علاج الكبد بحقن «مصانع الطاقة»

نشر علماء من جامعة كونيتيكتة، مؤخرًا، ورقة بحثية في مجلة «أمراض الجهاز الهضمي والكبد»، توضح تجربتهم الناجحة في توصيل الميتوكوندريا لأول مرة إلى خلايا الكبد لدى حيوانات المختبر، كوسيلة علاجية.
وتعتبر الميتوكوندريا مصانع الطاقة في خلية الجسم، حيث تولد الطاقة من تحويل الأحماض الدهنية والكربوهيدرات إلى ثاني أوكسيد الكربون، والماء، ثم تزويد الخلايا بالطاقة في جميع أنحاء الجسم. ويوجد ارتباط كبير بين تلف الميتوكوندريا وأمراض الكبد المختلفة، لأنها تعجز في تلك الحالة عن تزويد الكبد بطاقة كافية للعمل بشكل طبيعين ما يؤدي إلى موت خلاياها، وتلف العضو بالكامل.
وأظهر أفراد فريق البحث سابقاً، من خلال معرفتهم بمستقبلات معينة في الكبد، أنه يمكن طلاء الميتوكوندريا ببعض ببروتينات معينة تجعل الكبد تتعرف إليها، وتمتصها. وتحمل هذه البروتينات على سطحها الجلاكتوز المكشوف؛ وهو نوع من السكّر يعمل كإشارة للكبد لاستيعاب هذا البروتين.
وحاول الباحثون الاستفادة من تلك الآلية الطبيعية في دراستهم، وقاموا بجمع الميتوكوندريا من الفئران، ثم مزجها ببروتين حمل، ومعالجته، بحيث يمكن استيعابه بواسطة الكبد، وتم حقنها بعد ذلك مع ببتيد يسهل تحريرها بمجرد وصولها لخلايا الكبد واستيعابها بواسطة السيتوبلازم، وليس هضمها، وهو ما تقوم به الكبد مع معظم المواد الأخرى.
ووجد الباحثون في نهاية التجربة، أن ما يقرب من 27% من إجمالي الميتوكوندريا المحقونة تم اكتشافها في الكبد، والتي تعتبر نسبة كبيرة للاستخدام العلاجي.