خلفان الرومي والتكريم

04:41 صباحا
قراءة 5 دقائق

هو من أبناء الدولة، ومن رجال الإمارات البارزين، وعندما يتم تكريمه في دبي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإن دلّ هذا على شيء فإنما يدّل على أن خلفان محمد الرومي خدم الإعلام على مستوى الدولة بكل إخلاص، وأدى دوره الوطني بكل أمانة، فأحبه البعيد قبل القريب .

نعم . . يكرمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، بصفته رئيس مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، وبمناسبة عودته سالماً من رحلة علاج في الخارج، فالحمد لله على أن تكلل العلاج بالنجاح .

خلفان الرومي كرّمته دبي، أو كرّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، لكن الأجمل والأعظم أن الذي حضر وشرّف هذا التكريم هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بنفسه .

وسوف يثمن التاريخ هذا التشريف وثناء سموه على خلفان الرومي قائلاً: شهادتي بهذا الرجل مجروحة، لأنني أعرفه وعرفته من قرب منذ قيام دولتنا العزيزة، وقال إنه من المؤسسين والخريجين الأوائل الذين خدموا وطنهم بإخلاص .

أقول، وإنني في الواقع بعد هذا القول الموجز الصادر عن رجل الإيجاز والإعجاز والإنجاز، لا يصح لي أن أقول شيئاً، لأنه كما قيل: قطعت جهيزة قول كل خطيب، أو لأنني أكون كناقل تمر إلى هجر، أو كمن يتيمّم عند وجود الماء، أو كمن يجتهد بعد وجود النص .

لكن دعوني أشكر الله تعالى على أن منّ على أبي فيصل بالصحة والعافية، والصحة كما نعلم تاج على رؤوس الأصحاء، لا يعرف قدرها إلا المرضى، وكم قد تحمل الأخ العزيز خلفان الرومي الغربة طويلاً في سبيل الشفاء من المرض، فكان له ذلك بفضل الله وتوفيقه .

نعم . . والمرض والمال والعيال، كل من هذه الثلاثة يكون نعمة تارة ونقمة تارة، لكن يراها المؤمن نعمة دائماً، لذلك فإن الله تعالى يبتلي عبده به فيعطيه، ويبتليه تارة أخرى فيسلبه منه، وربما يبتليه فيعطيه ثم يسلبه منه ثم يعيده إليه مرة أخرى في الوقت نفسه، كما فعل مع الأخ الكبير أبي فيصل .

- فالحمد لله على ما أعطى، والشكر لله على ما سلب، والمؤمن عندما يفقد ماله أو عياله أو صحته ويصبر على ذلك في الدنيا، خير له من أن يخرج إلى الآخرة وقد استنفد رصيده من نعم الدنيا حتى آخر قطرة، وهو يعلم أن ما يصيبه في الدنيا من المحن، يخفف عنه الحساب في الآخرة، ويرفع رصيده عند الله تعالى وما أحوجه، بل ما أحوجنا جميعاً إلى ذلك الرصيد في ذلك الموقف الذي لا ينفعنا رصيدنا الذي خلّفناه في الدنيا .

- نعم . . لقد كُرِّم خلفان الرومي، وأنا أشهد أنه يستحق التكريم من أعلى مستوى في الدولة، وأضع بين يدي القارئ أربع حقائق تشهد على تلك الأحقية:

1- أعرف خلفان الرومي من أيام وزارة التربية، حيث إنه كان مسؤولاً كبيراً في الوزارة، وأنا ذهبت إلى الوزارة أقدم أوراقي الخاصة بابتعاثي إلى القاهرة للدراسة، وكان ذلك في عام 1972 .

وأعرفه بعد أن صار وزيراً للصحة ثم وزيراً للإعلام، وترددت عليه كوزير كما ترددت على غيره من الوزراء، لكني لم أجد مثله ومثل الدكتور عبدالله عمران تريم، وطنياً يعمل بصمت، يقول قليلاً ويفعل كثيراً، ويملك استراتيجية واضحة ومستقرّة في العمل، إذا وعد كان عند كلمته، وإذا أحبك يوماً أحبك عن قناعة ودافع عن ذلك وقت اللزوم .

هذا الثبات وهذا الصدق وجدتهما في خلفان الرومي في أثناء عمله كمسؤول، وبعد أن تقاعد وأصبح يشار إليه كأحد الرموز الوطنية، وما يميّز الرومي عن غيره أكثر هو تواضعه وخلقه الطيب مع الكل، فأنا لم أسمع أحداً حتى الآن يقول إن خلفان الرومي جرحه بكلمة، أو نظر إليه في كبرياء يوماً ما .

2- ابتُلي خلفان الرومي أكثر من مرّة، فصبر على الابتلاء ولم يجزع، فجزاه الله تعالى خيراً على هذا الصبر، ومن ابتُلي في الدنيا فصبر، كان ذلك دليلاً على أن الله تعالى يحبه، ولا أدلّ على ذلك من أنه ألقى محبته في قلوب الناس .

3- أثنى عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومن أثنى عليه الشيخ محمد بن راشد، كان ذلك بمثابة من حصل على جائزة نوبل للسلام العالمي، لماذا؟ لأن سموه لا يثني على من لايستحق، ولا يُعجب إلا بمن أحرز الأوّل .

4- خلفان الرومي من رموز الاتحاد ومن الذين نالوا رضا زايد، فهو من أولئك المؤسسين الأوائل الذين أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى بعضهم أمثال: تريم عمران تريم، وأحمد خليفة السويدي اللذين وقفا مع الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، في ساعة العسرة، وما أدراك ما ساعة العسرة، إنها تلك الفترة الحرجة التي تقرر فيها أن (نكون أو لا نكون) .

نعم . . ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل بدر: وما أدراك من أهل بدر؟ لعل الله اطلع على قلوبهم فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .

وإنني أقول: وما أدراك من هم المؤسسون الأوائل للاتحاد، لعل الله تعالى اطلع على قلوبهم فقال لهم: ناموا في قبوركم مستريحين، فإنني سوف أغفر لكم بما قدمتم من عمل طيب في سبيل إرساء دعائم هذا الاتحاد الذي أصبح اليوم مضرب المثل في العالم، ويأكل من خيره القاصي والداني، بل أصبح المظلة الكبرى للأمن والأمان، والمستقر الأمثل لكل شعوب الدنيا من غير تفرقة بين لون ولون، ولا بين لغة ولغة .

وقد كفانا فخراً أن يأتي إلينا رجل الأعمال سويني فاركي ليعلن عن إطلاق جائزة فاركي جيمس لأفضل معلّم في العالم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي .

ثم يقول: تعلمنا من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن القائد الحقيقي هو بمقدار منفعته للإنسانية، وألهمني كثيراً اهتمام سموه بالعلم والتعليم محلياً أو عالمياً .

إذاً، مثل هذا الرجل الأجنبي عندما يحمل هذا الحب الكبير لدولة الإمارات ولدبي خاصة، يفهم منه أنه لو لم يكن معجباً بمؤسسي هذه الدولة التي يتمنى رجال المال والأعمال والعلم في العالم أن يكونوا من سكانها، لما جاء إليها ليعلن على أرضها عن جائزة قدرها مليون دولار .

وإذا كنا نقدر زايد وراشد، رحمهما الله، اللذين أسّسا صرح هذا الاتحاد العظيم، فإننا بدهياً نقدر دور كل من أسهم في إقامة هذا الصرح، ودور كل من بذل من جهده وفكره ووقته، في سبيل إسعاد البشرية على هذه الأرض .

وإن خلفان الرومي من أولئك الأفراد، فليمتعه الله تعالى بالصحة، وليدم الله مثل ذلك وأكثر من ذلك على صاحب السمو رئيس الدولة وصاحب السمو نائبه، وأصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود وشعب الإمارات، ألا وخير الناس من ينفع الناس والعاقبة للتقوى .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"