كرنفال الكتاب

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

عثمان حسن

بسعادة لا نظير لها، وإصرار فريد على احتضان الثقافة والإبداع، ها هي الشارقة، تجدد موعدها مع الفرح بين دفتي كتاب، وها هو العالم يقرأ من الشارقة، التي بعزم وإصرار فريد، تنتصر للثقافة والمثقف، وتنتصر للكاتب والمبدع، وتحتفي بالقارىء والناشر، على الرغم من الظروف القاهرة التي يمر بها العالم اليوم؛ من جرّاء جائحة كورونا.

ها هي الإمارة الباسمة ومن خلال «هيئة الشارقة للكتاب» تعقد دورتها الاستثنائية والتاريخية من المعرض، الذي هو  بحق كرنفال ثقافي كبير، حيث توقفت كافة المعارض والأنشطة الثقافية في العالم، واستعيض عنها باللقاءات الافتراضية.

هي دورة استثنائية، تنتصر للثقافة والمعرفة والكتاب. 

الشارقة، بهذا العرس الساحر والجميل، تزدهي بحلة جديدة ورصينة، بين طقس القراءة والإبداع، عامرة ببهجة الفكر، وأصالة التجربة، وعمق رصيدها في وجدان القارىء، تواصل مشروعها الثقافي من دون كلل أو ملل؛ ذلك أنها آمنت بالكتاب قيمة ومعنى، ورمزاً للنقاء الروحي والإنساني.

العنوان هو الكتاب، يزين الرفوف والأجنحة، الكتاب الذي استحقت الإمارة لقبه عاصمةً عالمية في 2019، فحازت مكانة متقدمة على خريطة العمل الثقافي والإبداعي عربياً وعالمياً، وحين يكون الكتاب أحد الركائز الأساسية في مشروع الشارقة الحضاري، فهي بهذا المعنى، تؤكد أنها حاضنة لصانع الكتاب وهو أولاً المؤلف، بوصفه مبدعاً يستحق مكانته اللائقة بين مثقفي ومنتجي الجمال في العالم، وثانياً، هي تفتح مجالات؛ لتبادل الحوار بين كافة صنّاع المعرفة من أدباء، وناشرين، وخبراء. 

هي الشارقة، وهي تضيء شعلة الكتاب، تفتح ذراعيها للعالم، وتشاركه شغف المعرفة، وتسهم في تعزيز دور ومكانة القراءة انحيازاً للإنسان، تلتقي مع ثقافات العالم، فتزيد من رصيد الكتاب كمنصة ثقافية ومثالية لمعرفة الآخر، انطلاقاً من رؤيتها الهادفة التي تنسجم مع رؤية الإمارات في الاحتفاء بالثقافة كأبجدية لا محيد عنها نحو مزيد من التحضر والرقي والتنوير.

ها هو معرض الشارقة للكتاب في انطلاقته الجديدة، يشرع مساحات ثرية من الكتب التي تعرضها دور نشر عربية وعالمية، في ألوان مختلفة من فنون الأدب والفكر، فيلبي طموح القارىء بطاقة متجددة من أشكال التعبير الإنساني، يخرج إلى النور فيخاطب وجدان الإنسان، ويجترح عبقرية خاصة به في التنظيم والإدارة، ويقترح مهاراته الخاصة المتنوعة في مخاطبة العالم.

نتأمل المعرض موسماً إبداعياً، يزدهي بألوان الثقافة وصورها ومجازاتها، نتأمله فكرة رصينة، ولقاء متجدداً ينتظره الجميع؛ ليصنع رسالة حب تتسامى، ترتفع بالفكر والأدب وخيالات الإبداع والإشراق والاكتشاف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر وصحفي أردني، عمل في الصحافة الأردنية / في القسم الثقافي بجريدة الدستور ، ويعمل اليوم محررا في جريدة الخليج الإماراتية / القسم الثقافي، صدرت له عدة كتب في الشعر بينها: "ظلال" ، وردة الهذيان / ، وكبرياء الصفة / ، كما صدر له كتاب في الإمارات بعنوان "محطات حوارية مع وجوه ثقافية إماراتية" .
له كتاب مترجم غير منشور/ قصائد عن الإنجليزية، نشرت بعض هذه القصائد في "ثقافة الدستور" وفي مواقع إلكترونية محكمة مثل موقع "جهة الشعر.
شارك في أماسي وملتقيات شعرية عربية كثيرة، وقد قدمت حول نتاجاته الأدبية الكثير من القراءات النقدية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين ، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"