«الكورونا» ومنظمة الصحة العالمية

04:09 صباحا
قراءة دقيقتين
يوسف أبو لوز

تأسست منظمة الصحة العالمية في العام 1948، وتولّى منصب المدير العام للمنظمة تسع شخصيات ليس بينهم عربي واحد جرى اختيارهم من كندا، البرازيل، الدنمارك، اليابان، النرويج، كوريا الجنوبية، السويد، الصين، إثيوبيا، وقبل أيام أعلنت المنظمة حالة الطوارئ العالمية جرّاء وباء «الكورونا» الذي ظهر في الصين، وانتشر في حوالي عشرين دولة في العالم.
تاريخ أو أرشيف المنظمة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، في إطار ظروف سياسية أكثر منها صحية يقول إنها أعلنت حالة الطوارئ في ضوء أمراض عابرة للحدود والقارّات خمس مرّات فقط منذ إنشائها وحتى اليوم بسبب ظهور إنفلونزا الخنازير في العام 2009 الذي قتل 200 ألف شخص. وبسبب شلل الأطفال في 2014، وبسبب فيروس زيكا في العام 2016، وفي العامين 2014 و2016 أعلنت المنظمة حالة الطوارئ بسبب ظهور فيروس إيبولا الذي قتل 11 ألف إنسان في إفريقيا.
ماذا نستنتج من هذه المعلومات وهذه التواريخ في أرشيف منظمة الصحة العالمية؟.. أولاً عند ظهور الأمراض الكارثية في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث أنشئت المنظمة عام 1948، لم يلجأ هذا الكيان الدولي الذي يتبع كياناً دولياً أكبر هو الأمم المتحدة إلى إعلان حالات طوارئ، مع تلك الفترة في القرن العشرين وهي فترة أمراض كارثية مثل الكوليرا - ضربت مصر في العام 1947- والحصبة، والسل، والتيفوئيد، والكثير من الأمراض والأوبئة التي تكاثرت بعد قتلى الحرب العالمية الثانية، أو أن تلك الكوارث كانت سبباً في تلك الأوبئة، أما الجدري فقد أعلنت المنظمة القضاء عليه تماماً في العام 1980.
يمكن تسجيل نقطة ثانية أيضاً في إطار قراءة عمل منظمة الصحة العالمية، هي أن المنظمة لا تمتلك من الإمكانيات اللوجستية الطبية العالمية على الأرض ما يجعلها تنبّه العالم إلى الأمراض والأوبئة قبل وقوعها، بل يجري تعاملها مع استنفار العالم تجاه هذه الأوبئة، وكأنه حدث تابع أو ضمن استجابات واستنفارات العالم تجاه هذه الأمراض.
نقطة ثالثة من المهم الإشارة إليها، هي ما يترتب على الدول وسياساتها وقراراتها في وسط موجة الأمراض والأوبئة عندما تعلن المنظمة حالة الطوارئ العالمية، وهل قرارات المنظمة ملزمة قانونياً وأخلاقياً لهذه الدول عندما تعلن حالة الطوارئ، بخاصة دول كبرى مثل الصين وروسيا وأمريكا وبريطانيا.
ثمة ما هو ملتبس وغامض أو شبه غامض في مثل حالة وباء الكورونا هذا، وأحياناً الأوبئة هي شغل سياسة.. وبائية، مريضة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"