متى ومتى ومتى؟

03:54 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

كنت في جولة سياحية أخذتني إلى ربوع عدة دول أوروبية، لم أُسأَل عن جواز سفري أو ما يثبت شخصيتي إلا في جمارك أول دولة وصلتها. ثم كان التنقل بالبر سلساً سهلاً من دون أي حدود أو حواجز تدقق في ما يثبت الشخصية أو أختام على جوازات السفر، هذا ونحن هناك أجانب، ولسنا من مواطني الاتحاد الأوروبي الذي قام وتأسس بناء على اتفاقية ماستريخت سنة 1992 على الرغم من أن أفكار هذا الاتحاد كانت موجودة منذ خمسينات القرن الماضي.
هذه السهولة واليسر في التنقل دعتني إلى التساؤل حول مدى إمكانية تحقق مثل ذلك في التنقل بين الدول العربية أو تكوين اتحاد عربي آسيوي، وآخر إفريقي للتسهيل ابتداءً إن كان أمر الاتحاد العربي صعباً، وعلى أقل تقدير أن يبدأ تطبيق مثل ذلك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولمواطنيه كخطوة أولى، ثم لأفراد الدول الأخرى لمن يحصل منهم على تأشيرة دخول لأي دولة عضو في المجلس.
ما الذي ينقص دول مجلس التعاون لتحقيق أحلام مواطنيها، فقد كبرت الأحلام مع الوعود التي أطلقها المجلس انطلاقاً من اتفاقية التعاون الاقتصادي والعملة المشتركة والاتحاد الخليجي الذي أعلن عنه في سنة 2011.
مجلس التعاون لدول الخليج العربي تأسس في عام 1981 أي قبل الاتحاد الأوروبي ب 11 عاماً، لكن ما نراه يتحقق على أرض الواقع لمصلحة دول الاتحاد الأوروبي اقتصادياً وسياسياً وسياحياً يفوق بكثير ما نلمسه في مجلسنا الخليجي، حيث تبقى الأحلام أحلاماً تراوح بين الحبر الذي كتبت به والورق الذي يضمه أرشيف وخزائن المجلس، ثم يطويها النسيان.
اليورو العملة الأوروبية أضحت ثاني أقوى عملة عالمية منذ الإعلان عن استخدامها، وحلم العملة الخليجية ما زال طي أحلام تبقى أحلاماً تدغدغ أماني المواطن الخليجي، ولا ترقى لأن تصبح واقعاً نفرح به وبتحقيقه.
ما الذي ينقص مجلس التعاون لدول الخليج العربية لينتقل من القول إلى الفعل على صعيد ما يمس مواطنيه جميعهم، يحقق بعض ما نصبو إليه من توافق في الأحلام والرؤى، يمنحنا متسعاً من القرب، يمنح لهذا المجلس قيمة محسوسة بين أهله وناسه، يحقق التعاون الفعلي المنشود، متى سيأتي اليوم الذي نملك فيه عملة واحدة، وتنقلاً يسيراً بين دول مجلسنا من دون حتى بطاقة هوية؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"