عادي

الهدوء يعود إلى طرابلس وقادة لبنان ينــددون بالعــنف ويطالــبون بالتحقـــيق

01:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

بيروت: «الخليج»، وكالات

عاد الهدوء إلى طرابلس شمالي لبنان، أمس، فيما استأثرت الاحتجاجات الشعبية بالمتابعة الأساسية، لاسيما بعدما اتخذت طابعاً عنيفاً دموياً، واحرق مبنى البلدية الأثري ودار المحكمة وجامعة العزم، وتضرر السراي الحكومي، إضافة إلى تخريب مقرات ومنشآت رسمية وتربوية وأهلية، حيث دعا الرئيس ميشال عون إلى التحقيق في ملابسات ما جرى في طرابلس، والتشدد في ملاحقة الفاعلين الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين السلميين، وقاموا بأعمال تخريبية، لاقت استنكاراً واسعاً من الجميع، ولا سيما من أبناء المدينة وفعالياتها، فيما نقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحذيره من استغلال وجع الناس، فيما توعد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بإحباط مخطط العابثين بأمن طرابلس بعدما سبق أن وصف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذين أحرقوا المدينة بالمجرمين، في وقت نقل عن عون قوله، إنه شريك أساسي في تأليف الحكومة وفي الموافقة على كل اسم مرشح للتوزير، الأمر الذي رد عليه الحريري بأنه يتمسك بحكومة من 18 وزيراً ونقطة عالسطر، في حين أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيزور بيروت للمرة الثالثة قريباً، مشدداً على أن المبادرة الفرنسية لا تزال مطروحة على الطاولة.

مطالبات بالتحقيق

ودعا عون، خلال لقائه نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر إلى التحقيق في ملابسات ما جرى في طرابلس، والتشدد في ملاحقة الفاعلين الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين السلميين وقاموا بأعمال تخريبية لقيت استنكاراً واسعاً من الجميع، ولا سيما من أبناء المدينة وفعالياتها. ونقل عن عون تأكيده أنه ليس في وارد القبول بتمديد ولايته، أياً تكن الجهة التي تنادي به،مشدداً على تمسكه بالدستور وصلاحياته ومنع محاولة فرض حكومة غير متوازنة، معتبراً أنه شريك أساسي في تأليف الحكومة، وفي الموافقة على كل اسم مرشح للتوزير. 

وحذر بري من خطورة ما حصل ويحصل في طرابلس، مطالباً بأن يقلع الجميع عن استخدام وجع الناس، وجوعهم، وألمهم وقلقهم وخوفهم على المصير في أي استثمار سياسي رخيص، لتحصيل مواقع وزارية أو إدارية على حساب مصير الوطن. 

بدوره أكد دياب في بيان أنه لا تكفي الإدانة لتعويض طرابلس ما دفعته من أثمان باهظة بتوظيف ساحاتها في توجيه الرسائل السياسية النارية. مضيفا أن التحدي الذي نُلزم به أنفسنا، هو بأننا سنحبط مخطط العابثين، من خلال وعد بالعمل سريعاً على إعادة تأهيل مبنى بلدية طرابلس، ليبقى معبراً عن شموخ المدينة وتراثها النقي المتجذر عبر التاريخ.

واشنطن لوقف العنف

وسبق لرئيس الحكومة المكلف​ أن اعتبر أن ما حصل في ​مدينة طرابلس​ جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة وإحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى، مشدداً على أن الذين اقدموا على إحراق طرابلس مجرمون لا ينتمون للمدينة وأهلها وقد طعنوها في أمنها وكرامتها باسم لقمة العيش. وأكد مفتي ​الجمهورية​ ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ أن إضرام النار في شوارع وأحياء ​طرابلس​ وخاصة المحكمة الشرعية والسرايا و​البلدية​ هو عمل غير مسؤول ومرفوض ومدان بكل المعايير ومحاولة لجر أبناء المدينة إلى الفتنة التي يخطط لها البعض، ومؤشر خطير لا يرضى عنه أحد. كما دعا متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جميع الأطراف المرتبطة بالاحتجاجات التي تشهدها مدينة طرابلس إلى الامتناع عن العنف أو الأعمال الاستفزازية، معرباً عن دعم الولايات المتحدة لحق الشعب اللبناني بالاحتجاج السلمي، معتبراً أن أولئك الذين يقطعون هذه الجهود بالعنف والأفعال الاستفزازية يقوضون الخطاب المدني. 

ماكرون: زيارة ثالثة

إلى ذلك، قال ماكرون: «سأقوم بزيارتي الثالثة إلى لبنان بعد التحقق من أمور أساسية، وسنفعل كل شيء لتشكيل حكومة في لبنان حتى لو كانت غير مكتملة المواصفات». وأوضح أن «النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب»، مشدداً على أن «المبادرة الفرنسية هي الوحيدة التي تسمح بالتقدم نحو حل في لبنان». وأضاف: «خريطة الطريق الفرنسية ما زالت على الطاولة ولا حلول غيرها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"