضى ولا يحتاج إلى استخدام محلل.


طارد الحشرات فعال


شارك فريق من العلماء في مختبر العلوم والتقنية الدفاعية البريطاني النتائج الأولية لأبحاثهم، والتي أظهرت أن مادة في طارد الحشرات يمكن أن تقضي على فيروس كورونا.
أجرى العلماء الدراسة لمعرفة ما إذا كانت مبيدات الحشرات التي تحتوي على مادة «سيتريوديول» ستوفر حماية من كوفيد-19، والتي يتم الحصول عليها من زيت شجرة الكينا، وثبتت كفاءتها في التخلص من الحشرات.
اعتمد الفريق طريقتين لاختبار فاعلية المنتج في القضاء على فيروس كورونا، الأولى اختبار النشاط المضاد للفيروس بتطبيقه مباشرة على الفيروس كقطرة سائلة، والأخرى تقييم المنتج بعد تطبيقه على الجلد الاصطناعي اللاتكس.
أكدت التجربة الأولى أن المنتج المحتوي على تلك المادة له تأثير كبير في الفيروس، ووجدوا في التجربة الثانية أنه قد قلل من نسبة الفيروسات الموجودة على السطح بنسبة تصل إلى 99% على الفور تقريباً؛ واستمر في تعطيل الجسيمات المتبقية خلال الـ4 ساعات التالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"