لنتقبله دون تفسير

23:54 مساء
قراءة دقيقتين



شيماء المرزوقي

أن نسمع «لا» خلال مسيرتنا الحياتية وخلال مختلف تعاملاتنا مع الناس، فهو أمر طبيعي. البعض لديه حساسية من الرفض، لديه حساسية من عدم الموافقة، يزعل ويغضب خاصة إن جاء هذا الرفض من إنسان مقرب منه، قد يؤدي إلى قطيعة، البعض يوافق ويتقبل أمراً ما، بينما رغبته الرفض لكن ليتجنب حدوث شرخ أو تصدع في العلاقة يوافق. هذه الحساسية من الرفض ومن كلمة «لا» تجدها بين الأزواج والأصدقاء والمقربين
بطبيعة الحال هذا خطأ فادح، لأنك توافق على أمر لا تحبه أو لا ترغب القيام به، وهناك من يتضرر من موافقته. إحدى الصديقات اقترح عليها زوجها رحلة سياحية لبلد ما، ومع أن طقس هذا البلد غير جيد لها، حيث تعاني من حساسية، إلا أنها وافقت وتجنبت أن تبلغ زوجها بهذه الملاحظة، حتى لا يعتقد أنها تضع عذراً أو مبرراً لرفض المكان الذي اختاره هو. وبعد أن مضى يومان على وصولهما أدخلت إلى المستشفى بسبب ضيق في التنفس حيث كانت بحاجة للأوكجسين. والأمثلة في هذا السياق كثيرة، فأحدهم قد يوافق على تناول طعام لا يحبه حتى لا يفسر رفضه بطريقة خطأ.
الذي يجب أن نفهمه جميعنا أن الرفض جزء من حياتنا، جزء من تفكيرنا، بل جزء من منظومتنا الاجتماعية، ولا يمكن الموافقة على كل شيء خلال تعاملاتك الاجتماعية، كما لا يمكن رفض كل شيء. والدليل الإرشادي في هذا السياق هو الواقع، فإن كان الموضوع الذي عرض علينا مناسباً لنا ويتلاءم مع تفكيرنا ومع قدرتنا فضلاً عن رغبتنا به، يمكن الموافقة، أما إن عرض علينا موضوع قد يسبب لنا ألماً أو همّاً أو ليس لدينا رغبة به، فيمكن الاعتذار والرفض.
أدرك أنه توجد مساحة للمجاملة، أي أن توافق على شيء ما بينما في قرارة نفسك ترفضه، مجاملة لإنسان مقرب منك، لكن دائماً هذه المجاملة لا تأتي على حساب نفسك وتفكيرك ووقتك وعملك. الجانب الثاني المهم في هذا السياق، يتعلق بك أنت وهو عندما تتعرض للرفض، فلتكن روحك رياضية وتقدر صراحة الآخرين ولا تحمل في قلبك ونفسك شيئاً إثر رفضهم واعتذارهم، بل التمس لهم العذر وأن سبب رفضهم ظروفهم حتى وإن لم تعلم ما هي هذه الظروف. الرفض حالة طبيعية في الحياة فلنتقبله كما هو دون تفسيرات أو مخاوف.

[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"