تحديات مستقبل العمل

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

في ظل مظاهر التغيير الضخمة التي طالت معظم جوانب حياتنا وكان لجائحة كوفيد 19 دور كبير في إحداثها، ظهرت تحديات متنوعة لم تمنع إيجاد فرص مثالية للتحول إلى أنظمة عمل أكثر ابتكاراً وإغناء لقطاعات العمل الاقتصادية بفضل النماذج الحديثة مثل «اقتصاد المنصات» الذي يسهم في التنسيق بين مهارات العاملين واحتياجات المستخدمين محققاً «التمكين» في تجارب الموظفين والمستهلكين على حدٍ سواء.
وفقاً لتقرير وظائف المستقبل الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي ستصل نسبة البطالة إلى ذروتها نهاية عام 2020 عند 12.6 % وذلك بسبب الاضطراب الناتج عن اعتماد أسواق العمل على التطور التكنولوجي والتشغيل الآلي في إدارة الكثير من العمليات، ما يقلل فرص التوظيف، خصوصاً بالتزامن مع تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل 85 مليون وظيفة على مستوى العالم بحلول 2025، ورغم ذلك فإن هناك جانباً إيجابياً يتمثل في توقع ظهور 97 مليون وظيفة جديدة في مجالات مثل اقتصاد الرعاية وإنشاء المحتوى والاقتصاد الأخضر.
أما بخصوص الاستثمار في ابتكار منصات داعمة للعاملين المستقلين فإن أنموذج «اقتصاد المنصات» يمثل أحد الحلول لتوفير فرص عمل أكثر مرونة داعمة لتطوير أسواق العمل وخفض نسبة البطالة أو الحفاظ على استقرارها، في حال تمكن القائمون عليها من إيجاد التوازن بين عناصر متعددة مثل الرفاهية الاجتماعية للعمال، جودة المنتجات، استخدام البيانات الضخمة والتكنولوجيا في الرقمنة، الابتكار وكفاءة التشغيل، هناك مئات النماذج لبعض المنصات الرقمية التي تقدم حلولاً متعددة الجوانب مثل تلك المنصة التي تقدم خدمات التدبير المنزلي باستخدام آليات لإتمام عملية توريد العمالة وتحسين مستوى الدقة والكفاءة، إضافة إلى عنصري الأمن والسلامة من خلال تطبيق التعرف إلى الوجوه عبر الهاتف الذكي، وهي نماذج لا يمكنها الاستغناء عن الدور البشري في إتمام الخدمات المقدمة التي تتطلب هذه الميزات الإنسانية مثل الإدارة، تقديم المشورة، اتخاذ القرار، الاستدلال، التواصل والتفاعل، وهي مجموعة المهارات التي يشير التقرير إلى ضرورتها واستمرارية الحاجة إليها.
تشير منصة حكومة «01» أول منصة إماراتية عربية للابتكار الحكومي، إلى ضرورة أن تنتبه المؤسسات المختلفة عند استشراف مستقبل العمل فيها إلى مجالات أساسية جديرة بالاهتمام مثل: الحماية المجتمعية للعمال، اكتساب المهارات وتطوير معارف الأفراد، أسواق العمل الشاملة والتحديات التي تستدعي التعامل معها بطريقة مبتكرة، ريادة الأعمال في عالم ينتج القيمة بشكل أسرع من توليده للفرص المستدامة، وأخيراً نماذج العمل الجديدة التي تستدعي وضع سياسات وقواعد تنظيمية مرنة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"