عادي

تبسيط «العربية» مهمة المؤسسات اللغوية

22:54 مساء
قراءة 3 دقائق
1

أبوظبي: نجاة الفارس

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول، ندوة تحت عنوان: «دور المؤسسات اللغوية في الحركة الأدبية ومناهج التعليم»، استضاف فيها الناقد الدكتور صلاح فضل، رئيس المجمع اللغوي بالقاهرة، والدكتورة هنادا طه تامير، أستاذة كرسي اللغة العربية في جامعة زايد، وأدارتها الإعلامية هالة أبو علم.
أكد الدكتور فضل أن ضعف الإقبال على دراسة اللغة العربية في الجامعات جاء بسبب أن هناك العديد من الراغبين في تعلم العربية، ولكنهم يشعرون بأن المجتمع لن يوفر لهم فرصاً عملية كالتي يوفرها لأقرانهم من دارسي اللغات الأخرى والتخصصات المختلفة، موضحاً أن الشعراء والموهوبين عموماً هم من يصرّون على الالتحاق بأقسام اللغة العربية دون غيرهم؛ لأن الدافع لديهم مختلف تماماً، ولا يرتبط بمستقبلهم العملي، بقدر ما يرتبط بتحقيق رغباتهم الإبداعية، على الرغم من أن أهمية تكوين العقل والوجدان لا تقل عن أهمية الاتجاه إلى دراسة الطب والهندسة؛ وذلك لأن علم النفس التطبيقي يؤكد أن الارتباط بين الذكاء والكفاءة اللغوية من المسلمات التي ينبغي ألّا نغفل عنها؛ إذ إن الإنسان كلما كان قادراً على التعبير عن مراده سواء كان ذاتياً أو غيرياً، كان أذكى واستطاع الوصول إلى ما يصبو إليه.
أوعية للتراث
وذكر أن المؤسسات اللغوية ليست أوعية للتراث وحافظة له، بقدر ما هي أداة لتقوية اللغة وتبسيطها وتحبيبها للأجيال الجديدة؛ ذلك لأن اللغة وآدابها هي المثير الجوهري للخيال، والخيال بدوره هو طاقة الإبداع الحقيقية، بما في ذلك الخيال العلمي، فالعلماء يبدأون فكرتهم في ابتكار شيء معين بكلمات محددة في عقولهم، يحوّلها الخيال بعد ذلك من فكرة إلى واقع ملموس، فالخيال هو الطاقة الخلاقة التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات، بالإضافة إلى أن مهارة التعبير والقدرة على البوح تمثل دواخل وبواطن الإنسان للتعبير عن أحلامه وهواجسه، أو التعبير عن الواقع الجمعي.
مدخل صحيح
كما أشار الدكتور فضل إلى أن المدخل الصحيح لتعليم اللغة العربية ليس بحفظ قواعدها؛ لأن اللغة تعتمد على الملكة كما يقول ابن خلدون، فالطريق الصحيح يتمثل في أمرين، هما الممارسة، ثم التعود على النماذج الراقية في كل فنون وأجناس الأدب، وأكد ضرورة تبسيط القواعد إلى الحد الأدنى، واختيار النماذج المحببة للطلاب في المراحل الدنيا من التعليم، كتلك التي ترتكن على غرض الحب.
وتطرق إلى ضرورة الاهتمام بالترجمة، باعتبارها الجسر الحقيقي للثقافات، ولفت إلى فترة ازدهار الترجمة البغدادية في العصر العباسي الأول، وهي دار الحكمة التي رعاها الخليفة المأمون، والتي نقلت العلوم اليونانية وغيرها إلى العربية، ثم مدرسة طليطلة التي نقلت علوم العربية إلى ثقافات أخرى، كما تحدث عن مقدمة كتابه «شعر العامية من السوق إلى المتحف»، والذي أكد فيه أن العامية ليست جريمة أو خطأ، مشبهاً اللغة الفصيحة بالأم والعاميات ببناتها، وأشار إلى أن الفصحى تكتسب من العامية، والعامية تغذي الفصحى.
أما الدكتورة هنادا طه تامير، فقد أشارت في البداية إلى أن أقسام اللغة العربية في الجامعات تتوزع بين تلك الأقسام الأكاديمية التي تمنح شهادات الدراسة من البكالوريوس إلى الدكتوراه، والأخرى التي تقدم مواد خدماتية، وأكدت أنه ينبغي إعادة النظر في متطلبات الدخول إلى أقسام اللغة العربية بالجامعات؛ لأنه من الواضح أن الأضعف بين الطلبة هم الذين يلتحقون بها غالباً، بالإضافة إلى أن مقررات اللغة العربية لم تتغير كثيراً منذ خمسين عاماً، بما في ذلك مقررات إعداد المعلمين التي لا ترتكز على أبحاث متطورة في طرائق تعليم اللغة، كالطرائق الخاصة بالكتابة والقراءة وأبحاث الدماغ، ولابد أن تتخلص من الجوانب النظرية في إعداد المعلمين، وذلك من خلال الاعتماد على طرائق التعليم، كمسرح الأطفال وفنون الخط العربي.
علم القراءة
وعن علم القراءة والبحوث المرتبطة بالدماغ أكدت الدكتورة هنادا أهمية الأخذ بها، وتوفير الدعم اللازم لها، والاعتماد على أبحاث حقيقية لتفعيلها؛ لأنها منتشرة في أوروبا الآن، ونستطيع أن نبني عليها ونتطور من خلالها، وأشارت في هذا السياق إلى أن المدارس الأجنبية تعتمد على الصفوف الثلاثة الأولى لتعليم اللغة، وبداية من الصف الرابع يدخل الطلاب لمنحى آخر وهو علم القراءة؛ حيث يقرأون كتاباً يحتوي على ١٠٠٠ صفحة، ويتعلمون القراءة التي تعتمد على السرعة والدقة والتعبير والفهم.
وأضافت أن جامعة زايد أنهت عشر حلقات، لا تتعدى كل حلقة عشرين دقيقة، يقدمها الإعلامي البارز عارف الحجاوي، تعرض أهم القواعد النحوية بعيداً عن الكلاسيكيات، منوهة بضرورة الاشتغال على البحوث العلمية الحقيقية التي تعتمد على الضوابط من ناحية، والتجربة والتطبيق من ناحية أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"