عادي

الإمارات تحتفل اليوم بذكرى يوم العلم

00:09 صباحا
قراءة 7 دقائق
رئيس الدولة

إعداد: إيمان عبدالله آل علي

العلم حكاية وطن، تروي قصص الآباء المؤسسين، وصمودهم للتغلب على التحديات، وعزيمتهم للنجاح، لتكون إمارات الأمل، التي حولت التحديات إلى فرص، وصنعت المستقبل، برؤيتها البعيدة، وابتكرت عنواناً جديداً للنجاح.

في يوم العلم، يحتفي شعب الإمارات به، وبذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، حفظه الله، وبكل فخر واعتزاز يرفع جميع المواطنين والمقيمين العلم فوق منازلهم، ليبقى شامخاً، ويتناولون قصص البطولة لأبناء الإمارات، مجسدين عشق الأرض والشعب والقيادة، ومتسلحين بالابتكار والطموح والإنجاز.

تحول هذا التاريخ الثالث من نوفمبر، إلى محطة تاريخية، لنسرد حكاية وطن، فكانت البداية الحقيقية في الثاني من ديسمبر عام 1971، تاريخ ميلاد دولة وشعب، لتتوالي النجاحات والإنجازات منذ ذلك اليوم، ونعيش كل يوم نجاحاً تلو نجاح، بفضل قيادة الإمارات التي طموحها لا سقف له، وشعب يسعى للرقم واحد في كافة المجالات.

حكاية العلم

حكاية وطن، تتجسد في العلم، تروي ماضياً عريقاً وجذوراً ضاربة في أعماق التاريخ، وتسرد قصص البطولة والشجاعة، وترجع قصة تصميم العلم كما يقول مصممه عبدالله محمد المعينة إلى المصادفة البحتة، وذلك عندما قرأ إعلاناً عن طرح مسابقة لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات، من قبل الديوان الأميري في أبوظبي، وذلك قبل نحو شهرين من إعلان اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تقدم للمسابقة نحو 1030 تصميماً تم اختيار 6 منها كترشيح أولي، ووقع الاختيار نهائياً على الشكل الحالي للعلم. واستلهم مصمم العلم ألوانه من الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر صفي الدين الحلي :

«بيضٌ صنائعنا، سودٌ وقائعنا...

خضرٌ مرابعنا، حمرٌ مواضينا»} الصنائع: السلوكيات التي تحمل في طياتها أعمال الخير بكافة أشكاله.

* الوقائع: المعارك والحروب.

* المرابع: المساحات الشاسعة من الأراضي.

* المواضي: السيوف المخضبة بدماء الأعداء بعد تحقيق هزيمتهم وتحقيق النصر عليهم..

وينقسم العلم إلى 4 أقسام مستطيلة الشكل:

القسم الأول: أحمر اللون، يبلغ طوله بعرض العلم ويقع في الناحية التي تجاور سارية وطول عرضه مساو لربع طول العلم.

الأقسام الثلاثة: تحتل مساحة أفقية متساوية ومتوازية من العلم وبألوان مختلفة هي: اللون الأخضر في الأعلى والأبيض في المنتصف والأسود في الأسفل.

يوم العلم وذكرى تولي القيادة

ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، مختلفا، يعبر عن قصة وطن، وتحتفي دولة الإمارات قيادة وشعباً، مواطنين ومقيمين برفع العلم، بشموخ وعز، ولقد تم اعتماد الاحتفال مناسبة وطنية سنوية اعتباراً من عام 2013. 

وتجسد هذه المناسبة مشاعر الوحدة والسلام بين أبناء الإمارات، وتعزز الشعور بالانتماء للوطن، وترسخ صورة الإمارات، إضافة إلى تقديم نموذج ساطع على مظاهر التلاحم بين أبناء الوطن.

ودعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة يوم العلم، المواطنين والمقيمين والمؤسسات والوزارات والدوائر إلى رفع العلم موحداً يوم 3 نوفمبر، الساعة 11 صباحاً.

وقال سموه في حسابه على «تويتر»: «الإخوة والأخوات.. تحتفل دولتنا بيوم العلم قريباً.. رمز سيادتنا ووحدتنا وانتمائنا الخالد لدولة الإمارات العربية المتحدة.. ندعو مواطنينا ومؤسساتنا ووزاراتنا لرفعه موحداً في 3 نوفمبر، الحادية عشرة صباحاً في وقت واحد، وبقلب نابض.. لنعبر عن توحد بيتنا ووحدة مصيرنا..».

سارية العلم

كانت البداية الحقيقية في الثاني من ديسمبر عام 1971، اليوم الذي تحول إلى محطة تاريخية تعدّ الأهم في مسيرة دولة الإمارات، تاريخ ميلاد دولة وشعب يسطر ملحمة إنسانية تبقى شاهدة على تاريخ أهم تجربة اتحادية حديثة، تلك ببساطة تلخص حكاية علم فوق السارية، وقصة وطن يعلو بين الأمم، كما يسمو العلم.

ففي أبوظبي، تعد سارية العلم في العاصمة أبوظبي من أهم المعالم السياحية والثقافية التي يقصدها الزوار والمقيمون، نظراً لخصائصها العمرانية والجمالية التي أكسبتها شهرة عالمية، وتعتبر الآن واحدة من أطول سبع سَوارٍ في العالم، ويبلغ طول السارية الواقعة مقابل كورنيش أبوظبي 123 متراً، إذ تقع عين القادم إلى العاصمة أبوظبي أولاً على العلم، الذي يبدو واضحاً للعيان من مسافات بعيدة. وللسارية والعلم المرفرف فوقها قصة تعود إلى عام 2007، حيث اختارت إمارة أبوظبي أن ترفع علم الدولة الذي يمثل رمزية وطنية وحدوية. وقد قام بحياكة العلم أكثر من 400 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة من طلبة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بإشراف نادي ضباط القوات المسلحة، واستمر العمل به أكثر من 50 يوماً، ويبلغ طول العلم 30 متراً، وبعرض 15 متراً.

وجسدت سارية علم الاتحاد في دبي قصة كفاح القيادات، إذ يرفرف علم الإمارات فوقها عالياً على ارتفاع 123 متراً، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مارس 2016، بإنشاء سارية كبيرة لعلم الدولة في شاطئ جميرا، بحيث تكون معلماً بارزاً وواضحاً للعيان.

وتحتوي السارية على قاعدة مستديرة ترتفع نحو 23 متراً، وصممت فوقها أمواج متلاطمة ترمز إلى العقبات التي كانت تعرقل قيام الاتحاد، الذي صورته في سبع لآلئ متناثرة تخرج من بين تلك الأمواج رمزاً للاتحاد، فيما زودت قمة السارية بإضاءة تحذيرية خاصة بالطائرات.

تشمل جزيرة العلم، في الشارقة، سارية علم بارتفاع 123 متراً، ليرفع عليها علم الدولة في أكبر سارية علم في الإمارة، وسابع أكبر سارية في العالم، وافتتحت جزيرة العلم، تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني ال 41 عام 2012، ويقع مشروع جزيرة العلم قبالة المباني الحكومية في إمارة الشارقة، وتم تصميم سارية العلم لتكون العلامة الأبرز وسط جزيرة العلم لتشكل نقطة جذب سياحية جديدة في الإمارة، ويضم المشروع مساحات خضراء للتنزه ومسرحاً مفتوحاً ومعرضاً فنياً. وفي عام 2017، حطّمت جزيرة العلم، إحدى أبرز الوجهات السياحية في الشارقة، رقماً قياسياً جديداً في موسوعة كتاب جينيس للأرقام القياسية، بعد رفعها لأكبر علم للدولة على سارية في العالم، وذلك خلال التظاهرة الوطنية التي نظمتها مواكبة لاحتفالات الدولة بيوم العلم، حيث بلغت مساحة العلم 35 متراً عرضاً، و 70 متراً طولاً.

واحتفت عجمان عام 2013 بتدشين «سارية العَلَم» في حديقة الغرفة بمنطقة الجرف في مدينة عجمان، على ارتفاع 120 متراً، ليرفرف العلم عالياً خفاقاً في سماء الإمارة، ورافق رفعَ العلم عرض عسكري شارك فيه أصدقاء الشرطة، وأوبريت غنائي بعنوان«دار الأمنيات»، فضلاً عن أناشيد وطنية ولوحة اليولة أداها الأطفال المشاركون، كما قدمت الفرقة العسكرية الموسيقية التابعة لشرطة عجمان عزفاً موسيقياً.

وفي احتفالات الدولة باليوم الوطني ال43، عام 2014، احتفلت الفجيرة بتدشين سارية العلم قرب مدينة محمد بن زايد في الفجيرة، التي يبلغ ارتفاعها، 120 متراً، فيما تبلغ أبعاد العَلم 30 متراً، وعرضه 15 متراً، وقطر دائرة العَلم 60 متراً.

وتزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني ال43 عام 2014، دشنت إمارة أم القيوين سارية العلم في حديقة الخور بأم القيوين على ارتفاع 120 متراً على أنغام فرقة موسيقى الشرطة العسكرية الاتحادية.

وتضمن برنامج تدشين سارية العلم مشاركة فعالة من طلبة مدارس تعليمية أم القيوين الذين أدوا قسم الولاء للدولة والقائد وقدموا بعض الفقرات العسكرية الوطنية التي نالت إعجاب الحضور.

وتزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني ال42 عام 2013، دشنت في رأس الخيمة سارية عَلَم بطول 120 متراً، على خور رأس الخيمة بكورنيش القواسم. ويبدو العلم واضحاً للعيان من مسافات بعيدة، لذا فإن هذا العلم المعلق على تلك السارية أضحى لوحة فنية ومعلماً بارزاً يؤكد ويعلن دائماً تماسك دولة الإمارات تحت كيان واحد موحد تماماً كما أراده الآباء المؤسسون، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

نرفعه عالياً ليبقى شامخاً

بصوت واحد يردد جميع أبناء شعب الإمارات في يوم العلم «نرفعه عالياً ليبقى شامخاً، في مشهد تتجسد فيه معاني الاعتزاز والفخر، حيث تزدان دولة الإمارات في هذه المناسبة، بألوان العلم الإماراتي، وترفرف في هذا اليوم الرايات فوق كل بيت إماراتي، كما تقام أنشطة وفعاليات احتفالية بالمناسبة، من طرف الدولة ممثلة بحكومتها وشعبها والمقيمين فيها، كما تقوم الدوائر والوزرات الاتحادية والمؤسسات المحلية والقطاع الخاص عبر مبانيها كافة برفع علم الدولة بشكل متزامن، كإشارة لتوحيد علم الإمارات عبر أراضيها ومبانيها كافة، وتبين مدى الحرص على بناء الدولة، والنهوض بها.

وبعد ذلك يقوم كافة أبناء الشعب الإماراتي والنساء برفع علم الدولة على مختلف المباني في كل إمارة، وذلك استعداداً للاحتفال بهذا اليوم، وتعبيراً عن مدى المحبة والولاء للقيادة الإماراتية.

قصة ملهمة

قصة عشق أرض وشعب وقيادة، قصة ملهمة من التحدي والشموخ والفخر والطموح، والابتكار والتطور والازدهار، قصة نهضة حضارة إنسانية، ففي الثاني من ديسمبر عام 1971 هو التاريخ الذي شهد رفع علم الدولة لأول مرة، وكان أول من رفعه القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،طيب الله ثراه، في «دار الاتحاد» في إمارة دبي، بمناسبة إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبحضور إخوانه المؤسسين رحمهم الله تعالى.

وبعد الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات، توجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (ولي العهد رئيس الوزراء آنذاك) إلى ساحة قصر المنهل العامر، وأمر برفع العلم الاتحادي على سارية القصر، ورفع اثنان من جنود الحرس الأميري العلم مع سموه، ورفع يده بالتحية لعلم الاتحاد الذي رفرف على البلاد لأول مرة، وكانت لحظة تاريخية في عمر الوطن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"