اليوم العالمي للغة العربية

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

اليوم العالمي للغة العربية الذي يُحتفل به في 18 ديسمبر كل عام، مناسبة عظيمة يجب أن يتم التعامل معها بكل حرص ومحبة وتفانٍ، فهي ليست مجرد مناسبة للتباهي أو التقدير فقط؛ بل لاستحضار الهمم من أجل جعل لغة القرآن لغة متداولة على المستوى العالمي، وابتكار السبل العملية والعلمية والتكنولوجية من أجل ذلك. وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «الحفاظ على اللغة العربية بحاجة لمبادرات أكثر من محاضرات»، وجعل تلك المقولة فعلاً عملياً، حيث أطلق التطبيق الذكي (مدرسة) المشروع الذي يُنجز دروس تعليم لغة الضاد، وبعد عام واحد فقط على إطلاقه قدم 1000 فيديو لتعليم اللغة العربية في متناول 50 مليون طالب عربي، واشترك فيه 2.5 مليون قاموا بأكثر من 83 مليون زيارة للمنصة، تم خلالها أكثر من 27 مليون مشاهدة للفيديوهات المطروحة من خلال المنصة، وهذا هو الفعل الصحيح الذي يجب أن تتحلى به كافة الجهات في تعاملها مع اللغة العربية، وابتكار الأساليب الحديثة وتطويعها، من أجل خدمة لغتنا وانتشارها بشكل أوسع يعيد لها الحميمية مع الأجيال التي لا تتعلم إلا باللغة الإنجليزية.
ومن أجل ذلك ندعو المؤسسات المعنية، مثل دوائر التنمية الاقتصادية في مختلف الإمارات، ودوائر البلديات، وكافة الجهات المعنية، إلى تعزيز اللغة العربية في تعاملاتها، مما يدعم الفصحى ويسهم في توطين كثير من الوظائف وتعريبها، وندعوها أيضاً إلى عدم الموافقة على أية تسمية لأي شركة محلية غير عالمية، إلا إذا حملت اسماً عربياً، بما يتفق مع اهتمام وتوجهات الدولة في دعم اللغة العربية، وتأصيلها في تفاصيل الحياة اليومية، وما المشاريع التي أطلقتها الدولة مثل «تحدي القراءة»، و«مدرستي»، وغيرها من المشاريع، إلا دلالة واضحة على تقدير الدولة للغتها وهويتها وأصالتها.
اللغة العربية ليست مجرد لغة؛ بل هي هوية وذات، ويجب التعامل معها بكل حرص وحب، فالعالم يحترم من يحترم لغته، ونجد أغلبية دول العالم تحرص على تعليم أبنائها كل المعارف والعلوم بلغتها الأم، ولا أجد مبرراً لأي جهة كانت، أن تسمي مشاريعها أو مراكزها أو جهاتها بمسميات غير عربية، فتسميتها بمسميات عربية نابعة من عمق لغتنا وجزالتها وثرائها، ستدفع الجميع من كل الجنسيات إلى التعرف إلى معانيها والتلذذ بمفردات هذه اللغة العريقة؛ لغة القرآن.
إن احترامنا للغتنا هو جزء من احترامنا لديننا وهويتنا وانتمائنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"