الضوء القاتل

01:33 صباحا
قراءة 3 دقائق
كتب: إيهاب عطا

«ضوء الغرفة يتسبب في مقتله».. هكذا صدرت عناوين صحف صبيحة أحد الأيام؛ لتكشف عن تفاصيل جريمة قتل بشعة؛ حيث طعن آسيوي زميله في الغرفة طعنة واحدة مملوءة بالغل والحقد تحت سيطرة المشروبات الكحولية على عقله، وبشاعة الجريمة لم تكن في أسلوبها بقدر ما كانت في السبب التي تمت من أجله، فكم كان هذا السبب تافهاً!، وهو أن يختلف القاتل والضحية على إضاءة ضوء الغرفة أو إطفائه.
افتعل المتهم الذي كان زائراً يبحث عن عمل في الدولة، ويبلغ من العمر 37 عاماً، مشاجرة بينه وبين زملائه في المسكن الذي كان يقيم فيه في منطقة جبل علي الصناعية الأولى، وكان الاختلاف على من يقوم بإطفاء ضوء الغرفة؛ بعد أن أضاءه المتهم بنفسه، ورفض إطفاءه.
- أطفئ الإضاءة من فضلك
بهذا الأسلوب المؤدب نادى المجني عليه زميله (المتهم)، لعله يستجيب ويلبي طلبه ورغبة باقي زملائه في الغرفة؛ حيث أنهم اعتادوا النوم مبكرين، والاستيقاظ مبكرين؛ للذهاب إلى أعمالهم الشاقة في مجال المقاولات والإنشاءات.
* فقط دقائق وسأطفئه أبحث عن علبة السجائر
كان هذا الرد الذي أشعل فتيل المشادة بين المتهم والموجودين في الغرفة.
- اشتر غيرها.. لماذا تقلقنا؛ بسبب سجائرك؟ عندنا شغل في الصباح أم لأنك لا تعمل فأنت لا تهتم لأمرنا؟!
* أنا حر أفعل ما أشاء.. أنا أدفع مقابل السكن وأفعل ما أشاء
- لا.. ليس من حقك.. نحن من يسكن هنا بشكل دائم أنت ما تزال تبحث عن عمل، ولا يحق لك أن تتحكم في الغرفة، ونحن أقدم منك في السكن.
استيقظ كل من في الغرفة وكان عددهم 5 إضافة إلى المتهم سادسهم، وتبادلوا المشادة الكلامية بينهم، فثار المتهم واتجه إلى المجني عليه مسدداً إليه طعنة نافذة بين الضلوع استقرت في القلب، وكل ذلك لأن المجني عليه كان أول من طلب من المتهم أن يطفئ الإضاءة، فأراد الانتقام منه لكونه سمح لباقي من في الغرفة بتوجيه اللوم له وتعنيفه.
أحالت نيابة دبي العامة الواقعة والمتهم «الزائر» إلى محكمة الجنايات التي نظرت القضية، ووجهت إلى المتهم تهمة القتل العمد، باستخدام سكين حاد بطعنة نافذة في الصدر، وأفاد أحد الشهود في مكان الواقعة أنه مسؤول عن تسكين الغرف في البناية التي وقعت فيها الجريمة، وسبق أن أخبر المتهم بأن يحضر إليه عندما تحدث أية مشكلة في غرفته؛ لكون المتهم يسكن في الغرفة لمدة ثلاثة أيام حتى يعثر على عمل، وهو كثير المشاكل مع زملائه في الغرفة، وفي يوم الواقعة حضر إلى الغرفة؛ حيث مسرح الجريمة بعدما سمع صوتاً مرتفعاً بين المقيمين في الغرفة وكان بينهم المتهم والمجني عليه، وعلم أن مشادة كلامية حدثت بينهم؛ بسبب دخول المتهم الغرفة في وقت متأخر من الليل، وهو تحت تأثير المشروبات الكحولية، وأضاء مصباح الغرفة، ما أزعج الباقين؛ لكونهم نائمين، ورفض المتهم إطفاء الضوء بنفسه، وطلب من المجني عليه أن يقوم هو ويطفئ الضوء، وعندها غضب المجني عليه وطلب منه مغادرة الغرفة كلياً لأنه ليس له الحق في أن يفعل ما يشاء، خاصة وأنه زائر وغير مقيم في الدولة، وبالفعل حزم المتهم أمتعته في كيسين من البلاستيك وكانت تحتوي على سكين مطبخ «أداة الجريمة»، وقبيل خروجه من الغرفة هدد الموجودين بها قائلاً إنه سينتقم منهم عند عودته مرة أخرى، وعندها عمد المجني عليه إلى المشاجرة مع المتهم شفوياً، أخرج المتهم السكين ووجهها مباشرة إلى صدر المجني عليه وطعنه طعنة نافذة اخترقت صدره وقلبه فأردته صريعاً في الحال.
أشار خبير في الطب الشرعي في شهادته خلال التحقيقات إلى أن الإصابة المباشرة التي أحدثها المتهم في صدر المجني عليه وقتلته، لم تكن لتحدث لولا أن المتهم قوي البنية فمع أنها طعنة واحدة فقط اخترقت الضلوع ونفذت إلى القلب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"