أيام الإمارات الثقافية في برلين (2)

كشاكيل ملونة
13:35 مساء
قراءة دقيقتين

يعلمنا التاريخ أن الشعوب التي تبوأت السدة من خلال التواصل الثقافي في العطاء المعرفي، واستقت من ينبوع المعارف، هي التي كانت أكثر قابلية وأكثر هضماً للمعطيات الحضارية الانسانية، وأصبحت معطيات ونتائج هذه الثقافات، هي اللبنات الأولى التي اعتمد عليها البناء الحضاري للإنسان المعاصر.

وجاءت المدنية الحديثة لتقرب المسافات، ويصبح الامتزاج والتوافق أمراً واقعياً لا يترك للانفرادية الثقافية أي مجال أو أي تردد في قبول هذا التوافق بين ثقافة وأخرى، وأي محاولة للانفرادية وعدم التوافقية تعتبر من المعوقات التي تجعل من محاوليها متخلفين ويغردون بنغمات غير مستساغة خارج السرب الأممي المتجه الى الأمام.

ومن حسن الحظ أن المسؤولين في الامارات قد أدركوا أن شعب الامارات بات أحد أكثر الشعوب تطلعاً للعمران المدني، وعرف هؤلاء المسؤولون أن مثل هذا العمران لا يؤتي أكله الطيب إلا بالاحتكاك الحضاري بالغير. وهنا يأتي التبادل الثقافي والتقارب الثقافي ليكونا الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك.

وقد جاءت أيام الامارات في بدايات شهر يوليو/تموز الماضي لتضيف الى نشاط وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع برئاسة الوزير عبدالرحمن العويس، حلقة جديدة في سلسلة نشاطات هذه الوزارة وفعالياتها الكثيرة في خدمة الثقافة في الامارات وابراز هذه الثقافة في داخل الامارات وفي خارجها.

وغني عن البيان أن نذكر أن مشروع وزارة الثقافة في نقل الملامح المشيرة الى الخصوصيات الثقافية للشعب الاماراتي، وما يندرج تحت هذه الخصوصيات من فنون شعبية وفلكلورية وتراثية، والتعريف بها في خارج الامارات ولدى الشعوب التي تتشوق الى التعرف الى ثقافة الآخرين وتراثهم الحضاري هو أمر في غاية الأهمية، وعمل حضاري يجسد رغبة الإماراتيين في أن يكونوا أصحاب عطاء بنفس مقدار رغبتهم في الاقتباس والأخذ من الغير.

وقد رأيت الألمان وهم أحد أرقى الشعوب المتقدمة حضارياً، يأتون لمشاهدة المهرجانات العديدة التي أقامتها وزارة الثقافة الاماراتية في برلين، وهذا المجيء كان محتشداً من قبل الناس هناك زرافات ووحدانا ودل على مقدار تقبل الألمان لثقافة الآخرين وتقديرهم لها.

للحديث صلة غداً إن شاء الله

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"