الأطباء في دائرة العدوى

مخاطر الإصابة لا حصر لها
07:46 صباحا
قراءة 11 دقيقة
تحقيق: محمد ياسين
يتعرض الأطباء والعاملون في مجالات الرعاية الصحية أثناء ممارستهم أعمالهم، داخل المستشفيات والمراكز الصحية أو خارجها، إلى العديد من المخاطر التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالأمراض أو الوفاة، فتسمع عن قصص لا نهاية لها حدثت وتحدث، ومؤخراً، دفع طبيبان أمريكيان حياتهما ضمن 134 آخرين من العاملين في قطاع الصحة من أطباء وممرضات، ثمناً لإنقاذ الآخرين من فيروس إيبولا الذي فتك بأبناء القارة السمراء، وما زال يهدد بانتشار خطير في العالم، وقبله أمراض لا يعرف من أين جاءت، تظهر لتحصد أرواح الكثير من البشر في شتى بقاع الأرض، فتصيب وتقتل حتى من يحاول مساعدة هؤلاء البشر من أطباء وفرق طبية .
فما سبل وإجراءات وقاية الأطباء من المخاطر المحدقة بهم؟
وما اشتراطات السلامة التي تجعلهم في مأمن من فيروسات تظهر لتقتل حتى من حاول المساعدة للقضاء عليها؟

معرفة طبيعة العدوى

يوضح الدكتور يشار علي المدير الطبي للمستشفى الكندي، أن المخاطر كثيرة، وهي جزء لا يتجزأ من طبيعة عمل الأطباء والعاملين في مجالات الطب المختلفة، ومن أبرز هذه المخاطر انتقال العدوى من المريض إلى الطبيب المعالج نتيجة تعامل الطبيب المباشر مع المريض بحكم طبيعة عمله . وهناك العديد من الإجراءات الوقائية التي لا بد للطبيب القيام بها لدرء أو تخفيف احتمالات العدوى ومنها:
أولاً: الحصول على التدريب المتخصص بكيفية انتقال العدوى ووسائل الحد من انتشارها والوقاية منها .
ثانياً: حصول الطبيب والطاقم الطبي على التطعيمات اللازمة من بعض الأمراض المعدية .
ضرورة التقيد والالتزام باستخدام القفازات والأقنعة الطبية وغسل وتعقيم الأيدي بمواد معقمة قبل وبعد أي ملامسة لجسم المريض أو لأي من السوائل والإفرازات مثل الدم واللعاب وغير ذلك .
ويؤكد الدكتور يشار ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية الأخرى ومنها استخدام مواد ووسائل التعقيم لكافة الأدوات والتجهيزات والملابس والأرضيات، واستخدام الأدوات الطبية ذات الاستخدام لمرة واحدة ومن ثم التخلص منها بأسلوب علمي للحيلولة دون لمسها من قبل أي شخص آخر .
ويشير الدكتور يشار إلى ضرورة معرفة طبيعة المرض وطرق انتقاله، فلكل مرض معد خصوصياته، وتتفاوت وسائل الوقاية حسب طبيعة كل وباء وكيفية انتقاله وشدة العدوى، ويقول إن هناك أنواعاً من الأمراض تنتقل عن طريق التنفس وأخرى عن طريق اللمس، وهكذا أما في حالة الأمراض السارية الخطرة فلا بد من اتخاذ إجراءات متشددة جداً مثل عزل المريض في غرف خاصة، وإبعاده عن الاحتكاك بالأشخاص السليمين، واستخدام ملابس واقية خاصة .
ويعتبر الدكتور يشار أن الالتزام بالإجراءات الوقائية يقع على رأس اهتمامات أي مستشفى مؤهل وموثوق، وهناك بروتوكولات وإجراءات وسياسات خاصة وملزمة متبعة في كل مستشفى مؤهل ومعتمد، وكل خطوة تكون موثقة، ولا يسمح أبدا بالتساهل في أي جزئية مهما بدت صغيرة، وفي حالة وقوع أي حادث كإصابة أحد العاملين بجرح صغير مثلاً يجب الإبلاغ فوراً عن ذلك حيث تتخذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون انتقال أي عدوى إليه أو منه . وأوضح أن الالتزام بذلك يقع ضمن استراتيجية سلامة المرضى والعاملين التي تحتل جزءاً مهماً جداً من معايير اعتماد المستشفى من قبل الهيئات المحلية والدولية، لافتاً إلى أنه يوجد في كل مستشفى قسم خاص للاهتمام بالحد من العدوى يعمل على مدار الساعة وفي كل أجزاء المستشفى .
وعن وسائل مكافحة العدوى داخل المستشفيات يقول الدكتور يشار إن هناك العديد منها كأجهزة التعقيم للأدوات والمعدات وملابس العاملين والمرضى، وتوفر سوائل تعقيم الأدوات والأيدي في كل ركن في المستشفى لتكون في متناول جميع الطواقم الطبية والمرضى والزائرين، وتوفير منظومة خاصة للتخلص من الأدوات المستخدمة والمواد الأخرى، ومنها التدريب المستمر للكوادر الطبية على أساليب مكافحة العدوى، فكل من يعمل في المستشفى يخضع للتدريب على وسائل منع العدوى بدءاً من عمال النظافة وصولاً إلى الأطباء والإداريين، لسلامتهم وسلامة المرضى . أما الأطباء والطواقم الطبية فهم يخضعون لتدريب مكثف أكثر ويتخذون إجراءات أكثر دقة نظراً لاقترابهم واحتكاكهم بالمرضى وبمصادر العدوى، والالتزام بهذه الوسائل ليس رفاهية بل ضرورة من ضرورات المهنة وواجباتها .
وعن الإجراءات التي تتخذها المستشفيات في حالة حدوث عدوى أحد الأطباء أو الفريق المعاون له يقول الدكتور يشار إن هنالك سياسة مكتوبة في المستشفى وملزمة بضرورة إبلاغ الإدارة فوراً في حال حصول شبهة بالتعرض للعدوى، أو ظهور أية أعراض قد تشير إلى العدوى، حيث تتخذ تدابير طبية وإدارية عدة على رأسها عزل الشخص المشتبه بالإصابة، وخضوعه لعدد من الفحوص والتحاليل المخبرية، والتحقيق في كيفية انتقال العدوى إليه، ولا يعود لمزاولة عمله إلا بعد ثبوت خلوه من العدوى أو شفائه التام منها .

التطعيمات ضرورية للعمل

من جانبها تقول الدكتورة حنان الحمادي استشاري طب الأسرة، إن المخاطر التي يتعرض لها أعضاء الفريق الطبي أثناء أداء أعمالهم في المستشفيات والمراكز الطبية عديدة وأهمها الأمراض المعدية، والسوائل التي تخرج من الجسم، أو من التلامس مع الجلد . وذكرت من الأمراض المعدية الخطيرة الأخرى التهاب الكبد الوبائي بأنواعه "ب" و"ج" و"سي"، والدرن (السل) التي ينتقل عن الرذاذ التنفسي، إضافة إلى مخاطر انتقال العدوى عن طريق الإبر مثل الإيدز والكبد الوبائي، وهناك أيضاً مخاطر المواد الكيميائية التي نستخدمها في عملنا مثل الزئبق والفرملين .
وتشير الدكتورة حنان إلى دور الطبيب الذي يعد الخط الدفاعي الأول للتعامل مع المرضى، وفالت إنه لهذا السبب هناك إجراءات وقائية لتأمين الطبيب من العدوى تتمثل في التطعيمات الكاملة التي تحصنه من مخاطر العدوى، وعادة لا يلتحق الطبيب بالعمل قبل أن يحصل على جميع تلك التطعيمات كاملة، فهناك تطعيمات مثل تطعيم الكبد الوبائي والحصبة والجدري المائي وهي من أهم التطعيمات، فالعديد من الأمراض تنتقل عن طريق الجلد والتلامس أو الرذاذ .
وعن كيفية زيادة التوعية عند الطبيب تقول الدكتورة حنان إن هناك العديد من الدورات التدريبية المعتمدة للطبيب والفريق المعاون له وننبه في الأغلب إلى أهمية غسل اليدين وارتداء القفازات الواقية والكمامات .
وحول التدابير التي تستخدم في حالة تفشي بعض الأمراض المنتشرة مثل ايبولا وكورونا وأنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض التي تنتشر بسرعة تقول الدكتورة حنان إن هناك قسما لمكافحة الأوبئة في كل مستشفى، يقوم بتشكيل فريق مكافحة العدوى، ومتابعة التقارير الطبية، وطرق انتقال كل مرض، وهي من الأمور الضرورية . ولا ننسى دور الإعلام في التوعية المجتمعية بضرورة اتخاذ الحذر والتنبيه بأهم اللقاحات والأدوية، ولكن قد نجد مع كل تلك التدابير أن هناك بعض الإصابات أو حتى الوفيات بين الفرق العاملة من الأطباء من بعض الفيروسات الجديدة التي لم يكتمل البحث عنها وطرق انتقال ومصدر العدوى .
وعن الالتزام بإجراءات السلامة الوقائية في المستشفيات تشير إلى أن هناك مراقبة دورية من قسم مكافحة العدوى والقائمين عليه بمراجعة مستمرة لوسائل الالتزام بالأمان والمراقبة المتكررة للمتابعة والتفتيش على العاملين من قسم مراقبة العدوى وأقسام التقيم وتدريب الفرق الطبية باستمرار وهو قسم تشرف عليه هيئة الصحة التي تتابع وتراقب الأقسام المختلفة باستمرار .
وتوضح الدكتورة حنان أهمية دور المستشفيات بتدريب كوادرها بشكل مستمر والتزامهم بإجراءات السلامة وتطبيق عقوبات على المخالفين، ولكنها أشارت إلى أن بعض الحالات الطارئة قد يحدث فيها تجاوز بالخطأ، وعلى سبيل المثال في حالة الحوادث حيث تكون حاجة للإسراع بإسعاف المصاب .
وتؤكد الدكتورة حنان على ضرورة غسل اليدين لتجنب الكثير من المخاطر، مشيرة إلى وجود الكثير من أنواع البكتيريا والجراثيم والمخلفات الطبية في المستشفيات التي يجب الوقاية منها ومكافحتها وأهمها البكتيريا المقاومة للمضادات (MRSA) التي تنتشر بشكل كبير عند الذين يبالغون في استخدام المضادات الحيوية، ويتم التعقيم المستمر للقضاء على هذه البكتيريا وغيرها من الفيروسات المنتشرة في المستشفيات .
وعن وسائل مكافحة العدوى داخل المستشفيات تقول إن أهمها هو عزل المريض بغرف العزل، وتعقيم المكان بوسائل التعقيم المتوفرة، واستخدام المطهرات، وتبدأ المكافحة بمعرفة نوع الفيروس لكي نستطيع القضاء عليه بوسائل انتقال العدوى .

طرق العدوى متعددة

من ناحيته يستعرض الدكتور أشرف محمود الحوفي رئيس مكتب مكافحة انتشار العدوى في مستشفى دبي المخاطر التي يتعرض لها أعضاء الفريق الطبي أثناء عملهم في المستشفيات، ويقول إن هناك العديد من المخاطر المهنية منها ما هو عضوي كالإصابات الجسدية أو التقاط العدوى، ومنها ما هو نفسي نتيجة الضغوط الشديدة والمستمرة الناتجة من التعامل مع الحالات الحرجة، وكذلك التعامل مع أهل المرضى الواقعين تحت ضغط شديد بسبب حالة ذويهم الحرجة .
ويرى الدكتور أشرف الحوفي أن التقاط العدوى يعد من أخطر ما يواجهه الأطباء وأعضاء الفريق الطبي داخل المستشفيات، مشيراً إلى أن الطبيب يعتبر من أهم الخطوط الدفاعية لمنع التقاط وانتشار الأمراض المعدية داخل المستشفى، ويعتمد ذلك على خبرته وقدرته على اكتشاف أعراض الأمراض المعدية مبكراً حتى يتمكن من اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة لعلاج المريض، ولمنع التقاط وانتشار العدوى بين المخالطين سواء من أهل المريض أو أعضاء الفريق الطبي المعاون .
ويعتبر الدكتور أشرف الحوفي أن علم وخبرة الطبيب المعالج ودرايته بطرق انتشار الأمراض المعدية هو حجر الزاوية في اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، فبعض الأمراض المعدية تنتقل عن طريق اللمس المباشر أو غير المباشر، ومنها ما ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي (من خلال الكحة والعطس)، ومنها ما ينتقل بالطريقتين معا، أو عن طريق الأجسام الحادة كالإبر المستعملة الملوثة بدم المريض، وعلى الطبيب المعالج اتخاذ كافة التدابير لمنع التقاط وانتشار العدوى بمجرد الشك في وجود المرض المعدي، ثم إرسال التحاليل اللازمة من أجل تأكيد أو نفى المرض المعدي، وعلى أساس ذلك يتم أما تثبيت واستمرار الإجراءات الوقائية أو رفعها .
ويشدد الدكتور أشرف الحوفي على ضرورة عزل المريض المصاب بمرض معد في غرفة منفصلة للحد من احتمال انتشار المرض، مشيراً إلى أن العزل لا يغني في الوقت نفسه عن اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الوقائية لمنع التقاط وانتشار الأمراض المعدية .
ويؤكد الدكتور أشرف ضرورة غسل اليدين وتطهيرهما بصورة مستمرة ومتكررة قبل وبعد لمس المريض أو الأشياء المحيطة به، معتبراً أن ذلك من الأمور الضرورية لمنع التقاط وانتشار العدوى خاصة بالنسبة للأمراض التي تنتقل عن طريق اللمس المباشر أو غير المباشر .
وقال إن ارتداء القفازات الطبية، والزي المناسب (الجاون)، وغطاء العين من الإجراءات الوقائية الهامة لمنع التقاط وانتشار بعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم أو رذاذ أو الافرازات الجسدية، ونبه إلى أن ارتداء القفازات الطبية لا يغني عن غسل اليدين وتطهيرهما بشكل مستمر ومتكرر .
وحول انتقال العدوى عن طريق الجهاز التنفسي قال إن ارتداء الكمام المناسب يعد من أهم الإجراءات الوقائية لمنع التقاط وانتشار مثل هذه الأمراض، وإن عدم التهاون بأي شكل في اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع انتشار العدوى في حالة تفشي بعض الأمراض يعد أيضاً من الأمور الأساسية، ويكون التعامل بصورة صارمة مع نظافة المنشأة الصحية أثناء وجود المريض وبعد خروجه من المستشفى حتى يتم التأكد من عدم ترك أية آثار تؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية بين المرضى الآخرين وأعضاء الفريق الطبي أيضاً .
ويؤكد الدكتور أشرف أن الالتزام المطلق بتعاليم منع انتشار العدوى هو الطريق الوحيد لمنع التقاط وانتشار الأمراض المعدية، وإذا تم التهاون في تطبيق تلك الإجراءات فان العواقب قد تكون وخيمة، لان انتشار الأمراض المعدية في المجتمع أو داخل المستشفيات يؤدي دون شك إلى عواقب خطيرة، حيث يتم باستمرار مراقبة أداء الفريق الطبي، ووضع السياسات، والوقوف على مدى الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية في جميع الأوقات وليس فقط حال وجود اشتباه لحالات معدية .
وقال إنه تم تكوين وتدريب شبكة كاملة ومتكاملة من الممارسين المساعدين في منع التقاط وانتشار العدوى داخل مستشفى دبي، ويقوم أفراد تلك الشبكة بعملية التثقيف والتعليم لجميع العاملين داخل المستشفى وأيضاً المرافقين والزوار بصورة مستمرة، كما يقومون بمراقبة أداء الفريق الطبي والتأكد من الالتزام التام بقواعد وإجراءات منع التقاط وانتشار العدوى ومراقبة عملية غسل وتطهير اليدين التي تعد أهم السبل على الإطلاق لمنع انتشار العدوى داخل المنشآت الصحية .
ويقول الدكتور أشرف إن هناك العديد المحاضرات التثقيفية التي تجرى لأفراد الطاقم الطبي بصورة منتظمة للتأكد من وصول كافة المعلومات المتعلقة بالأمراض المعدية وكيفية الوقاية منها، والإجراءات التي تتخذها اللجنة المسؤولة عن السلامة داخل المستشفى في حالة ظهور أي تهديد من الأمراض المعدية سواء كان على الساحة المحلية أو الدولية، فتقوم اللجنة بإعداد اللوحات والوسائل التعليمية المناسبة والتي تقوم بتذكير أفراد الطاقم الطبي بضرورة الالتزام بقواعد وإجراءات منع التقاط وانتشار العدوى، ومنها أيضاً وسائل توضيحية وتثقيفية للمرافقين والزائرين والمراجعين لأقسام الطوارئ والعيادات لتوعيتهم بكيفية التعامل مع الأمراض المعدية، وكيفية التصرف إذا كان المراجع نفسه يعاني أحد الأعراض . ويؤكد الدكتور أشرف الحوفي أهمية دور إدارة المستشفى في تقديم كافة أنواع الدعم للجنة ومكتب مكافحة انتشار العدوى، مشيراً إلى أن ذلك ينعكس بصورة ايجابية على قدرة اللجنة على تطبيق واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع انتشار العدوى وحماية الكادر الطبي من مخاطر انتشار المرض، ويقوم مستشفى دبي بتوفير الأمصال اللازمة لحماية أفراد الطاقم الطبي من مخاطر الأمراض المعدية التي يتوفر لها تطعيمات .

قوانين وتدابير وقائية

وعن المخاطر نفسها يقول الدكتور أنيل غروفر اختصاصي الطب الباطني، إن جميع العاملين في الرعاية الصحية معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعدية، ولكن في دولة الإمارات تطبق العديد من البروتوكولات والسياسات التي وضعت من أجل مكافحة العدوى وحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية ومن هذه التدابير إجراء فحوص طبية لجميع العاملين الجدد تثبت خلوهم من الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد "ب"، وإعطاؤهم اللقاحات اللازمة عند الحاجة، وإجراء فحوص سريعة لالتهاب الكبد الوبائي "ب" و"سي"، ونقص المناعة المكتسبة بعد تعرض أي من العاملين في الرعاية الصحية لوخزة إبرة أو أداة حادة .
ويرى الدكتور أنيل غروفر أن تقديم محاضرات دورية حول مكافحة العدوى وطرق الوقاية منها بكافة السبل المتاحة من شأنه أن يزيد من التوعية بمخاطر الأمراض المعدية داخل المستشفى، ويشدد على تفادي التعرض لوخزات الإبر المستعملة والأدوات الحادة، والقيام بنشر وتوزيع المنشورات والكتيبات والرسائل الإلكترونية التي تتحدث عن سبل مكافحة العدوى ونشرها على جميع الإدارات، ويؤكد أن على إدارة المستشفى أن تقوم بتوفير ومتابعة إجراءات السلامة بشكل دوري ومستمر، وتوفر معدات الوقاية الشخصية، وأن تحرص على المراجعة المستمرة للمخزون من القفازات والأقنعة والنظارات الواقية وغيرها من وسائل مكافحة انتشار الأمراض . وفي حالة تفشي بعض الأمراض يقول الدكتور أنيل غروفر إن على إدارة المستشفى القيام بعدة مهام منها الاحتياطات الأساسية التي تشمل نظافة الأيدي وارتداء معدات الوقاية الشخصية وتنظيف البيئة المحيطة، وتدريب العاملين على مواجهة مثل هذه الظروف، ويعد التزام الجميع التزاما تاماً بهذه الإجراءات لأنهم يدركون مدى خطورة التقصير وماذا سيترتب عليهم وعلى مجتمعهم من مخاطر لأن العدوى ستنتشر بشكل كبير وسيصعب السيطرة عليها .

البكتيريا المقاومة للمضادات (MASA) ومخاطرها

يؤكد الدكتور ماجد شراب اختصاصي طب الأسرة المدير الطبي لمركز التداوي الطبي ضرورة غسل اليدين للوقاية من الأمراض المعدية كإجراء أولي للوقاية من الكثير من الجراثيم والبكتيريا الضارة، ويقول إن معظم الأمراض تنتقل عن طريق اليدين، ويتعرض الأطباء للكثير من المخاطر المهنية التي تشكل خطراً على حياتهم أثناء أداء أعمالهم في المستشفيات والمراكز الصحية، حيث إن هناك قواعد وقوانين حاكمة لإجراءات السلامة والأمان داخل المستشفيات والمراكز الصحية للتعامل مع المرضى، منها استخدام المعقمات والكمامات وعزل المريض واستخدام الملابس الواقية في بعض حالات انتشار الأوبئة شديدة الخطورة .
ويكثر في المستشفيات نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وهي البكتيريا العنقودية الذهبية، وهي نوع من البكتيريا ايجابية الغرام عادة ما تعيش على جلد الإنسان وفي جوف الأنف، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة أنواع جديدة من هذه البكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية وأهمها المقاومة للميثسيلن (MRSA) وأكثر المصابين عرضة للبكتيريا هم المرضى المصابون بأمراض ضعف المناعة ومرضى السكر وكبار السن .
وعن الحد من الإصابة بهذا النوع من البكتيريا يقول الدكتور ماجد شراب إن تجنب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية قد يقي من الإصابة بها ويوقف تطورها، موضحاً أن كثرة استخدام المضادات الحيوية وتناولها من قبل الأطباء بانصراف شديد يجعلهم عرضة للإصابة بهذا النوع من البكتيريا، ويجعلها تجدد نفسها وتكون أكثر مقاومة ما يترتب عليه عدم فاعلية المضادات والعلاجات المختلفة في مقاومتها .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"