الرحلات البرية الخريفية.. عودة إلى الطبيعة

إعداد: هشام مدخنة

شهدت الرحلات البرية بلا شك انتعاشاً خلال أزمة «كوفيد- 19»، وفي هذه الأوقات من السنة في بعض نقاط الجذب العالمية، تعتبر هذه الرحلات الطريقة المثالية لاستكشاف الريف الذي يتلون عادة بمشاهد الخريف الفاتنة التي تحبس الأنفاس.

فبعد أن قيدت إجراءات السفر الوبائية العديد من المسافرين وأجبرتهم على البقاء في منازلهم، والبعض الآخر كان ببساطة قلقاً جداً لدرجة لا تسمح لهم بالعودة على متن الطائرة. لا يزال هناك الكثير من الفرص للمغامرة على الطرق البرية.

من الإجازات التي تستغرق أسبوعاً إلى الرحلات اليومية، توفر هذه المرونة في الرحلات البرية ذات المناظر الطبيعية أهم الأسباب لاختيارها وتفضيلها على الرحلات الجوية المتعثرة هذه الفترة.

طريق آيسفيلدز (كندا)

قد يستغرق الأمر أربع ساعات للسفر على طريق «آيسفيلدز» في كندا، والذي يمتد لمسافة 144 ميلاً بين متنزهات بانف ومتنزهات جاسبر الوطنية.

على الرغم من كونها أعلى نقطة في آيسفيلدز، فإن منصات المشاهدة «بو سميت» مناسبة جداً للأطفال ويمكن الوصول إليها لمعظم الناس.

يُعتبر المنحدر الثلجي «الباكي» أحد المعالم البارزة الأخرى في جزء من هذا الطريق، حيث إن ذوبان الجليد يشبه الدموع التي تنساب على الوجه الصخري لجبل سيروس.

الساحل الشمالي (اسكتلندا)

يغطي هذا المسار أكثر من خمسمئة ميل من مرتفعات شمال اسكتلندا ويعتبر أحد أكثر طرق الجولات الساحلية شهرة في العالم، على الرغم من إطلاقه رسمياً قبل خمس سنوات فقط. 

توجه إلى «جون أو جروتس»، وهي قرية صغيرة من ضمن كثير من النقاط الشمالية في البر الرئيسي للمملكة المتحدة، في أشهر الخريف أو الشتاء للحصول على أفضل فرصة لإلقاء نظرة على الشفق القطبي.

للرحلات النهارية، يضم الساحل الشمالي في اسكتلندا مجموعة متنوعة من المعالم التاريخية في الهواء الطلق، مثل الهياكل القديمة التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي، والمعروفة باسم «الكتيبات». بالنسبة لأولئك الذين فاتهم احتفالات عيد الهالوين المعتادة لهذا الموسم ويتوقون إلى بعض المغامرات، تحقق من أنقاض قلعة أردفيرك على شاطئ بحيرة لوش أسينت، أو قم بزيارة خليج ساندود الذي يتحدث عن أساطير حوريات البحر والبحارة الأشباح.

سواو السريع (تايوان)

يعد هذا الامتداد الذي يبلغ طوله 75 ميلاً على طول الطريق السريع في تايوان، أحد أكثر الطرق الخلابة في الجزيرة. ومع ذلك، فإن الطريق المتعرج على جانب الجرف هو أيضاً أحد أخطر الطرق في البلاد، ويشتهر بالانهيارات الصخرية.

خضع الطريق السريع مؤخراً لعملية تجديد، مع إضافة أقسام للسماح للسائقين بتجاوز بعض أجزائه الأكثر خطورة.

يبدأ الطريق السريع في سواو من مقاطعة ييلان، وهي بلدة تشتهر بمأكولاتها البحرية. وقبل الالتقاء بالطريق الرئيسي، يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة من منصة مراقبة نانفانجو. يعد وادي تاروكو جورج المهيب ذو الجدران الرخامية داخل أحد المتنزهات الوطنية التسع في تايوان، نقطة جذب كبيرة ويقع على مسافة داخلية من الطريق السريع.

بلو ريدج و نيو إنجلاند و ناتشيز تريس (الولايات المتحدة)

يغطي هذا الطريق المتعرج ما يقرب من 470 ميلاً تربط بين متنزه غريت سموكي ماونتينز الوطني في نورث كارولينا وحديقة شيناندواه الوطنية في فيرجينيا. أثناء القيادة، ستمر بأسوار مقسمة للسكك الحديدية ومزارع قديمة ومروج جبلية وإطلالات خلابة. توقف على طول الطريق عند العديد من مسارات المشي لمسافات طويلة، وقم بزيارة مزرعة محلية أو جولة في منزل تاريخي.

لن تكتمل قائمة وجهات السفر في الخريف بدون ذكر نيو إنجلاند. إنها جنة أرضية مع مناظرها الطبيعية السهلة للعين وغاباتها التي لا نهاية لها، وواحدة من أجمل وجهات السفر لرؤية ألون أوراق الأشجار المتغيرة. هناك أيضاً الكثير من الأشياء الأخرى التي يمكنك القيام بها بما في ذلك الرحلات والمشي على الطرق الجبلية وركوب الدراجات.

استناداً إلى طريق تاريخي للغابات يستخدمه الأمريكيون الأصليون، يمتد هذا الطريق على مسافة 444 ميلاً من ناشفيل في تينيسي عبر ألاباما، إلى ناتشيز، ميسيسيبي.

تنتشر الأشجار على طول الطريق، وتضفي على هذه الرحلة البرية بين الولايات ألقاً خاصاً بأوراقها الخريفية المتساقطة في هذه الأيام.

لكن أهم المواقع الجميلة تشمل شلالات فول هولو وشلالات جاكسون، وكلاهما في ولاية تينيسي.

للتوقف قصيراً على طول الطريق، جرب مسار «روك سبرنج» الطبيعي في ألاباما، 

قنوات أوتريخت (هولندا)

تزين ظلال من الأصفر والأحمر والبرتقالي قنوات أوتريخت القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر. ليست بطريق سريع هذه المرة، بل أرصفة وأقبية فريدة، بحيث يمكن للقوارب أن ترسو وتفرغ بضائعها مباشرة داخل الأقبية المجهزة بممرات للمشاة. تم تحويل أقبية رصيف الميناء إلى مقاهٍ ومطاعم ومتاجر. وتعتبر القوارب أفضل وسيلة للاستمتاع بهذه الأعجوبة الهولندية.

صوامع الفن (أستراليا)

لمحبي الفن الذين يبحثون عن رحلة برية غير تقليدية، لا تفوت متعة مشاهدة أكبر معرض خارجي في أستراليا في ولاية فيكتوريا.

تأسس مشروع «سيلو آرت تريل» في عام 2016، ويبدأ بالقرب من ملبورن ويتبع طريقاً طوله 124 ميلاً حيث تم استخدام صوامع الحبوب التي خرجت من الخدمة كجداريات ضخمة وشاهقة تضم لوحات على نطاق واسع لفنانين أستراليين.

تحكي الأعمال الفنية قصة البلدات المحيطة. والمزارعين المحليين ممن ينتمون إلى عائلات عاشت في المنطقة لأربعة أجيال.

يستغرق قطع المسار ما يزيد قليلاً على ساعتين، لذلك فهو مثالي للأشخاص الذين يبحثون عن شيء متميز على الطريق أو الذين لا يزالون يفضلون التمسك بالأنشطة الخارجية في هذه المرحلة من الوباء.