عادي

فحص «كورونا» عن طريق اللّعاب مريح للأطفال وأكثر أماناً

00:38 صباحا
قراءة 9 دقائق
1

تحقيق: إيمان سرور

تعد طريقة فحص اللعاب للأطفال، بين 4 -12 عاماً في مدارس إمارة أبوظبي، للكشف عن فيروس «كورونا»، طريقة سهلة وغير مؤلمة وأكثر أماناً وراحة للأطفال وأسرهم، وطاقم التمريض، كما تعد طريقة حديثة معززة للطرق الأخرى المعتمدة في الكشف عن الفيروس، وبديلاً فاعلاً عن مسحة الأنف للأطفال والطلبة. 

الطريقة الحديثة التي دشنت في مدارس أبوظبي في ديسمبر الماضي، شملت أكثر من 2000 طالب وطالبة في 25 مدرسة حتى الآن، وسيستمر الفحص في هذه المرحلة وجمع العيّنات من الطلبة في المدارس الخاصة، ومدارس الشراكات التعليمية التي تحددها الجهات الصحية بحسب حاجات التقصي الوبائي.

يؤكد تربويون ومهتمون وأولياء أمور ل «الخليج»، أن طريقة فحص لعاب الأطفال للكشف عن «كورونا»، تأتي تخفيفاً وتسهيلاً عليهم عند إجراء الفحوص اللازمة للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم، حيث أثبتت التجربة أن جمع اللعاب أسهل وأكثر راحة لهم من مسحة الأنف، وقد لاقت ترحيباً كبيراً من الطلبة وأولياء الأمور، وكذلك الطواقم التدريسية التي ساهمت في الإشراف على الطلبة في وقت أخذ العينة.

يقول الدكتور عمر الحمادي، استشاري أمراض الباطنية في مستشفى الرحبة في أبوظبي «منذ بدء الجائحة، دخل العالم في سباق صعب لإيجاد أفضل الوسائل التي تمكنه من تشخيص «كوفيد 19» بدقة وفاعلية وسرعة عالية، فكان من أكثر الطرق موثوقيه هو أخذ عينة من منطقتي الأنف والبلعوم اللتين من المرجح أن يستقر الفيروس فيهما، ثم استخدام تقنية PCR المعروفة لتشخيص المرض، ومع مرور الوقت عكف كثير من العلماء على البحث عن بدائل أكثر سهولة ومرونة لجمع العينات، مع المحافظة على مستوى دقة عالٍ، يقل فيه معدل النتائج الخطأ قدر الإمكان».

ويضيف «في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أظهرت دراسة بحثية أُجريت على 476 طفلاً في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أن نسبة حساسية الفحص الجديد بلغت 87% ونوعية 98%، والقيم التنبئية الإيجابية 92% والسلبية 97%، ما يعني عملياً أنه يمكن استخدام اللعاب لتشخيص «كوفيد» بموثوقية عالية ومقبولة عند هذه الفئة العمرية، وتم كذلك تأكيد هذا الأمر في بحث قام به مركز أبوظبي للصحة العامة، بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة، ومختبر بيوجينكس، حيث جمع 447 عينة والتحقق من نتائج الجمع والفحص.

ويشير الحمادي، إلى أن دولة الإمارات كانت سباقة لتجربة واختبار فحوص اللعاب، حيث تم اعتمدت بنجاح التقنية الجديدة التي ستسهل فحص العينات عند الفئات التي يصعب معها جمع العينة، فاللعاب يسهل جمعه من عند الأطفال، لذلك اعتمد هذا الإجراء عند الفئات العمرية بين الأربع سنوات و12 سنة، بعد أخذ موافقة من أولياء الأمور، وقد رحب الكثير منهم بهذا الفحص الأكثر سهولة ومرونة، مشيراً إلى أن هذه الفحوص يمكن اعتبارها فحوصاً صديقة لأطفالنا.

 طريقة سهلة 

وعن الطريقة الجديدة يقول الدكتور عادل سجواني، طبيب متخصص بطب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع وعضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كوفيد 19»، إن فحص اللعاب طريقة سهلة تخفف آلام الأطفال وتبدد مخاوفهم من إجراء الفحص، مشيراً إلى أنها ستستمر إلى أن يتم تطعيم 60 إلى 70% من المجتمعات والحصول على المناعة المجتمعية ضد الفيروس. لافتاً إلى أن الطريقة الوحيدة للتخلص من الجائحة هي اللقاحات والتطعيم، والى حين تطعيم هذه النسبة من الناس لا بدّ أولاً من احتواء المرض عبر زيادة عدد الفحوص وتكثيفها دوهذه من الأمور المهمة. موضحاً بأنه منذ بداية الجائحة تطورت الفحوص بشكل كبير جداً، وما يزال الفحص عن طريق مسحة الأنف PCR ( فحص الحمض الجيني) هو الأكثر دقة، ولكنه يشكل عدم راحة خاصة للأطفال، كون وسائل أخذ العينة من الأنف تدخل إلى مكان عميق، وهذا أمر مزعج ومؤلم لهم.

ويضيف، أن دولة الإمارات تحرص على متابعة وتطبيق أحدث التطورات العلمية فيما يختص بفحوص «كوفيد19»، والاستجابة للجائحة، حرصاً منها على تقديم خدمات سهلة ومريحة وموثوق بها في الوقت نفسه، حيث كثفت الدراسات والبحوث، للحصول على ما هو جديد في عالم الطب، ومن هذه الأمور فحص اللعاب، الذي هو أيضاً يفحص عن طريق PCR او الحمض الجيني للفيروس، ومن ثم هو فحص دقيق، ولكن بدلاً من أن تؤخذ العينة من الانف وتكون مزعجة، تؤخذ من اللعاب. وكشفت الدراسات أن نسبة دقة هذه الطريقة بالنسبة للأطفال تحت 12 سنة عالية جداً، وقد تصل إلى 90% ولكن الدقة تقل مع الكبار، ومن ثم فحص اللعاب طريقة فعالة للأطفال وليس للبالغين.

 ميزات 

     ويوضح الدكتور سجواني، أن هناك عدداً من ميزات طريقة فحص اللعاب، منها أنها مريحة ولا تحتاج إلى تخزين للعينات في أماكن خاصة، ومواد حافظة ومن ثم تقلل من الضغط على الطاقم الطبي، والخسارة في الموارد الطبية بالنسبة للفحص، كما يعد فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل اللعابي فحصاً حديثاً ودقيقاً تظهر نتائجه بصورة سريعة تتراوح بين 6 و12 ساعة من وقت جمع العينة، وهذا وقت مناسب جداً، حيث يمكن أخذ مجموعة عينات معاً، والحصول على نتائج سريعة بفحص مريح يلائم هذه الفئة العمرية، ما يساعد المهتمين على تكثيف الفحوص الدورية للتقليل من انتشار الفيروس، ولسهولة تطبيق هذا الفحص يمكن تدريب الأفراد والطاقم التمريضي على استخدامه وإجرائه بشكل دوري، لمساعدة أفراد المجتمع على إجراء الفحوص اللازمة للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم. 

ويقول الدكتور سجواني، إنني أدعو أولياء الأمور إلى عدم الخوف من إرسال أبنائهم إلى المدارس، والعمل على بث الطمأنينة في نفوس أبنائهم الطلبة وتعزيز الثقة بقدراتهم التعليمية والإبداعية، حيث إن التعليم الهجين مهم جداً كونه يصقل مهارات الطفل، كما أن التعليم عن بعد جيد للطلبة ولكن الحضور في المدارس مهم أيضاً، ليس للتحصيل الدراسي فقط، بل لاكتساب وصقل المهارات أيضاً، وحرصاً على سلامة الأطفال لا بد من الفحوص الدورية بشكل مريح ومنها هذه الطريقة المريحة.

تدابير نوعية 

ويؤكد خالد بوهندي المنصوري، استشاري تربوي وأسري، مواصلة جهود حكومة إمارة أبوظبي في المحافظة على صحة وسلامة المجتمع بشكل عام، ومنهم الأطفال وطلبة المدارس، حيث تقدم لهم مختلف الدعم الصحي والاجتماعي والتعليمي، منذ ظهور كورونا مطلع العام الماضي، مشيراً إلى أن الحكومة تتابع تطورات انتشار المرض، وتطبيق تدابير نوعية للحد من انتشاره، وذلك عبر وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والقطاعات الصحية المختلفة والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

ويقول، إن الحكومة ما تزال مستمرة في إجراء فحوص «كورونا» التي تشمل كل الأعمار حفاظاً على صحتهم ووضعهم الحياتي والصحي، واليوم تسهل إجراء عملية الفحص للفئة العمرية ما بين 3 الى 12 سنة عن طريق اللعاب، لتفتح باباً واسعاً للتأكد من سلامة أطفالنا وقدرتهم على التعايش مع الجائحة الحالية كوفيد 19، ووجود مثل هذه التسهيلات وهذه الإجراءات تخلق لدينا نحن التربويين وأولياء الأمور الاطمئنان على صحة وسلامة أبنائنا الصغار، كما تشجع على إجراء فحوص واسعة وشاملة لكل الأعمار من مختلف فئات المجتمع. مشيراً إلى أن للفحوص المبكرة، مردوداً صحياً متكاملاً ومتوازناً بين أفراد المجتمع، صغاراً وكباراً وشباباً وشيوخاً، كما أن وجود مثل هذه التسهيلات والإجراءات يدل على وعي كامل من القائمين على هذه المسؤولية، وكيفية التعامل مع هذه الجائحة.

ترحيب

وأكد عدد من أولياء الأمور والتربويين، أهمية تطبيق الطريقة الجديدة للفحص، حيث تقول خديجة الراشدي (ولية أمر): نشاهد منذ أن بدأنا هذه الفترة الصعبة أن هنالك جهوداً تبذل صحياً أو تعليمياً أو انضباطياً، وان هناك لوائح وقوانين فرضتها الجهات المعنية في الدولة، وهذا يدل على اهتمام واسع في أخذ هذه الأمور بوعي كبير وتعامل فعال، وقد لاحظنا ذلك منذ أن بدأت هذه الجائحة إلى يومنا هذا، وكلما زادت عملية التعامل مع هذه الإجراءات، زاد ظهور النتائج الصحية الإيجابية وتعافي مجتمعنا من الفيروس بنسبة أكثر من الإصابة به، واليوم نشاهد ونسمع بتفعيل آلية جديدة لفحوص «كورونا» للأطفال، عن طريق اللعاب، حيث ستوفر هذه الخطوة طريقة أكثر راحة لهذه الفئة، وستزيل الإزعاج الناتج عن مسحات الأنف.

نقلة مهمة

ويقول بهاء الدين خنفر، ولي أمر، إن فحص اللعاب نقلة نوعية مهمة في هذه المرحلة بالذات، مرحلة التعافي والحفاظ على ما تحقق بجهود كبيرة من جميع الجهات، مشيراً إلى أن أهمية الفحص في هذا التوقيت تكمن في المساعدة على العودة التدريجية المدروسة إلى الحياة الطبيعية ما قبل الجائحة بسلامة وأمان، كما أن إيجابيات فحص PCR بالنسبة للأطفال وبهذه الطريقة السلسة «اللعاب»، تتلخص في سهولته وقلة الألم والإزعاج الناتج عن الفحص مقارنة بمسحة الأنف.

ويضيف، أن سهولة الفحص تساعد على الكشف المبكر عن أي حالات جديدة بين الأطفال ولو كانت قليلة، لكنها في كثير من الحالات بأعراض خفيفة أو حتى بدون أعراض وهنا تكمن الخطورة بإمكانية نقلها إلى غيرهم من دون قصد، ومع موسم العودة إلى المدارس سيساعد فحص اللعاب على ضمان أمن أطفالنا ومدرسيهم والعاملين في المؤسسات التعليمية حتى نتخلص من الجائحة بجهود والتزام الجميع وعسى أن يكون ذلك قريباً.

طريقة رائعة 

وتوضح هبة محمد إبراهيم، مديرة حضانة خاصة، أنها خطوة نوعية وبناءة، وطريقة مبتكرة وجديدة تتخذها حكومة أبوظبي في التعامل مع أزمة كورونا، ومع طلبة الفئة العمرية الصغرى، مشيرة إلى أن إجراء فحص كورونا عن طريق اللعاب يسهل إجراء الفحص للأطفال دون عناء ومشقة وألم، وهي طريقة جيدة، اختيرت بعد تجارب ودراسات ناجحة لتنسجم مع الواقع المعيشي العالمي، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على مدى حرص الحكومة على تقديم أفضل الخدمات وبأرقى المستويات التي تتناسب مع أفراد المجتمع ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً. 

التقصي 

يقول ماهر سليم اسماعيل، ولي أمر، إن الأطفال من الفئة العمرية من 3 إلى 12 سنة هم جزء مهم من المجتمع، وخصوصاً العائلة والمدرسة، وبما أنه ثبت أن الأطفال باستطاعتهم نقل عدوى فيروس «كورونا» إلى من هم أكبر منهم سناً، ممن يعيشون معهم في المنزل، وبما أنه يصعب ضبط الأطفال والسيطرة عليهم، وخصوصاً إذا ما تم اتخاذ قرار قريباً بعودة الطلبة إلى مدارسهم، فإنه لا بدّ من تقصي حالات «كورونا» عند الأطفال وحصرها قبل أن تنتقل إلى ذويهم ومن ثم تتفشى في المجتمع بشكل أوسع، لذلك فإنه يتوجب إجراء فحص كوفيد 19 للأطفال أيضاً، عن طريق اللعاب، كونها طريقة سهلة وفكرة ممتازة، ولكن شريطة أن يكون مفعولها ونتائجها كمثيلتها «مسحة الأنف»

حماية 

يقول الفاتح أحمد سعيد، ولي أمر إن فحص «كورونا» للأطفال عن طريق اللعاب، يهدف إلى حمايتهم وحماية أسرهم ومعلميهم والمجتمع من تفشي ظاهرة الفيروس، وخصوصاً أن الفيروس المستجد قد يصيب الأطفال كما هي الحال مع الكبار، مثمناً الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في حماية الجميع من مواطنين ومقيمين وتقديم الخدمات الصحية لحماية المجتمع بجميع أطيافه من تفشي كوفيد 19.

وتحدث عدد من الطلاب في صفوف المرحلة الابتدائية في أبوظبي، عن انزعاجهم خلال إجرائهم فحص فيروس كورونا «كوفيد19» عن طريق الأنف والخوف الذي كان ينتابهم عند علمهم بإجراء المسحة.

وأكدوا أن فحص كوفيد 19 من خلال اللعاب أمر مهم للتخلص من الخوف والانزعاج الذي كان يسببه إجراء الفحص عن طريق الأنف، لافتين إلى أن الطريقة الجديدة سهلة ومريحة وسريعة لا تسبب أي ألم نهائياً.

«نحن في مدارس الإمارات دولة السعادة» بتلك الكلمات بدأ الطالب كمال علاء، حديثه عند علمه باعتماد فحص كوفيد 19 من خلال اللعاب لطلاب المدارس، الأمر الذي كان يسبب له خوفاً، قائلاً في آخر فحص من الأنف شعرت بألم شديد، الطريقة الجديدة بفحص اللعاب ستريحنا من مسحة الأنف المزعجة لنا.

وقال الطالب سيف أكرم: فرحت عندما علمت أنه سيتم الفحص من خلال اللعاب. 

وتتفق معه تاليا عمر أبو سليم قائلة إن المسحة عن طريق الأنف كانت تسبب إزعاجاً وخوفاً شديداً، لافتة إلى أنها كانت تبكي قبل إجراء المسحة.

وأشار الطالب آدم علاء إلى أنه كان يفضل عدم الذهاب إلى المدرسة واستكمال دراسته «عن بعد» رغم حبه الشديد لمدرسته ولقاء أصدقائه، بسبب الخوف من إجراء الفحص عن طريق الأنف.

وقالت الطالبة ماريا منتصر إن والدتها عندما أخبرتها بأنها ستجري الفحص عن طريق اللعاب بديلا عن الأنف مستقبلاً شعرت بسعادة كبيرة لا توصف. 

وأعرب الطالب نوح منتصر عن شعوره بالراحة والطمأنينة وعدم الخوف عند إجراء المسحة عن طريق اللعاب.

 أولوية 

عن ما تقدمه دائرة التعليم والمعرفة من جهود وتعاون مع الجهات المعنية لمواجهة انتشار فيروس كورونا بين طلبة المدارس، يقول الدكتور طارق العامري، مدير إدارة التراخيص وامتثال التعليم في الدائرة، إن صحة وسلامة المجتمع المدرسي في أبوظبي يقع على رأس أولوياتنا، وتماشياً مع جهودنا للحفاظ على بيئة تعليم صحية في المدارس الخاصة ومدارس الشراكات التعليمية في الإمارة، فقد حرصت الدائرة على إجراء فحوص«كوفيد 19» الدورية لجميع العاملين في المدارس منذ بداية العام الدراسي الحالي، كما ألزمت جميع الطلبة الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً بتقديم نتيجة فحص سلبية قبل العودة إلى مقاعد الدراسة، ومع اعتماد دائرة الصحة – أبوظبي لفحص فيروس كورونا المستجد عن طريق اللعاب، وتعاوناً مع دائرة الصحة ومركز أبوظبي للصحة العامة، لدعم الإطلاق المبدئي للفحص عن طريق اللعاب، بديلاً لفحص مسحة الأنف، تم حث الميدان التربوي في أبوظبي وأولياء أمور الطلبة الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً على اختيار فحص اللعاب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"