كندا حنا: «نلباي» في «ممالك النار» تشبهني

قدمت شخصية حبيبة طومان باي
04:21 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: سيد محمود

منذ تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، تمثل النجمة السورية كندا حنا حالة فنية خاصة في الفن السوري والعربي، تنوعت أدوارها، فقدمت الاجتماعي والرومانسي والتاريخي، وكان لدورها الأحدث في مسلسل «ممالك النار» خصوصيته؛ لنجاحها في التعبير عن مشاعر شخصية «نلباي»، التي قدمتها بإتقان شديد، على الرغم من أن هذه الشخصية التي رافقت طومان باي (خالد النبوي) حتى لحظة إعدامه على يد سليم الأول (محمود نصر)، هي من خيال المؤلف، وليس كباقي الشخصيات لها جذور تاريخية.

في الحوار معها، تؤكد كندا حنا أن علمها بأن هذه الشخصية ليست من التاريخ العثماني أو المملوكي، دفعها لأن تصنع لها شكلاً وأداء خاصين بها، كأنها من لحم ودم.

* تعلمين أن «نلباي» شخصية مكتوبة في السيناريو.. ليست ذات جذور تاريخية، كيف تعاملت معها؟

- عندما كنت أقرأ المسلسل، وأنا على علم بالمرحلة التي تدور فيها الأحداث، ومعظم الشخصيات لها جذور، منها ما قرأت عنه، كان من الطبيعي أن أصطحب هذه الشخصية التي قدمتها وأدخل بها إلى عمق هذا التاريخ، فاستحضرت خيالي عن الزمن الذي تدور فيه الأحداث، وكأنها حبيبة «طومان باي» فعلاً. وأعجبني فيها من خلال ما كتب في السيناريو، عفويتها وطبيعتها، وشعرت بأنها تشبهني من الداخل. أحببتها كثيراً على الورق، وكنت متحمسة جداً لأداء الدور. استخدمت كل أدواتي وكنت حريصة جداً في تقديمها بشكل حقيقي، بعيداً عن البهرجة والمبالغة بالمظهر؛ لتكون قريبة للناس بإنسانيتها وإظهار كمية الحب التي بداخلها؛ لأنني أؤمن بالحب، وأنه السبيل الوحيد للخلاص؛ وهو المعنى الحقيقي للحياة.

* تقولين إن هناك تشابهاً بينك وبين «نلباي»، فهل صنعت لها شكلها وملامحها؟

- هذا صحيح، فأنا رومانسية جداً، وهي كذلك، ويوجد شبه كبير بيننا في الروح، لامستني من الداخل؛ لذلك كنت أقدم الدور وأنا متحمسة، وأريد أن أخرج ما بداخلي من مشاعر؛ لأخبر الناس عن الحب، وكم هو جميل في حياتنا، ولا نستطيع العيش بدونه.

* هي ليست في التاريخ، كيف رسمت لها صورة من خيالك؟

- بالتأكيد «نلباي» شخصية ليست موجودة في التاريخ؛ لكنني قمت بالبحث عن شخصية تشبهها في التاريخ أيضاً، وهناك الكثير من القصص التي ساعدتني على تخيل الشخصية؛ لكن الاعتماد كان على الورق وعلى إحساسي بها، إضافة إلى العمل على تطويرها مع المخرج البريطاني بيتر ويبر، والنجم المصري العالمي خالد النبوي، وكان العمل معهما رائعاً؛ حيث حدث انسجام كبير بيننا.

* كانت الشخصية قاسية في كثير من الأحيان، لماذا؟

- هذا تماماً ما كنا نعمل على إيصاله للمشاهد، «نلباي» شخصية حساسة؛ لكنها قاسية وقوية، وتعرف تماماً ماذا تريد ومتى تستخدم قوتها؛ لتحمي من تحب.

* معظم مشاهدك كانت مع خالد النبوي، وهو ممثل له خبرة طويلة، كيف حدث الانسجام بينكما؟

- خالد النبوي نجم راق ومحب وخلوق تعلمت منه الهدوء فكان يتعامل معي على أنني شريكة له، ويسعى دائماً لخلق جو جميل ومريح بالعمل؛ لنقدم شيئاً جميلاً.

* كيف وجدت إحساس رفض «طومان باي» الهرب من أجلك؟

- هو لم يرفض ولم يتخل، هو ضحى بنفسه؛ من أجل حبيبته وبلده، و«نلباي»، لمست هذا واحتفظت به بقلبها، وتابعت بالحياة؛ لتعيش على حبه الذي قدمه لها، ولبلده قبل أن يموت.

* من أصعب مشاهد المسلسل ذلك الذي أعدم فيه طومان باي أمام عينيك. كيف وجدت ردود أفعال المشاهدين؟

- كانت أكثر من رائعة، وأنا سعيدة جداً؛ لأن الناس وجدت في «نلباي» الحب والتضحية، وعندما قرأت على مواقع التواصل آراء الناس سعدت أكثر بما كتب؛ إذ كانت الآراء معبرة للغاية وتدل على مدى تعاطف وملامسة الناس للشخصية، وهو شيء جميل أشعرني بالنجاح.

* ظهورك دون ماكياج.. هل كان بناء على طلب المخرج؟

- بالعكس، فأنا من طلبت؛ لأنني أردت أن يلمس المشاهد صدق الشخصية، فهي في حرب دائمة، وما يهمني هنا هو جمالها الداخلي، وشغفها بالحياة كإنسانة محبة، ولم أجد أي مبرر للماكياج أو البهرجة، فكنت أريد تقديمها بصورة جديدة وعفوية، فالعمل يعكس رؤية الكاتب والتاريخ كتب من مناظير مختلفة؛ لكن العمل تمكن أن يسلط الضوء على حقبة زمنية جدلية، بمعالجة درامية ناجحة؛ استطاعت أن تصل إلى كثير من الناس.

* هل تفكرين في المشاركة بعمل مصري خالص.. سواء في السينما أو الدراما، كون الجمهور المصري أشاد بك؟

- هذه أمنية، فأنا متحمسة جداً للعمل في مصر؛ لأنها بلد جميل وغني جداً، ونجومها من المقربين إلى قلبي كثيراً، سواء في المسلسلات أو الأفلام المصرية التي تربينا عليها في منازلنا، وأحببنا من خلالها مصر والشعب المصري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"