«إسرائيل».. قاتلة الأطفال

04:44 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

«إسرائيل»، «قاتلة الأطفال» عبارة تتردد في الميادين وعلى المنابر العالمية، وهي إحدى التهم الكثيرة التي تدان بها «إسرائيل» منذ احتلال الأراضي الفلسطينية، ولكن العربي الشجاع مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي لم يكتف بمجرد القول، بل أتبع القول بالفعل عندما لوَّح بيده طالباً طرد رئيس الوفد «الإسرائيلي» في المؤتمر ال 137 للاتحاد البرلماني الدولي، الذي انعقد في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، معبراً بذلك وبالنيابة عن الشعب العربي عن استمرارية وتجديد الغضب العربي من المحتل، وقد وصف دولته بقاتلة الأطفال، وقال له وبشكل مباشر دون اللجوء إلى الدبلوماسية «عليك أيها المحتل الغاصب أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة، بعد أن رأيت ردة فعل برلمانات العالم، أخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة.. يا محتل، يا قتلة الأطفال».
موقف شجاع وبطولي يسجل لأبناء الشيخ صباح الأحمد الصباح في المحافل الدولية، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على موقف الحكومة الكويتية وشعبها من المحتل «الإسرائيلي» الغاشم الغاصب للأراضي الفلسطينية، ورفضهم التام لهذا القمع والاضطهاد والاحتلال، وأنه قد حان الوقت لأن تعود للفلسطينيين والعرب والمسلمين دولة فلسطين محررة معززة.
الشعب العربي يجدد في كل فرصة من خلال البرلمانات والمحافل الدولية تذكير المحتل «الإسرائيلي» بحجمه وقيمته، وبأنهم محتلون للأراضي الفلسطينية، وإرهابيون وقاتلون للشعب الفلسطيني، وبهذا التذكير يضعف الموقف «الإسرائيلي» في المحافل الدولية، ويخسر معركته في اكتساب تعاطف الرأي العام العالمي والذي يسعى إليه على الدوام.
التاريخ يسجل الجرائم البشعة للمحتل «الإسرائيلي» بحق الأطفال الفلسطينيين وغيرهم من الأطفال العرب، ومنذ احتلاله الأراضي الفلسطينينة في عام ١٩٤٨ قام بقتل الآلاف من الأطفال الفلسطينيين دون رحمة، وإذا عدنا بالذاكرة إلى عام 2014 في حرب المحتل «الإسرائيلي» على قطاع غزة نجد أن الآلة الحربية «الإسرائيلية» قتلت أكثر من ٤٠٠ طفل في مجزرة بحق الطفولة في فلسطين، وأكثر من ٤٠٠ ألف أصيبوا بصدمات نفسية تشكل خطراً كبيراً عليهم في المستقبل وفقاً لتقرير اليونيسف. وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء ما زلنا نتذكر مجزرة مدرسة بحر البقر في مصر العام 1970، ومجزرة قانا في لبنان عام 2006، ومن قبل مجزرة صبرا وشاتيلا العام 1982، وكل هذا الإرهاب بحق الطفولة وقع أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي لم يستطع أن يوقف هذا المحتل عند حده، أو يمنعه من قتل الأطفال الأبرياء، واكتفى فقط بالتعاطف مع الشهداء الأطفال.
وفي كل يوم يسقط شهداء فلسطينيون في الأراضي الفلسطينية في معركة غير متكافئة على يد «الإسرائيليين» بآلاتهم الثقيلة وأسلحتهم الفتاكة، والتي بها يزيد عدد الشهداء دون تمييز، فأسلحتهم تقتل الأطفال قبل النساء، والنساء قبل الرجال، وليس مع الفلسطينيين الأبرياء سوى الحجارة، وبذلك يتربع الصهاينة على عرش قتلة الأطفال.
طرق بشعة يروع بها المحتل الصهيوني الشعب الفلسطيني الأعزل، فالجيش «الإسرائيلي» اليوم يستخدم كل الوسائل الوحشية لخلق الذعر والقلق بين الأطفال الفلسطينيين بقتل والدي الأطفال أمام أعينهم كما ورد في تقرير اليونيسيف، وجاء على لسان بيرنيل إيرنسايد رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في غزة حين ذاك قولها: «إنه أمر استثنائي أن تعيش في هذه الأوضاع، وأن تبقى على قيد الحياة، وأن تشهد استخدام أسلحة مدمرة بطريقة غير معقولة تقوم بتقطيع أوصال الناس بعمليات بتر وتشويه مروعة، وتمزق الناس إرباً أمام عيون الأطفال وأمام الوالدين أيضاً».
الجدير بالذكر أن المحتل الصهيوني يجوب العالم، ويبحث عن سبل تحقيق السلام، متناسياً أنه ينتهك حقوق الإنسان، واليوم يوجد في سجون الاحتلال أكثر من ٥٠٠ طفل فلسطيني، محرومين من أبسط حقوقهم، ويتعرضون لأبشع أساليب التعذيب، ودون محاكمات، في تجاوز فظ لأبسط الحقوق الإنسانية المتعارف عليها دولياً.
لن ينسى العرب والمسلمون والإنسانية ما يفعله المحتل الصهيوني على أرض فلسطين من قتل للشعب الفلسطيني الأعزل، وفي كل المحافل الدولية حيث يتواجد ممثل لهذه «الدولة» سوف يصل الصوت العربي الحق بأن فلسطين دولة محتلة من جانب «إسرائيل»، وأن الاعتراف بذلك أمر واجب لا محالة، وفي كل مرة يجب طرد ممثلي هذه الدولة المحتلة من المحافل الدولية، وسوف يبقى كلام مرزوق الغانم يردده كل عربي في أي محفل دولي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"