التصويت الأممي صفعة للولايات المتحدة

03:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

تصويت كاسح ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدويلة «إسرائيل». 128 دولة عارضت القرار غير الشرعي، منهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن مثل المملكة المتحدة والصين وفرنسا وروسيا، كان ذلك بمثابة وصمة عار على جبين الولايات المتحدة في الإخفاق الكبير دبلوماسياً وسياسياً في التصويت التاريخي الذي خسرته أمام دول العالم.
لقد خسر الرئيس الأمريكي ترامب الكثير بهذا القرار الذي وصفه الشارع العربي بأنه يميل لمصالح «إسرائيل»، وبهذا القرار زاد التطرف «الإسرائيلي» في القدس، حيث سارع اليهود إلى مزيد من قرارات تهويد القدس.
تهديد الرئيس الأمريكي للدول التي صوتت ضد قراره، يؤكد أن الولايات المتحدة تمارس العربدة والابتزاز ضد دول العالم، فالقرار بحد ذاته الذي يعطي الاعتراف دون حق وشرعية أمام المجتمع الدولي هو بمثابة تحد لجميع دول العالم، وقد تحتاج أمريكا إلى سنوات طويلة لاسترجاع ثقة المجتمع الدولي الذي تصف واشنطن وتل أبيب قراراته بعدم الحيادية.
خسرت الولايات المتحدة العرب والإنسانية بهذا القرار غير الشرعي. مسلمون ومسيحيون في الدول العربية اتحدوا ضد هذا القرار، فكان الرد عليه قاسياً جداً، فشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب كان على موعد للقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وبعد القرار غير الشرعي رفض شيخ الأزهر اللقاء مؤكداً رفضه الشديد لهذا القرار، وقال «لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتها». ومن جهة أخرى أيضاً رفض البابا تواضروس استقبال نائب الرئيس الأمريكي، وأكد بيان الكنيسة رفض القرار غير الشرعي، واعتبر أن الرئيس الأمريكي لا يهتم بمشاعر الملايين من الشعوب العربية والإسلامية، واعتذرت الكنيسة عن اللقاء. كما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبال نائب الرئيس الأمريكي. وكان رد فعل الشارع العربي والإسلامي غاضباً، إذ قامت تظاهرات في معظم العواصم العربية والإسلامية منددة بالقرار الأمريكي مؤكدة على عروبة القدس وتمسكها بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.
من المؤسف أن دونالد ترامب لم يعط بالاً لمشاعر العرب والمسلمين حول العالم، واتخذ هذا القرار الجائر، رغم أن القرار اتخذه الكونجرس الأمريكي قبل أكثر من 20 سنة إلا أن أحداً من الرؤساء الأمريكيين لم يعتمده بسبب علمهم بأن هذا القرار سوف يضع الولايات المتحدة في قائمة المعادين للشرعية والمجتمع الدولي المحاربين وأعداء السلام في العالم.
لم يعتمد رؤساء أمريكا السابقون هذا القرار لأنه سيولد الكراهية بين الولايات المتحدة والعرب والمسلمين، فقرار ترامب أضاف عاملاً جديداً من الكراهية للولايات المتحدة، وبالفعل نرى اليوم مظاهرات وأعمال العنف وحرق العلم الأمريكي وصور الرئيس ترامب في شوارع دول عربية وإسلامية وأوروبية.
بعد تصويت الدول الـ 128ضد القرار، وإذا ما نقلت أمريكا سفارتها إلى القدس فإن ذلك سوف يكون بمثابة اعتراف من الولايات المتحدة بأن مصلحة «إسرائيل» فوق كل شيء.
بعد تصويت الأمم المتحدة إلى جانب القدس العربية الإسلامية وصف رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بأنها «بيت الأكاذيب»، وأن «إسرائيل» ترفض تماماً هذا التصويت. وأضاف أن القدس عاصمة لدويلته المسخ، وأنهم سوف «يواصلون البناء في القدس الشريف وسوف تنقل السفارة الأمريكية للقدس» وقال بتحد دون تردد «وسيحدث هذا».
إن غداً لناظره قريب، فإما أن تدخل الولايات المتحدة في دوامة كراهية وفتور في العلاقات مع العرب والمسلمين أو أن تلغي القرار غير الشرعي تفادياً لمزيد من الكراهية والرفض للسياسات الأمريكية، وتأجيج كل عوامل التطرف في المنطقة والعالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"