عادي

المسلم و الغيص: اللهجة الإماراتية ذات أصول عربية فصيحة

20:28 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة - «الخليج»
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات جلسة افتراضية بعنوان «الفصحى.. في التراث الإماراتي المحكي» حاضر فيها الدكتور عبد العزيز المسلم مدير معهد الشارقة للتراث والباحثة عائشة الغيص وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة العاجل التي عرفت بضيفي الجلسة وقالت: «سعداء بإتاحة الفرصة للمبدعين لعرض أفكارهم وطرح موضوعات تخدم المعرفة؛ حيث تجيء جلسة اليوم لتناقش الفصحى، بوصفها وعاء لكل أشكال الأدب، وهي سبيل الانفتاح على الآخر والتعاطي معه بروح إيجابية وتشكل فرصة أكيدة للارتقاء بالثقافة والفكر الإنساني».
وقد داخلت العاجل في عدد من المحاور المهمة لجهة البحث عن قواميس ومعاجم توثق للهجة الإماراتية، كما طرحت مقترحات عديدة لتقديم اللهجة إلى الآخر في الأمسيات والملتقيات من خلال تحقيق كلماتها، ووضع هوامش تفسر هذه المفردات باستخدام وسائل العرض المختلفة بما في ذلك الأقراص والشرائط وغيرها من الوسائل.
أكدت عائشة الغيص أن اللهجة الإماراتية لهجة فصيحة في مفرداتها ومضامينها، فحروفها عربية، والمتحدث بها عربي، وحينما نعود إلى ألفاظ هذه اللهجة سواء في التراث الإماراتي المحكي أو في الموروث المادي وغير المادي، وفي الشعر النبطي أيضاً نجد أن الكلمات فصيحة من حيث اشتقاقاتها، إنما طرأ عليها عبر الزمن بعض التغيرات من إقلاب وإضافة، لكنها ظلت عربية في دلالاتها ومعانيها، وهي تختلف عن الفصحى فقط في عدم مراعاتها لقواعد النحو العربي، وأوضحت أن اللهجة المحلية بأصولها الفصيحة موجودة في الأهازيج والأمثال والقصائد الشعبية، وضربت أمثلة عديدة للتدليل على فصاحة اللهجة الإماراتية وما فيها من مفردات ومضامين كقصائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأيضاً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بوصفها من القصائد الأصيلة التي تعود بجذورها إلى البيئة البدوية التي حافظت على نسق شعري ودلالي بمرجعيات التراث العربي وجذوره المعروفة.
وفي سؤالها حول افتقاد الساحة الإماراتية معجماً يوثق المفردات الشعبية، أكدت الغيص «إننا نحتاج إلى باحثين وجهود مكثفة من وزارة الثقافة لتحقيق مثل هذه المعاجم»، وركزت في مداخلتها على اللهجة القريبة من الفصحى، وأوضحت أن هناك فروقاً ما بين اللهجات تبعاً للبيئة الإماراتية التي تتوزع على جغرافيا جبلية وساحلية قريبة من البحر وبدوية وخلاف ذلك.
الشعر خزانة التراث
بدوره بدأ عبد العزيز المسلم حديثه بالتأكيد على أن اللهجة الإماراتية تتضمن قدراً وافراً من الألفاظ الفصيحة، وهو الموضوع الذي يتبناه منذ فترة معهد الشارقة للتراث الذي بدأ منذ فترة بتأصيل اللهجة المحلية؛ حيث أنجز إلى اليوم قاموسين هما: قاموس الأدوات وقاموس البناء بالاعتماد على مختصين إماراتيين.
وقدم د. المسلم، إضاءات عديدة وثرية على موضوع الجلسة ،مؤكداً أن الشعر الشعبي هو أهم «مخزن» للهجة الإماراتية، منوهاً في هذا الصدد بنماذج شعرية قديمة ورصينة قدمها مبدعون إماراتيون مثل الماجدي بن ظاهر ومحمد بن راشد المطروشي وغيرهما،مروراً بفترة الستينات التي شهدت نقلة أخرى في الأشعار على يدي كثيرين من رموز الشعر الشعبي في الإمارات مثل: سالم الجمري وراشد الخضر، وأشار إلى حضور اللهجة الإماراتية في بعض المعاجم القديمة مثل كتاب «جمهرة اللغة» لابن دريد، الذي دون كثيراً من مفرداتها، ولفت د. المسلم إلى معجم الألفاظ الإماراتية للدكتور فالح حنظل وإلى جهود الإمارات في توثيق اللهجة المحلية من خلال جهات ثقافية ومراكز دراسات عديدة، وأوكلت هذه المهمة لباحثين من الدول العربية، لكن المحاضر دعا إلى قيام باحثين إماراتيين بالتوثيق، خاصة وأن الباحثين العرب يوجهون مادة البحث تبعاً لثقافاتهم ومجموعة من القواميس التي تفتقر إلى اللهجة الإماراتية.
وأكد المسلم أن حقلي الفن والأدب مهمان لإبراز اللهجة الإماراتية، كما عرج على بعض ما يتداوله الجيل الجديد من مفردات غريبة على اللهجة المحلية، كما انتقد اللهجة البيضاء بوصفها لا تقدم اللهجة من مصادرها العربية الأصيلة، وأكد أن البدو كانوا أكثر ثراء من غيرهم من أهل الجبل أو الساحل الإماراتي في تقديم التراث الإماراتي تبعاً لحقيقة ما يحتوي من غنى يحفظ مكونات اللهجة المحلية.
في ختام حديثه أكد المسلم ضرورة وجود مشروع متكامل يحفظ اللهجة الإماراتية من الاندثار، كما أبدى استعداده من خلال معهد الشارقة للتراث لدعم هذه المجهود مادياً ومعنوياً، كما قدم نبذة عن خطط المعهد في هذا الشأن من خلال ما سيصدره تباعاً من كتب ومعاجم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"