عادي

تقديم مصفاة التكرير المستقبلية

20:46 مساء
قراءة 3 دقائق
آراء وتحليلات
آراء وتحليلات

جيم موشي *

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولاً اقتصادياً يتطلب زيادة في العمليات لتعزيز الإنتاجية عبر القطاعات الصناعية، حيث تركز الرؤى الحكومية الإقليمية الطموحة  بما في ذلك الرؤية السعودية 2030، ورؤية دولة الإمارات 2021، وخطة التنمية الوطنية الكويتية  كثيراً، على كفاءة وفاعلية العمليات التجارية التي تديرها الدولة لتحقيق أقصى عائد من الموارد الوطنية. ويعد الاتجاه العالمي الرائد في النظام البيئي للتكرير، هو التكامل الشامل للتطبيقات التي ستجعل العمليات التجارية أكثر ربحية، خاصة في سوق الطاقة العالمية سريعة التغير.

وتعد مصفاة التكرير المستقبلية من الحلول ذات الأكثر جاذبية اليوم؛ إذ تستند إلى فلسفة تعزز من تصاميم المصافي وتطور المنتج لدعم قدرته التنافسية المستدامة، وذلك من خلال خفض التكاليف الإنتاجية وكفاءة رأس المال والاستجابة التنظيمية، مما يضمن الربحية. كما يراعي تصميم مصفاة التكرير المستقبلية، المرونة، مما يمكّنها من التعامل مع التغيرات في ظروف السوق على المدى القصير، والتكيف مع التحول والتطورات طويلة المدى.

وتواجه مصافي التكرير اليوم، مجموعة من التحديات الجديدة، أكبرها الحاجة إلى الاستثمارات لإنتاج وقود احتراق أنظف، والتفاعل مع اضطرابات السوق، والتكيف مع الهضبة المتوقعة على نطاق واسع في الطلب على وقود النقل، حيث ستؤثر هذه التحديات على مزيج المنتجات واستراتيجيات الاستثمار للمصافي في المستقبل؛ إذ تضاف إلى ذلك، الحاجة إلى زيادة حجم التداول من التشغيل والتعامل مع بيئة ذات تعقيد متزايد يتراوح بين المواد الأولية والمنتجات.

وتمثل القواعد الأكثر صرامة الهادفة إلى القضاء على استخدام وقود السفن عالي الكبريت، تحدياً كبيراً، كما تبتعد العديد من الدول عن حرق زيت الوقود لتوليد الطاقة والتدفئة. وتسعى الحكومات الإقليمية في الشرق الأوسط بنشاط إلى هذه الأجندة، مع توقع أن يتجاوز الغاز الطبيعي النفط، ليصبح هو المسيطر، وهو ما يمثل حوالي 60% من الاستهلاك بحلول عام 2040 بحسب التقارير. ولهذا السبب، تعمل الأسواق التي ينمو فيها استهلاك الوقود المحلي، أيضاً، بمعدل صحي، حيث تتطلع المصافي إلى التنويع في البتروكيماويات ليكون معدل الطلب والربحية أعلى.

ويعد هذا الطلب القوي على البتروكيماويات بسبب العشرات من الدول مثل الصين والهند وإندونيسيا، حيث سيتخرج حوالي 3 مليارات شخص إلى الطبقة الوسطى بحلول عام 2050، وسيعمل هؤلاء المستهلكون على زيادة الطلب على مزيد من الألياف الاصطناعية والتعبئة والسيارات، وخيارات الطعام الجديدة والأدوية، فضلاً عن السلع الاستهلاكية الأخرى، والتي يعتبر الشرق الأوسط في وضع جيد لمواصلة تقديم الطعام والإمداد بها.

وبهدف تلبية هذا الطلب المتزايد، يجب أن تتمتع مصفاة التكرير المستقبلية بالقدرة على ترقية النفط الخام إلى وقود عالي الجودة، يحرق بنظافة، إضافة إلى البتروكيماويات عالية القيمة، كما تعتبر التقنيات التي تتيح إنتاج لوح الوقود النظيف (مسار فعال للوصول إلى «الخام إلى المواد الكيميائية») من المواد الأولية ذات التكلفة المنخفضة الضرورية لتحقيق ربحية المصافي.

وقد اعتبرت المصافي التي حولت ما بين 15 و25% من إنتاجها إلى البتروكيماويات، متكاملة للغاية. وبقدر أهمية أي عامل آخر، فإن مصفاة التكرير المستقبلية ستكون منشأة متصلة رقمياً، حيث توفر تقنيات إنترنت الأشياء الصناعية لشركات التكرير والبتروكيماويات، القدرة على الجمع بين إمكانات البرمجيات المتقدمة مع المنتجات المادية اللازمة لتوفير قيمة للعمليات الصناعية، وذلك ما يتيح إنشاء تكامل سلس لسلسلة القيمة بأكملها، بدءاً من المصنع إلى المستهلك النهائي. ويسمح هذا المستوى من التكامل للمصانع ذات الأنظمة المستندة إلى البرامج التي تنتج عمليات أكثر ذكاء، والقادرة على التشخيص والتعلم الذاتي، حيث نستطيع التنبؤ بالمشاكل قبل أيام وأسابيع وحتى أشهر من وقوعها.

وسيتم تجهيز مصفاة التكرير المستقبلية بخدمات المحطة المتصلة القائمة على السحابة التي تحلل بيانات أداء المصنع، مع نماذج تقدم توصيات لتعزيز العمليات والموثوقية التشغيلية، وتقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات

*المدير العام الإقليمي ل«هانيويل يو أو بي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"