عادي

العالم يشدد قيوده لكبح «كورونا» في انتظار اللقاحات

20:37 مساء
قراءة 4 دقائق
كورونا

(أ ف ب)

يواصل العالم اللجوء إلى الأساليب الفعالة الوحيدة في الوقت الراهن لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، وهي تقييد التفاعلات الاجتماعية، في الوقت الذي ينتظر فيه لقاحات محتملة بدأت تظهر نتائجها الإيجابية.
وأعلنت شركتا فايزر الأمريكية، وبايونتيك الألمانية، في بيان نُشر، الأربعاء، أن لقاحهما المشترك فعّال بنسبة 95 % للوقاية من كوفيد-19. ونسبة الفعالية هذه أفضل من تلك الواردة في النتائج الجزئية لهذه التجربة التي نشرت الأسبوع الماضي، وأظهرت فاعلية «تزيد على 90 %». وأكدت فايزر أنها ستطلب ترخيصاً لتسويق اللقاح «في غضون أيام قليلة» من الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير.


وصرّح رئيس مجلس إدارة فايزر، ألبرت بورلا، بأن «التجارب تمثل مرحلة مهمة في السعي التاريخي الذي دام ثمانية أشهر لتطوير لقاح قادر على القضاء على هذه الجائحة الكارثية». وطلبت الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى شراء ملايين الجرعات من لقاح فايزر. وتنوي المجموعة إنتاج 50 مليون جرعة هذه السنة، أي ما يكفي لتلقيح 25 مليون شخص، و1.3 مليار في 2021.

خارج عن السيطرة

وتخوض عدة مختبرات دولية المراحل النهائية من التجارب على لقاحاتها، ما يبعث أملاً ببدء حملات التلقيح في الأسابيع الأخيرة من عام 2020 في الولايات المتحدة، وبعدها مطلع عام 2021 في دول أخرى كثيرة، بموجب اتفاقات أُبرمت مع شركات الأدوية. في الأثناء، رحّبت منظمة الصحة العالمية بتراجع عدد الإصابات الجديدة بوباء كوفيد-19 الأسبوع الماضي، في أوروبا للمرة الأولى مُنذ ثلاثة أشهر، إلا أنها أعربت عن أسفها لاستمرار ارتفاع عدد الوفيات في المنطقة.
ولا يزال الضغط مرتفعاً في أوروبا حيث سُجّل 1.84 مليون إصابة جديدة الأسبوع الماضي، لكن منظمة الصحة تشير إلى أنه «سجل الأسبوع المنصرم في المنطقة تراجعاً بنسبة 10 % في الحالات الأسبوعية». لكن في الوقت نفسه، سجلت أكثر من 29 ألف حالة وفاة في القارة الأوروبية في الفترة نفسها، بارتفاع نسبته 18% مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.
وفي مواجهة وباء خارج عن السيطرة في عدد كبير من الدول، ويهدد مثلاً جنوب إيطاليا بإغراق الأنظمة الصحية، لا تزال قائمة القيود تطول. وفي هذا السياق، مدّدت المجر حالة الطوارئ إلى الثامن من فبراير/ شباط المقبل. وكان يُفترض أن تنتهي القيود في الأصل في 11 ديسمبر/ كانون الأول. وتشمل القيود حظر تجوّل بين الساعة الثامنة مساءً، والخامسة فجراً، ومنع التجمعات، وإعطاء الدروس عبر الإنترنت في الثانويات، والكليات.
وفي أستراليا، أعلنت ولاية جنوب أستراليا فرض عزل اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء، لمدة ستة أيام في عاصمتها أديلايد. وينبغي على المدارس والمطاعم والمصانع إغلاق أبوابها، وعلى المواطنين ملازمة منازلهم. وتُمنع إقامة الأعراس والجنازات، وأصبح وضع الكمامة في الأماكن العامة إلزامياً في هذه الولاية التي لم تسجّل عدد إصابات مرتفعاً منذ إبريل/ نيسان الماضي.
وقال رئيس وزراء هذه الولاية، ستيفن مارشل: «نضرب بقوة وفي وقت مبكر. الوقت يداهمنا، وعلينا التصرف بسرعة وبحزم. لا يمكننا الانتظار لرؤية إلى أي درجة سيتدهور الوضع». وفي أوسلو، أعلنت مؤسسة نوبل أن رئيس برنامج الأغذية العالمي الأممي، الحائز جائزة نوبل للسلام 2020، لن يتمكن من الحضور لتسلم جائزته في ديسمبر/ كانون الأول بسبب الوضع الصحي. وأوضح المنظمون أنه «نظراً إلى القيود الحالية في أوسلو، لن يكون ممكناً إقامة الحفل وأجزاء أخرى من البرنامج التقلدي للجائزة».
وقالت المؤسسة إنها تفكر في احتمال إقامة حفل افتراضي لتسليم جوائز نوبل في موعدها التقليدي في العاشر من أكتوبر/ كانون الأول، ثم تنظيم المراسم الاحتفالية المعتادة العام المقبل بحضور المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي.

خراطيم مياه

في بلجيكا، أعلنت السلطات الصحية أن تدابير العزل المفروضة مُنذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت تعطي ثمارها. وقال متحدث باسمها «للمرة الأولى مُنذ أسابيع، وحتى منذ أشهر، تذهب كل المؤشرات بالاتجاه الصحيح، هذا يعني أنها كلّها تسجّل تراجعاً: عدد الإصابات، وعدد الأشخاص في المستشفيات، وللمرة الأولى عدد الوفيات».
إلا أن القيود المفروضة على التنقلات والتجارة وقطاع المطاعم ليست مقبولة بسهولة في كل الدول.
 وفي برلين، استخدمت الشرطة الألمانية، الأربعاء، خراطيم المياه لتفريق آلاف الأشخاص كانوا يتظاهرون من دون وضع كمامات واقية احتجاجاً على التدابير المقيّدة. وقبيل ذلك أمرت الشرطة بفض التجمع الذي ضم خمسة إلى عشرة آلاف شخص قرب بوابة براندنبورج في وسط العاصمة بعدما طلبت منهم مرات عدة عبر مكبرات الصوت احترام التعليمات الصحية.
وفي روسيا، أعرب الرئيس فلاديمير بوتين، عن قلقه، الأربعاء، حيال ارتفاع عدد الوفيات جراء الوباء، من دون أن يأمر حتى الآن بتشديد القيود. وقال بوتين في اجتماع عبر الإنترنت مع الحكومة الروسية: «عدد الإصابات الجديدة يرتفع، وأكثر ما يثير القلق هو أن عدد الوفيات يرتفع أيضاً. وسجّلت روسيا، الأربعاء، عدد وفيات قياسياً جديداً مع 456 وفاة في 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 34387 وفاة من أصل 1.991.998 إصابة. لكن مراقبين يشككون في صحة هذه الحصيلة، إذ لا تحصي السلطات سوى الوفيات التي يعود سببها، بعد تشريح الجثة، إلى الفيروس بالدرجة الأولى.
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 1.339.130 شخصاً في العالم، مُنذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر/ كانون الأول، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس، الأربعاء. وأصيب أكثر من 55.614.470 شخصاً في العالم بالفيروس، تعافى منهم 35.645.800 على الأقل حتى اليوم.
والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً من حيث عدد الوفيات، والإصابات، مع تسجيلها 248.707 وفاة، من 11.360.125 إصابة، حسب تعداد جامعة جونز هوبكنز.
وبعد الولايات المتحدة، أكثر الدول تضرراً من الوباء هي البرازيل، حيث سجلت 166.699 وفاة ثم الهند مع 130.993 وفاة والمكسيك مع 99026 وفاة والمملكة المتحدة مع 52745 وفاة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"