نادي تراث الإمارات.. منصة الأصالة وإرث الأجداد

يُسهم في بناء الشخصية الوطنية المتوازنة
02:42 صباحا
قراءة 4 دقائق
العين: هديل عادل
يتميز نادي تراث الإمارات في أبوظبي، بدوره الفعّال مع المؤسسات الحكومية والخاصة في إحياء كل ما هو قديم ونادر ونقله للأجيال الجديدة، وما يزال يواصل عطاءه من خلال أنشطته الداخلية ومشاركاته الخارجية، ومرافقه الحيوية، وإصداراته ودوراته في مجال حفظ التراث.
وفي السطور التالية نسلّط الضوء على رؤية النادي والجهود التي يبذلها العاملون فيه، من أجل إحياء الموروث الشعبي الإماراتي.
ويرى سنان أحمد المهيري، المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات في النادي، أن التراث عنوان الأصالة ورمز الثقافة والهويّة الإماراتية، ويواصل قائلاً: «من هذا المنطلق فإننا نقوم بدورنا في المحافظة على إرث أجدادنا، وتعليمه للأجيال الجديدة، ونشر الوعي بأهمية الموروث الشعبي الوطني. وينظم النادي أنشطته بتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، وتنطلق غاياتنا من رؤيته في أن نعمل كمنظمة وطنية مجتمعية، تُساهم في بناء الشخصية المتوازنة المؤهلة للقيادة في المستقبل، وتتميّز أنشطتنا بتنوّعها من أجل جذب الجيل الحالي لمعرفة إرث آبائهم وأجدادهم، وتنمية الحسّ والشعور الوطني لديهم».
ويضيف المهيري: «رسالتنا هي نشر وترسيخ تراثنا الوطني وقيمنا الأصيلة، وتأهيل قطاع الشباب والناشئة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، بما يتوافق مع طبيعة العصر ومتطلّباته، حيث تركز أنشطتنا بالدرجة الأولى على توظيف طاقات الشباب، وتنمية مهاراتهم العقلية والجسدية، وتعزيز علاقتهم بتراثهم، عبر أنشطة موجّهة لكافة المستويات العمرية. وتشمل أنشطتنا عدة مجالات، منها دورات تدريبية وتعليمية في مختلف الرياضات والحِرف اليدوية التقليدية، وإقامة الملتقيات والمخيّمات الشبابية، وتنظيم السباقات الرياضية التراثية، التي تضم سباقات الهجن والخيول والقوارب، والزوارق بمختلف أنواعها، وإقامة معارض ومهرجانات بيئية وثقافية، وتنظيم مسابقات علمية وثقافية، وطرح أنشطة بيئية تتعلق بالواقع البيئي المحلي، إلى جانب الأنشطة التي تركّز على خدمة المجتمع، والتفاعل مع المناسبات المحلية الوطنية.
وتشمل أنشطة المركز أيضاً عقد مؤتمرات محلية ودولية، تتناول البحوث والدراسات المتعلقة بالتراث الإماراتي خاصة، والخليجي عامة، إضافة إلى إصدار الكتب التراثية المتنوّعة والدوريات المتخصصة، وتنظيم الندوات»·

توثيقٌ وأنشطة
وعن أهم إنجازات النادي يتحدث المهيري قائلاً: «نجح عبر مسيرته التي بدأت عام 1993 في تأسيس البنية التحتية اللازمة لاستنهاض التراث المادي والمعنوي والبيئي لدولة الإمارات، وفق استراتيجيات علمية مدروسة، والوصول ببرامجه وأنشطته المتنوعة إلى جميع الأفراد، بمختلف شرائحهم الاجتماعية، ووضع فئة الشباب والناشئة في مقدمة اهتماماته، من خلال تسخير أنشطته لبناء الشخصية الوطنية بطريقة علمية واعية، وتأصيل مفهوم التراث في نفوس الشباب، وتوسيع دائرة اهتماماتهم في مجال التوثيق والعناية بنشر التراث الإنساني.
ومن جانب آخر تميّزت أنشطة النادي بتنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة، التي تستقطب الباحثين والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، وإحياء الأمسيات الشعرية والمهرجانات التراثية المتخصصة، حتى أصبحت تصنّف كأفضل وجهة سياحية على خريطة أبوظبي الثقافية».
ويتابع: «كما حقق النادي تقدّماً كبيراً في مجال المطبوعات والإصدارات التراثية والتاريخية، عبر سنوات من العمل المنهجي المتخصص ضمن مركز زايد للدراسات والبحوث، الذي عمِل على تأهيل جيل من الباحثين المواطنين في مجالات التراث والتاريخ، وتشجيع البحوث العلمية والتاريخية ودراستها وتحقيقها وتوثيقها، وإيجاد مكتبة مجهّزة بأحدث المراجع والدوريات التراثية والتاريخية، والتخطيط لمشاريع بحثية مشتركة بين المؤسسات العلمية المهتمة بالتراث والتاريخ داخل الدولة وخارجها، وتنظيم برامج لتبادل الخبرات، وإقامة مؤتمرات ومنتديات فكرية دورية ومسابقات سنوية في مجال البحوث والدراسات ذات العلاقة، وإصدار مطبوعات تراثية وترجمتها إلى لغات مختلفة»·
تاريخ عريق
وعن دور مرافق النادي في تحقيق رؤيته، يشير المهيري إلى كونها تلعب بإمكاناتها المتطورة دوراً رئيسياً في دعم برامجه وأنشطته. ويقول: «مستمرون في تحديثها ضمن خطة الإدارة لمزيد من الغايات والأهداف. ومن أهم المرافق الرئيسية والحيوية، جزيرة السُمالية؛ المقر الرئيسي لمزاولة الأنشطة التراثية وتعليمها للشباب، تحت إشراف نخبة من المدرّبين المختصين، وتتخذ مباني الجزيرة الطابع القديم، وتضم بيوتاً شعبية وبيوت الأعرشة المصنوعة من سعف النخيل، والحدائق المزروعة بالنباتات المحلية، والحظائر والإسطبلات، والعديد من القاعات والمضامير والملاعب، المعدة لاستقبال أنشطة محددة، ومرافق أخرى تروي وقائع الحياة اليومية لأجدادنا بعبارات مستقاة من مفردات الماضي الأصيل».
ويواصل المهيري قائلاً: «وتعتبر القرية التراثية أيضاً من أهم مرافق النادي، حيث أصبحت مقصداً رئيسياً للزائرين والباحثين عن تاريخ الإمارة العريق، فهي تجمع بين دفّتيها تاريخاً وتراثاً في قالب معماري مزدان بالطين واللّبِن، يروي للأجيال والزائرين حكايات الأمس الجميل.
وتضم القرية نماذج بيئية تعكس طبيعة البيئة المحلية بخصوصيتها وتنوّعها، كنموذج البيئة الزراعية والبرية والبحرية، وتحتوي القرية على مرافق حيوية تصحب الزائر في رحلة إلى الماضي، منها السوق الشعبي، الذي به عدد من الدكاكين التي يختص كل واحد منها بواحدة من الصناعات الحرفية اليدوية والتقليدية التي احترفها الإماراتيون قديماً، والمتحف التراثي الذي صُمّم على شكل قلعة أثرية تضم عدداً من الأدوات والمستلزمات والمقتنيات التراثية التي ارتبطت بتفاصيل الحياة اليومية في الماضي، والمسجد التراثي الذي يجسّد لمسات الإبداع التي سادت الطراز المعماري القديم.
ويضم النادي كذلك مدرسة الإمارات للشراع التي تركز أنشطتها على سباقات القوارب الشراعية الحديثة، وعلى السباحة، وكذا لجنة البحوث البيئية التي أُسست بهدف المحافظة على الحياة الفطرية النباتية والحيوانية وتنميتها والاستفادة منها، ومعرض الشيخ زايد الذي يحتوي على العديد من مقتنيات الشيخ زايد رحمه الله، والمكتبة التي تضم إصدارات نادي تراث الإمارات».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"