الأنشطة الافتراضية

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين

تحول العالم خلال أيام معدودة إلى عالم افتراضي، نظراً للتداعيات التي أفرزتها جائحة فيروس كورونا المستجد؛ حيث تحولت الكثير من الأعمال، والمعاملات الحكومية، إلى الاعتماد على الواقع الرقمي بشكل كبير، في خطوة تهدف إلى تطويق انتشار الفيروس من ناحية، وتعزيز مجالات استخدام الوسائط الذكية كواقع رقمي في حياتنا اليومية من الناحية الأخرى.
وبما أن المنظومة التعليمية جزء أساسي من حياة المجتمع، وجسره نحو مواصلة تحقيق النمو المستدام، فإن الفضاء الإلكتروني، وما يقدمه من أنشطة تسهم في تطوير مهارات الطلبة، وصقل شخصياتهم، إلى جانب التحصيل الدراسي، يعتبر اليوم أولوية، وضرورة قصوى، تتطلب تضافر جهود مختلف أطراف العملية التعليمية، من إدارات المؤسسات المعنية، والمعلمين، وأولياء الأمور، والطلبة.
ولنجاح هذه المساعي ومواجهة التداعيات التي حولتنا قسرياً إلى تفعيل وتطبيق نظام التعلم عن بعد، فإن الأمر يستدعي بالضرورة الاستفادة من التجربة، من خلال تحليل شامل، يتناول مواطن الضعف، ومواطن القوة، ويبحث عن الفرص المتاحة، ويضع الحلول المسبقة للتحديات المتوقعة، بناء على المكتسبات التي حققتها المرحلة الماضية من التجربة.
ومن خلال هذا التحليل سيتمكن القائمون على منظومة العمل، من قياس مدى النجاح الذي حققته الأنشطة التعليمية الافتراضية، كما سيتيح للمؤسسات التعليمية معرفة قوتها في قياس قدرات الطلبة في الأنشطة الافتراضية، التي أتصور أنها حققت جزأ كبيراً من أهدافها، مع الأخذ بعين الاعتبار حداثة التجربة، وسرعة استجابة الجهات المختصة لمواجهة الواقع الجديد، ما يفسر مواجهة بعض التحديات والمشاكل الفنية والتقنية.
ومع ذلك فإننا اليوم أمام واقع جلي، يؤكد أهمية ما تقدمه منظومة العمل التعليمي من أنشطة وفعاليات افتراضية، تتطلب مواكبة احتياجات المرحلة ومتطلباتها، وذلك من خلال التفكير خارج الإطار الضيق، والجموح بابتكار أفكار نوعية، وأساليب شيقة تسهم في تشجيع الطلبة على المشاركة والتميز، والانخراط في هذا العمل التفكيري، عبر مشاطرة آرائهم وأفكارهم مع المعلمين، وأولياء الأمور، لانتقاء الأفكار الأكثر نضجاً، والأكثر قبولاً للتحقيق.
ولعلي هنا استشهد بتجربة عشناها مع مجلس الشارقة للتعليم، حين بادر إلى الاستجابة الفورية للطارئ الجديد، من خلال وضع خطة استراتيجية تتضمن تنظيم حزمة مستمرة لا تتوقف من الورش الافتراضية، والفعاليات التدريبية والتعليمية، انسجاماَ مع المشروع الوطني للدولة، ومواكبة لأهداف ومساعي إمارة الشارقة، وإيماناً بدور المجلس وجهوده في نقل المعرفة، وتطوير قدرات ومهارات الطلبة من مدارس إمارة الشارقة في مختلف الفئات العمرية.
هذا التوجه من قبل مجلس الشارقة للتعليم يؤكد حقيقة واحدة، مفادها مدى أهمية ودور استدامة مختلف الأنشطة الافتراضية، وضرورة العمل المتواصل على تطويرها والارتقاء بها. 
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"