عادي

مشاري العنيزي: برامج «البودكاست» تصنع محتوى مميزاً

00:31 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: زكية كردي

ابتدأت الفكرة مع بودكاست «ميلينيال ميرورز»، وكان مشروعاً منطلقاً من شغف شخصي لصناعة المحتوى المسموع، وحين لقي هذا البرنامج تفاعلاً عالياً، أدرك القائمون عليه حاجة المنطقة العربية للمزيد من البرامج المسموعة عبر «البودكاست»، والمزيد من المحتوى العربي الذي يمسهم ويعبر عنهم، فانطلق مشروع «فنيال ميديا» الذي يخبرنا عنه مشاري العنيزي، مؤسس شريك والمدير الإبداعي للمشروع.

ينصب التركيز في «فنيال ميديا» على صناعة محتوى يقوم بأمرين: الأول يساعد الشباب العرب على تقوية ارتباطهم بثقافتهم وتراثهم، وتلك هي الغاية من مسلسلات مثل «ألف ليلة وليلة»، «جحا»، «اسمي»، التي تحكي قصصاً كلاسيكية، تاريخية، أو تراثية بطرق جديدة وممتعة. والثاني يسلط الضوء على الأشياء المدهشة التي يقوم بها شباب العرب حالياً من خلال برامج مثل «وتر»، الذي يضيء على تجارب الموسيقيين المحليين النابغين، ويعرض موسيقاهم وفنونهم، كما يذكر العنيزي.
 أما عن الجانب المميز في المشروع، فيقول العنيزي: تصدرت «فنيال ميديا» المشهد الفني بصناعتها برامج بودكاست عربية ذات طابع سردي قصصي، فقبل أن نطلق برامجنا الأولى كانت النظرة إلى صناعة البودكاست محصورة في قوالب معينة، وأعتقد أنه من خلال تجربتنا استطعنا أن نُري الجماهير العربية الإمكانات المتعددة وغير المحدودة لصناعة برامج البودكاست من جهة، ومن جهة أخرى، حظينا بفرصة التعاون مع مختلف المواهب في شتى مجالات العمل الإبداعي كالكتابة، والتأليف الموسيقي، التعليق الصوتي، البحث، والفنون البصرية، والتصوير.
ويوضح العنيزي أنه على الرغم من وجود العديد من صناع المحتوى الذين ينتجون برامج «بودكاست» ناجحة في العالم العربي، بقي هذا المشروع الوحيد حتى الآن الذي يركز على الخيال والدراما، موضحاً أن هناك سقف ومتطلبات أعلى لهذا النوع من المشاريع كإنتاج الشركة الأخير في مسلسل القبو، فالأعمال ذات الطابع الدرامي تتطلب الكثير من الموارد، من كتابة السيناريو والتمثيل، وإضافة المؤثرات الصوتية والموسيقى المناسبة، وما إلى ذلك، كما يستغرق الأمر وقتاً ويتطلب تظافر عدد من المواهب الاحترافية في مجالات متعددة لتنفيذ مسلسلات مثل هذه، ولهذا السبب لم يتبع أي شخص آخر هذا النهج في العالم العربي حتى الآن، وهذا يجعلنا سعداء بأن نكون في الطليعة.
نمو مطرد
أشار العنيزي إلى أن سوق صناعة البودكاست شهد نمواً مطرداً خلال السنوات الماضية، فبعد أن كان هناك أقل من 100 بودكاست ناطق بالعربية، انتقلنا مؤخراً إلى المئات منها. وأكد أن هذا النمو سيستمر بكل تأكيد مع استكشاف الجماهير لهذه الصناعة، ومزاياها وإمكاناتها في إيصال رسائلهم ورؤاهم. وقال: من خلال التحدث إلى مستمعينا وإجراء أبحاث بأخذ آراء وبيانات من خلال مجموعات التركيز وجدنا أن الشباب العرب يرغبون في سماع قصص ذات صلة بحياتهم العصرية، وتعبر عنهم كما يرغبون أيضاً أن تبدو طريقة سرد هذه القصص حديثة ومبتكرة، على عكس الطرق ذاتها التي تم تقديم المحتوى العربي بها على مدار الثلاثين عاماً الماضية.
أما عن أبرز الأعمال التي يعرضونها عبر منصتهم، فأشار العنيزي إلى أن مسلسل «ألف ليلة وليلة»، و«جحا»، يعدّان من أنجح تجاربهم في الإنتاج الصوتي القصصي، بثرائها الفولكلوري وثقلها السردي، كذلك بودكاست «اسمي» الذي يروي حكاية وتاريخ مدينة «مكة المكرمة» الثري من منظور المدينة كشخصية متكلمة، ويعد هذا العمل خطوة أولية لإنتاج أعمال مُعاصِرة تُعرّف الجماهير العربية الشابة على التاريخ والتراث، كما أن جميع هذه القصص الصوتية متاحة للجميع عبر موقع «فنيال ميديا»، ويمكن لجمهور «البودكاست» الولوج إلى الموقع وتنزيل الحلقات، أو الاستماع إليها في أي وقت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"