قصر السلام.. تحفة معمارية في الكويت

يضم 3 متاحف
03:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
الكويت: الحسيني البجلاتي

في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وعلى مساحة 32 ألف متر مربع، بُني قصر السلام في الكويت، ليكون مقراً لسكن الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله، لكن وبالتزامن مع الانتهاء من بنائه حصلت الكويت على استقلالها في العام 1961 فتحول إلى قصر لاستقبال ضيوف الكويت.
في العام 1990 ومع الغزو العراقي لحق بالقصر تدمير شامل، وبقي على حاله حتى العام 2013 عندما تقرر إعادة ترميمه. ويتكون القصر من ثلاثة متاحف: الأول «تاريخ الكويت»، والثاني «تاريخ قصر السلام»، والثالث «الحضارات».
لقصر السلام قيمة تاريخية ووطنية كبيرة عند شعب الكويت، وعرف باسم قصر الضيافة؛ إذ كان مخصصاً لاستقبال الملوك والرؤساء وكبار الزوار، ووصل عددها إلى أكثر من 166 زيارة. وجاءت فكرة تحويله إلى متحف في العام 2013؛ ليوثق تاريخ الكويت، وليحكي الحضارات التي سكنت في هذه الأرض وأهميتها الجغرافية، وبادر الديوان الأميري بتعليمات من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لإعادة تأهيل هذا المعلم التاريخي والذي ظل صامداً في وجه الاحتلال في عام 1990 والتخريب والدمار الذي حصل له، وتم ترميم القصر وإعادة التشطيبات المعمارية وضمان سلامته الإنشائية كما كانت وبنفس المواد والأشكال والأبعاد الأصلية، وتم عمل التجهيزات الداخلية لتحويل القصر إلى متحف.


32 ألف متر


تكللت عملية تنفيذ إعادة إعمار القصر وتحويله إلى متحف بعد 6 سنوات من العمل المضني والدؤوب ليكون هو المتحف الرسمي للدولة، ويضم قسم قاعات تحكي تاريخ الكويت من خلال تاريخ حكامها ومراحل تطور الحياة في عهد كل حاكم، وفق استخدام أحدث أساليب العرض التكنولوجية، في مشهد بديع يجمع بين عراقة الماضي وتطور الحاضر والمستقبل. أما القسم الثاني فيشتمل على قاعة تاريخ قصر السلام منذ إنشائه، فيما يضم القسم الثالث متحف الحضارات التي سكنت أرض الكويت، بالإضافة إلى احتوائه على قاعات استقبال الضيوف، وسرداب يشتمل على متاجر الهدايا التذكارية للزوار، ومبنى مواقف سيارات مستحدث مكون من 3 أدوار تحت الأرض؛ حتى لا يحجب رؤية المارة للقصر، مع التأكيد على الأخذ بالاعتبار عدم تغيير ملامح القصر الخارجية.


مكتبة إلكترونية


يتكون القصر من أربعة أدوار، ويشتمل السرداب على مكتبة إلكترونية متصلة بالمكتبة المركزية للديوان الأميري، إضافة إلى مناطق مخصصة للبحث العلمي ومكاتب للموظفين وغيرها. ويحتوي الدور الأرضي على مدخل الزائرين الذي يقع على شارع جمال عبدالناصر، ومدخل كبار الشخصيات المطل على شارع الخليج العربي، والذي يؤدي إلى قاعات استقبال كبار الزوار، وكذلك البهو الرئيسي الذي يشتمل على «عرض بئر التاريخ»، كما يشمل أيضاً معرض «تاريخ القصر»، وتمت إعادة بعض القاعات إلى ما كانت عليه عند إنشاء القصر، مع إضافة أدوات العرض التاريخي لكبار الشخصيات الذين زاروه، وقاعة تمثل الدمار الذي لحق به جراء الغزو العراقي، وقاعة لعرض بعض التحف الثمينة التي يحتويها القصر.
يضم الدور الأول متحف «تاريخ الكويت عبر حكامها»، ويشمل تسع قاعات عرض متحفية تسرد تاريخ الكويت منذ نشأتها، إضافة إلى عرض للمقتنيات الخاصة بحكام الكويت، كما يحتوي على مناطق استقبال لكبار الزوار، ويشمل الدور الثاني مناطق استقبال وقاعة احتفالات ومطبخاً مركزياً.
وسائل العرض في القاعات المختلفة للمتحف تتضمن نحو 98 فيلماً، ونحو 270 من الأعمال المطبوعة «الجرافيكس»، وكذلك المجسمات المختلفة التي يبلغ عددها 59، ومختلف أنواع وسائل عرض المقتنيات وفق أحدث التقنيات لتوصيل المعلومات التاريخية باللغتين العربية والإنجليزية للزوار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"