هدوء وروعة الصحراء

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين

هدوء وروعة صحراء الإمارات..
بين كثبان الرمال الذهبية.. قصدت ملاذاً للهدوء..
أوقفت هدير محرك السيارة، ترجلت وتقدمت خطوات، ليلاقيني جمال فاق بسحره الوجود..
في الصحراء بحيرات امتدت على مرمى النظر..
امتزجت ألوانها، زرقاء في العمق وخضراء على الطرف الآخر..
لتضفي انعكاساً يشرح القلوب، ويصفي النفوس..
لفح وجهي هبوب بارد أنعش الروح، وأيقظ فيها ما كان يعيش في سبات..
هبوب لامس صفحة الماء، فأحدث حركة لطيفة، كأنها تهمس في أذني، فتطمئنني..
عانقت تلك البحيرات طيوراً قصدتها من البعيد، فاحتضنتها..
تصطف مجموعات طيور النحام وقد أصبح المكان ملاذاً آمناً لها..
يقف بساقيه النحيلتين وعنقه الشامخ الطويل ومنقاره المعقوف..
يفرد جناحيه فيتباهى بريشه الوردي الجميل، ويخبر الجميع بأنها مملكته..
انتشرت أشجار الغاف على امتدادها..
كل منها احتوت في أحضانها طيوراً مختلفة أنواعها، تباينت في أحجامها،
تشكلت ألوانها بين الأزرق والبني والأسود والأخضر والأصفر..
تنوع يضفي بهاءً للمكان، وطنين يعيد إلى الحياة مجراها..
فاستمعت إليها وهي تشدو ألحانها..
تغريد تمازج فيه الغناء، كأنها تخبرني عن روعة المكان، وروحه البهية..
هدوء وسكينة يلفّانه، وينشران عليه الأمان..
انضممت إلى الطبيعة، وأصبحت جزءاً من المشهد الرائع..
استنشقت رائحة الطبيعة، وامتزجت كل الأحاسيس وتآلفت فصرنا كلاًّ متكاملاً..
نبضات قلبي تناغمت على إيقاع الوجود..
فرحلت إلى البعيد وسموت بروحي إلى الأفق..
تركت كل ما يشغل بالي وتفكيري..
انتقلت من عالمي إلى آخر.. إحساس الطبيعة ورونق الصفاء،
استقرت نفسي الهائجة، وطبع فيّ هدوءاً وسكوناً،
دنت شمس ذلك اليوم من المغيب، فأرسلت سناها الأخير..
واصطبغت السماء بحمرة الغروب، لتنعكس تلك اللوحة على صفحة الماء الرقراق..
تجلت أمامي أسراب الطيور وهي مودّعة يومها، عائدة إلى أوكارها في رضا وطمأنينة..
فعدت أدراجي وأنا مفعمة بالحياة والإيجابية..
تخلصت من كل سلبية تعيق نفسي،
بل وأضاف لي المكان طاقة أخرى..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"