تريم في ذكراه

06:35 صباحا
قراءة دقيقتين

أستحضر ذكراك أيها الغالي ورفيق العمر، منذ التقنيا ذات يوم منذ أكثر من أربعة عقود، في أرض الكنانة، وفي مرحلة شموخ وأحلام كبرى، وبوصلة الشباب والألق في أعلى تجلياتها .

أستحضر الآن، شريط العمر الذي مضى، ومحطات مهمة، وولادة الشروق والخليج، ومخاض فكرة الاتحاد .

أستعيد ذكريات القاهرة في السبعينات، وأولى حكايات الدبلوماسية، ودروسها وشقاوتها ومطباتها، وشجاعتك في الموقف والخطاب وعودتك إلى الشارقة، بادئاً رحلة أخرى في خدمة الوطن، وأداء واجب الخدمة العامة الملتصقة بالناس، وبفتح آفاق رحبة أمام حياة ديمقراطية، لها ثقافتها وشروطها وخصوصيتها .

أستحضر الآن الاستماع إلى خطابكم في المجلس الوطني الاتحادي، خطاب المدينة الفاضلة واقتراحاتك لواقع كان في تلك المرحلة تحت مطرقة التاريخ .

أستعيد الآن، دعوتك لي بالعودة من واشنطن، للعمل على إعادة إصدار الخليج بعد توقفها القسري نحو ثماني سنوات . وكيف انطلقت قوية ومشعة، وحرصك على استقلالية الجريدة، وحريتها وولائها للوطن .

وأقرأ الآن في بعض أوراق الذاكرة، رسائل لك إلى رجال فكر من أجل حرية الإنسان وكرامته، وبخط يدك، وأطالع صوراً مشتركة منذ كنّا طلبة في جامعة القاهرة، ونشاطاً طلابياً مهموماً بالوحدة والتحرر والتنوير، مروراً بزيارات إلى عواصم عربية عدة نستدعي خلالها الواقع بكل حيثياته .

أستحضرك الآن، والأمة تعيش زلزالاً تاريخياً، يختلط فيه حابل الحقيقة بنابل الوهم، وكل شيء يبدو أنه انفجر دفعة واحدة، صخب كبير، وسط أسئلة كانت مخبأة، وتحولت اليوم إلى مساءلات أخلاقية وسياسية وتاريخية .

تريم . . لم تكن يوماً مجرد خبر في صحيفة، بل اسم لكينونة وطنية وقومية، تربتها في أرض الشارقة وصحارى الإمارات وبحرها، وثقافتها عربية، روتها ورعتها أحلام كبرى وأخلاقيات شموخ عربي متجدد إن شاء الله .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"