عادي

نورة الكعبي: الصناعات الثقافية في الإمارات ترتكز على الإبداع

02:08 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

دبي«الخليج»

عقدت ندوة الثقافة والعلوم جلسة حوارية بعنوان: «مستقبل الصناعات الثقافية» شارك فيها نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ود. عبدالله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب جامعة الملك سعود بالرياض، والدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة قناة السويس بجمهورية مصر العربية، بحضور بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ود. سليمان موسى الجاسم ود. رفيعة غباش وأسماء صديق المطوع، ونخبة من المهتمين والإعلاميين.

أدارت الجلسة عضو مجلس الإدارة الكاتبة عائشة سلطان، مؤكدة أن معظم بلدان العالم تتجه للبحث عن الموارد المنسية أو المهملة بعد أن كان العالم برمته منذ الثورة الصناعية قد وضع كل اهتماماته وخططه في سلة الموارد الطبيعية والموارد المتوافرة فيها، وتدريجياً عندما بدأت هذه الموارد في النفاد، بسبب بدء البحث عن الموارد البديلة والطاقة النظيفة، وكانت الصناعات الثقافية والإبداعية أحد هذه الموارد.

وتساءلت عن استراتيجيات الصناعات الثقافية في الإمارات وآليات الوزارة لتطويرها، كما تساءلت حول هذا المصطلح الذي كان مرفوضاً من قبل المثقفين وتساءلت عن أهمية هذه الصناعات؟

وأشارت سلطان إلى أن الصناعات الثقافية هي الأسرع نمواً في العالم، وهي خيار إنمائي مستدام، وسر استدامته اعتماده على موارد متجددة تتمثل للإبداع البشري.

وأكدت نورة الكعبي أن منهجية الصناعات الثقافية وفكرها موجود في كثير من الدول أخذاً بمبدأ تنوع الاقتصاد.

وأن إدراك الإمارات لأهمية الصناعات الثقافية جاء خلال العامين الماضيين، ففي 2018 كانت هناك خلوة في وزارة الثقافة بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فركز سموه على الاستدامة وكيف نخصص قطاعاً خاصاً للصناعات الثقافية والإبداعية في وزارة الثقافة، بالاعتماد على الفكر والابتكار والإنتاج والتوزيع والترويج وكل ما له صلة بالتعبير الإبداعي، كما أكد خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهمية الاقتصاد الثقافي والإبداعي، وأطلق سموه مؤشر مساهمة الصناعات الإبداعية على الناتج المحلي للإمارات، ما يسهم في قطاع الثقافة. 

حاضنات ثقافية

وأشارت الكعبي إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية تضم مجالات عدة منها التراث الثقافي والطبيعي والكتب والصحافة وفنون الأداء والاحتفالات والإعلام المسموع والمرئي والفنون البصرية وغيرها، وقد استثمرت الإمارات هذا المفهوم بكثافة سواء في الحاضنات الثقافية أو المدن الإعلامية والمعارض وغيرها.

وأضافت: إن في الإمارات قطاعاً للصناعات الثقافية وتم تحديث هيكل وزارة الثقافة والشباب، ومنها الإعلام لتسهيل التشريعات وطرق التمويل، وهذا مؤشر على ضرورة تكاتف الجميع لمعرفة التأثير والدور المنوط بنا، وأن الإبداع الثقافي لا يحدد بنسبة معينة، ولكن يجب أن يتزايد بشكل دائم.

وأكدت الكعبي أنه يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة تساعد الوزارة والقطاع الاقتصادي والثقافي، ليعرف المثقف والمبدع إلى أين تصل بنا هذه الاستراتيجية، مع وجود تشريعات ومحفزات وبرامج تمويلية، وأن لا يكون التمويل حكومياً فقط ولكن بمشاركة القطاع الخاص.

وأشارت الوزيرة إلى أن الإمارات سجلت 9عناصر تراثية في اليونيسكو (الصقارة والسدو والتغرودة والعيالة والعازي والقهوة العربية والنخلة والرزفة والمجالس)، وبالنسبة للخط العربي تقود السعودية هذا الملف مع اليونيسكو، والإمارات والسعودية صوت واحد للهوية والثقافة العربية.

استراتيجية شاملة

وأكدت أن الإمارات تنظر دائماً للإحصاءات والتنافسية، فالصناعات الثقافية داعمة للإبداع، وفي الدولة أجندة أجندة ثقافية متكاملة من موظفين وتشريعات وبرامج تحمي الملكية الفكرية، ووهناك الكثير مما يدعم يسهم في تحقيق تلك التنمية، من خلال استراتيجية واضحة تسهم في غرس ثقافة الصناعات الثقافية والإبداعية.

وحول الجائحة وأزمة كورونا أكدت الكعبي أن الوزارة ركزت على تقديم المساعدات على كثير من المتضررين من الأزمة، وبعد تحليل نتائج الاستبيان تم الوقوف على حجم الخسائر وأسماء الشركات المتضررة، وقامت الوزارة بعرض الموضوع على سمو الشيخ منصور بن زايد، وبناء عليه تم تخصيص الميزانية التي كانت مخصصة لفعاليات لم يتم تنظيمها بسبب الجائحة إلى برنامج وطني لدعم المبدعين، وبعد وضع معايير لاختيار الشركات المتضررة خلال 2019، تم تقديم مساعدات عبر مرحلتين بما يقارب 5 ملايين درهم استفاد منها أكثر من 140 مبدعاً من أفراد وشركات، منحة الفرد 15 ألف درهم، والشركات تصل إلى 75 ألف  شهرياً.

وحول أهمية الصناعات الثقافية ذكر د. عبدالله الغذامي أنه منذ البدء ارتبطت الثقافة فعلياً مع الاقتصاد من خلال العطاءات التي تمنح للشاعر على سبيل المثال، فالإنسان منذ عهده الأول تعلم الحيلة ليعتاش وينتفع بها وصنع أشياء بسيطة ثم أخذ يتفنن فيها حتى يزيد استثماره، وهذا ما نراه في كثير من المعابد المصرية التي صنعها حرفيون باعوا الجمال والفن إلى الآخر، فالإنسان منذ الأزل تعلم أن يكسب من كل ما يجلب مكسباً بما فيها الثقافة. وهناك نماذج على هذا في العصر العباسي، وحتى في أوروبا نجد أن شكسبير مثلاً كان يكتب مسرحياته ليسدد ديونه ويعيش، وفي هوليوود استخدمت الصناعة واستثمرت الملاحم القديمة في العالم كله وجعلتها بضاعة وقيمة اقتصادية ضخمة.

وأشار الغذامي إلى أننا اليوم نشهد استراتيجيات تحقق مردوداً قوياً، كجائزة البوكر، وهذا نوع من الاقتصاد الثقافي. 

وأكد أن وجود الدول كشريك استراتيجي مع المؤسسة الفكرية التي كانت مبعثرة ساعدها، لتصبح جزءاً من اقتصاديات الثقافة. 

رؤية 2030 تتوجه إلى الشباب

وأشار الغذامي أن السعودية مع رؤية 2030 تتجه للشباب لتسلك طريقها للمقدمة، بصنع محفزات غير تقليدية لتشجيع الصناعات الإبداعية. فالمؤسسات الثقافية يمكن أن تتيح الفرصة للمبدع عبر التنافسية والتحفيز بعيداً عن الثقافة الموجهة، وأكد على  ضرورة أن تتيح وزارات الثقافة الفرص وتشكل محفزاً للمبدع، وتفتح أمامه آفاق تحقيق صناعة ثقافية وطنية.

حقل جديد

وأشار د. محمود الضبع إلى أن مفهوم الصناعات الثقافية لم يصل بعد للمتلقي العربي باعتباره حقلاً جديداً وإن كان موجوداً في مراحل ما قبل ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، وأن هناك شروطاً أربعة لإدراج الحرفة أو الممارسة الشعبية ضمن الصناعات الثقافية وهي: أن تكون لها خصوصية ثقافية (وأن تكون هناك أسبقية للتسجيل في اليونيسكو)، وأن تكون بمثابة رمزية ثقافية، وأن تكون قابلة لإعادة الإنتاج في المفهوم المعاصر بمفهوم صناعة المحتوى (أن ينتج بشكل مكتوب ومصور ومرئي ومسموع..). وأشار الضبع إلى فن الخط العربي الذي يغزو أوروبا منذ القديم لكنه لم يسجل حتى الآن، وأن هناك حاجة إلى دعم الوعي العربي بأهمية الصناعات الثقافية، وفق رؤية ممتكاملة لتحقيقها. وأشار أن تسجيل العناصر التراثية في اليونيسكو مهم نتيجة للحروب المتلاحقة التي عاشتها الكثير من الأقطار.

الخط العربي

وتحدث بلال البدور عن اتفاقية حماية التراث اللامادي التي وقعت عليها الإمارات، وإشكالية رفض أمريكا لاتفاقية حماية التراث اللامادي، وأكد أن تسجيل هذا التراث في كل دولة، بمثالة حماية له، وبالنسبة للخط العربي فهو يمثل خطوة جيدة لتقديمها لليونيسكو، والإمارات لها حق السبق في هذا المجال.

بدوره ذكر علي عبيد الهاملي إلى أن الصناعة الثقافية تحتاج إلى وضعها في إطار مؤسسي، وأن الإمارات في زمن الجائحة هي أول من تنبهت لدعم مبدعيها، لأن كثيراً من المبدعين تأثروا بتلك الجائحة وبادرت الوزارة بتخصيص صندوق دعم لهم.

وأثنى عبيد الهاملي على دور السعودية في إدراج ملف الخط العربي في اليونيسكو لأن هناك محاولات عديدة لتغيير مسمى الخط العربي إلى الخط الإسلامي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"